مقالات الرأي
أخر الأخبار

أصل القضية … إستراتيجية الجسر و المورد: الجيش و الشعب السوداني بناء و تنمية .. بقلم/ محمد أحمد ابوبكر

منذ الأزل، شكّل الجيش السوداني قلب الأمة النابض، يتقدم الصفوف ليذود عن حياض الوطن و يصون استقلاله، فهو من رحم الشعب و الشعب داعم له. لكن السودان، اليوم، يقف على أعتاب حقبة جديدة من التاريخ، حيث لا تقتصر المعارك على ميادين القتال، بل تنتقل إلى ميادين التنمية والإعمار. و هنا تبرز استراتيجية الجسر و المورد كفلسفة عميقة تعيد تشكيل الدور التقليدي للجيش و تحوله من حارس للحدود إلى باني للجسور، جسور تربط بين الماضي المجيد و مستقبل يضج بالفرص و الأمل.فهو المؤسسة الوحيدة التي استعصت على الخونة و الأعداء.
في قلب استراتيجية الجسر و المورد، يلعب الجيش دور الجسر بين الماضي و المستقبل. الجيش الذي حمل السلاح لحماية الوطن، أصبح اليوم قادراً على حمل مشاعل التنمية و الإعمار. تمامًا كما كان الجندي في الميدان يمثل الحصن المنيع للأمة، صقلته الظروف لأن يكون أيضا رمزًا للتحول و الاستثمار في موارد البلاد البشرية و الطبيعية. فهذا الجندي، الذي قاتل من أجل الأوطان، يصبح اليوم عاملاً على بناء جسور الثقة بين المواطن و الدولة، و بين الأرض الطيبة و الشعب الطموح.
في هذا التحول الإبداعي، يجسد الجيش السوداني قوة المستقبل ضمن استراتيجية الجسر و المورد. فمن خلال التدريب و التعليم و التأهيل، يتحول الجندي من مجرد عنصر عسكري إلى مورد استراتيجي يساهم في مشروعات البنية التحتية و التنمية الاقتصادية. إن الجيش، بجنوده و ضباطه، يمكن أن يكون موردًا بشريا هائلًا يساهم في بناء المصانع، و شق الطرق، و حفر الآبار، و تحقيق الاكتفاء الذاتي. بهذا، تصبح أدوار الجيش ليست دفاعية فقط، بل تحفز على الابتكار و الإبداع في عملية بناء الوطن.
الجيش ليس مجرد حامٍ للوطن، بل مورداً غير محدود يمكن توظيفه لتحقيق استقرار مستدام و تنمية شاملة. إن استثمار قوة الجيش في إعادة الإعمار و التنمية يربط بين الأمن و التقدم الاقتصادي. فالجندي الذي يحرس الوطن يمكنه أن يكون جزءاً من قوة البناء التي تنهض بمشروعات زراعية و صناعية تسهم في رفد الاقتصاد الوطني. و هنا، يظهر الابتكار في تحويل المهام التقليدية للجيش إلى قوة داعمة لاستقرار اقتصادي و اجتماعي.
الجيش السوداني، من خلال استراتيجية الجسر و المورد، لا يبني فقط جسوراً بين الأجيال و المناطق، بل يساهم في ربط السودان بالعالم الخارجي، مستفيداً من موقعه الاستراتيجي و موارده الطبيعية و البشرية. قوة الإعمار التي يمثلها الجيش اليوم يمكن أن تكون الأداة لتحقيق نهضة اقتصادية واجتماعية شاملة، تعزز دور السودان كلاعب إقليمي قوي يمتلك قدرات متميزة.
جيش الإعمار في هذه الرؤية، لا يُعنى فقط بالوطن، بل يتحول إلى قوة دافعة لتقديم السودان كنموذج في التعاون الدولي، مستخدماً الموارد الثقافية و البشرية لتحقيق سلام و استقرار مستدامين.
إن تحقيق هذا التحول يعتمد على الإرادة الجماعية في السودان. من جيش كان حاميًا للأوطان، إلى جيش يعمر البلاد و يزرع بذور المستقبل. استراتيجية الجسر والمورد تجعل من الجيش قوة إبداعية تقود مشروعات النهضة، لتبني أمة تعتمد على نفسها، و تحقق استدامة في مواردها. فالسودان، بموارده الطبيعية و البشرية الهائلة، قادر على بناء مستقبل ينبض بالفرص.
أصل القضية – لن يكون الجيش بعد اليوم مجرد سلاح، بل سيكون الحامل لمشاريع الإعمار، أداة للتغيير، و رافعة لتحقيق أحلام الشعب السوداني في وطن آمن، مستقر، و مزدهر. جيش الأوطان يلتقي اليوم مع جيش الإعمار ليكون السودان جسراً من الأمل و المستقبل المشرق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى