أصل القضية … إعادة الإعمار بالجهد الشعبي: القوة الناعمة .. بقلم/ محمد أحمد أبوبكر

في دروب التاريخ، كانت الشعوب العظيمة تُختبر في المحن، ويُقاس معدنها الأصيل بقدرتها على النهوض من الركام أقوى وأصلب. السودان اليوم يقف في قلب هذا الاختبار، حيث تصنع المقاومة الشعبية ملحمة وطنية تعيد بناء ما هدمته الحرب، وتؤكد أن الأوطان تُبنى بسواعد أبنائها لا بمعونة الآخرين.
إعادة الإعمار.. ملحمة شعب يصنع مجده بيديه:
لم يكن الإعمار يومًا مجرد بناء حجارة فوق حجارة، بل هو روح تبعث الحياة في المدن والقرى، ورسالة تحدٍّ في وجه من أرادوا لهذا الوطن أن ينهار. إن كل معلم يُرمم، وكل مدرسة تُعاد إليها الحياة، وكل مستشفى يُفتح من جديد، هو شاهد على أن هذا الشعب يرفض أن يكون ضحية، بل يصنع مستقبله بيديه.
من رحم الألم، تتفجر طاقات العطاء، فالمعلمون عادوا إلى فصولهم تحت ظلال الأشجار، والأطباء أسسوا مستشفيات ميدانية بأبسط الأدوات، والشباب يحملون المعاول لا السلاح، ليؤكدوا أن السودان أكبر من كل المؤامرات، وأبقى من كل الأعداء.
المقاومة الشعبية.. درع الوطن وسيفه:
لم تكن المقاومة يومًا حكرًا على ميادين القتال، بل هي روح تتجلى في كل ساحة، ومن أعظم صورها اليوم، هو إسناد الجهاز التنفيذي عبر مبادرات شعبية جبارة، تشمل:
* إصحاح البيئة: عبر حملات تنظيف الشوارع وإزالة الأنقاض، واستعادة المظهر الحضاري للمدن.
* دعم العملية التعليمية: من خلال إعادة تأهيل المدارس، وتوفير احتياجات المعلمين والطلاب لضمان استمرار التعليم.
* إعادة تأهيل المرافق الصحية: عبر بناء وحدات صحية متنقلة، وتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية.
* إعادة بناء المنازل والمرافق العامة: لضمان استقرار الأسر وإعادة الحياة للمناطق المتضررة.
* هذه المقاومة المدنية ليست مجرد رد فعل على الدمار، بل هي إعلان صريح بأن السودان لن يكون رهينة لآلة الحرب، بل وطنًا يتحدى المستحيل.
القوة الناعمة.. كيف تصدّر الدبلوماسية السودانية قصة النهوض؟
في عالم ينسى بسرعة، لا بد أن يكون السودان حاضرًا في المشهد الدولي بقصص بطولاته اليومية. فبينما انشغل الإعلام العالمي بتشويه صورة السودان، كانت الحقيقة تُكتب على الأرض بحروف من ذهب.
* إن الدبلوماسية السودانية تملك اليوم أداة قوية لإعادة تشكيل صورة البلاد دوليًا، وذلك عبر:
* تسويق قصص النجاح الشعبي: عبر الإعلام الدولي والمنصات الرقمية، لإبراز كيف تصنع الشعوب نهضتها بنفسها.
* استثمار التضامن الشعبي كعامل جذب للاستثمارات: فالعالم ينجذب إلى الدول التي تثبت قدرتها على النهوض.
* بناء شراكات مع الدول والمنظمات الداعمة للمبادرات الشعبية: لتعزيز فرص التمويل والتعاون الدولي.
أصل القضية : السودان.. أسطورة تُكتب من جديد
نحن أبناء هذا النيل، الذي لم يكف يومًا عن الجريان رغم العوائق، نستلهم منه الدروس، ونعرف أن السودان باقٍ ما بقيت إرادة أبنائه. واليوم، على ترابه الطاهر، يكتب الشعب السوداني فصلاً جديدًا من المجد، عنوانه: “سوا بنقدر”.