أصل القضية … الجيش السوداني يكتب فصول الاستقرار: كيف ترسم الانتصارات العسكرية مسار التنمية السياسية عبر إستراتيجية الجسر والمورد .. بقلم/ محمد أحمد أبوبكر

عندما ترتفع أصوات الفخر في كل زاوية من السودان، و عندما تلامس الأرض صدى خطوات الجنود المنتصرين، نعلم أن هناك أكثر من مجرد انتصارات عسكرية في الأفق. إنها لحظة تغير فيها السودان وجهته، و تعيد الانتصارات رسم خارطة طريق نحو استقرار سياسي واقتصادي غير مسبوق. لكن كيف يمكن لانتصار في المعركة أن يُحدث هذا التحول الجذري؟ الجواب يكمن في إستراتيجية الجسر و المورد، التي لا تكتفي بحماية الحاضر بل تبني المستقبل أيضًا.
الانتصار ليس النهاية، بل البداية:
في تاريخ السودان الطويل، كانت الحروب و الانتصارات مجرد فصل في قصصه، لكن ما نشهده اليوم هو فصل جديد يُكتب بأيدٍ تعرف أن النصر ليس سوى الخطوة الأولى. القوات المسلحة السودانية لا تكتفي بردع الأعداء؛ بل هي اليوم تعمل كجسر يعبر بنا إلى عهد جديد من التنمية السياسية و الاجتماعية. كل معركة تُربح ليست مجرد رقم يُضاف إلى سجل البطولات، بل هي لبنة في بناء مستقبل لا يشبه الماضي.
تحول الانتصارات العسكرية مسار التنمية:
الانتصارات التي يحققها الجيش اليوم، بفضل تلاحمه مع الشعب السوداني، تعني أكثر من استعادة الأرض. إنها استعادة للكرامة الوطنية، و هي رسالة قوية بأن السودان لن ينكسر. و مع هذا الاستقرار الأمني تأتي الفرصة الفريدة لإعادة ترتيب الأولويات الوطنية على أسس جديدة.
هذه الانتصارات ليست مجرد قصص تُروى، بل هي حجر الزاوية لبناء الدولة. عندما تُؤمّن الموارد الوطنية وتتم حماية الحدود، يصبح السودان في موقع قوة للتفاوض على مستقبله، و ليس فقط البقاء على قيد الحياة. و هنا يأتي دور استراتيجية الجسر و المورد لتكون الجسر الذي يعبر بنا من الانتصار في المعارك إلى الانتصار في السياسة و التنمية.
تصور الأولويات – دور الجيش في التنمية:
لنكن صريحين، ما لم يكن متوقعًا للكثيرين هو أن الجيش السوداني اليوم لا يقتصر دوره على الانتصار في المعارك فقط، بل يضطلع بدور غير مسبوق في صياغة التنمية السياسية و الاقتصادية. هذا ليس دورًا تقليديًا لجيوش العالم، لكن في السودان، حيث ترتبط البنية الاجتماعية و التاريخية بالأمن الوطني، يكون للجيش دور محوري في حماية و استغلال الموارد بشكل استراتيجي.
ما لا يتوقعه البعض هو أن الأولوية الآن ليست فقط إعادة بناء المدن والبنى التحتية المدمرة، بل إعادة تشكيل الدور الوطني للجيش كحامي و قائد للتنمية المستدامة. هذا هو التحول الكبير الذي يحدث الآن، و هذا ما تترجمه إ ستراتيجية الجسر و المورد.
براهين قوية، أمثلة ملموسة:
السودان يزخر بثروات طبيعية من النفط و الغاز إلى الأراضي الزراعية الخصبة، و لا يمكن لأي تنمية مستدامة أن تحدث دون حماية هذه الموارد. ما حققه الجيش على أرض الواقع ليس فقط انتصارات عسكرية، بل استعادة سيطرة حقيقية على هذه الموارد. الجيش هنا لا يُعيد ترتيب الخرائط العسكرية فقط، بل يُمهد الطريق للاستثمار الداخلي والخارجي، ويُوفر البيئة المستقرة التي يحتاجها الاقتصاد للنمو.
إن حماية هذه الموارد ليست فقط ضمانًا لأمن السودان، بل هي وسيلة لتحقيق الاستقلال الاقتصادي الذي طال انتظاره. وهكذا، يصبح الجيش أكثر من حامٍ للوطن، بل شريكًا في بناء مستقبله.
استنهاض الحس الوطني – نصر للجميع:
في لحظات كهذه، لا يمكن الحديث فقط عن انتصارات عسكرية، بل عن نهضة شعبية كاملة. كل سوداني وسودانية عليهم أن يدركوا أن ما يتحقق اليوم ليس فقط للجيش، بل هو نصر للوطن بأسره. هذه اللحظة هي فرصة لكل فرد ليشارك في بناء السودان الجديد. الانتصارات التي نراها اليوم هي البداية، لكن مسؤولية إكمال هذا الطريق تقع على عاتقنا جميعا.
السودان اليوم يقف على أعتاب مستقبل مختلف. مستقبل تُكتب فيه قصة جديدة، بأسلوب مختلف، بأيدي سودانية تؤمن بأن الانتصار الحقيقي هو انتصار الشعب على التحديات الاقتصادية و السياسية، تمامًا كما انتصر الجيش على العدو في الميدان.
السودان ينهض ،،،
الجيش السوداني اليوم يكتب فصولا جديدة في تاريخ البلاد، و لكن هذا الكتاب لم يُكتب بالكامل بعد. نحن الآن على أعتاب مرحلة جديدة، مرحلة تُشكلها الانتصارات العسكرية، لكنها تحتاج إلى مشاركة الجميع لبناء مستقبل السودان المستدام.
أصل القضية: السودان ينتصر، لكن النصر الحقيقي هو في بناء وطن مستقر، قوي و مستدام. فهل أنت مستعد لتكون جزءًا من هذا النصر؟