أصل القضية … القطاع الخاص و إستراتيجية الجسر و المورد: خارطة الطريق لاستثمار مستدام في السودان .. بقلم/ محمد أحمد أبوبكر

يمر السودان بمرحلة غير مسبوقة من التحولات الاقتصادية و السياسية، حيث تلوح في الأفق فرص كبيرة لبناء مستقبل جديد. في قلب هذه التحولات، يبرز القطاع الخاص كلاعب رئيسي في إعادة بناء البلاد و إنعاش الاقتصاد. و ما يجعل هذا الدور أكثر تأثيرًا هو “استراتيجية الجسر و المورد” التي تمثل الإطار الشامل الذي يربط بين استثمار الموارد الوطنية و بناء شراكات دولية تعزز التنمية المستدامة.
إستراتيجية الجسر والمورد – جسر إلى الاستقرار الاقتصادي:
السودان غني بالموارد الطبيعية، من أراضٍ زراعية خصبة إلى معادن وثروات نفطية، إلا أن هذه الثروات لم تُستغل بالشكل الأمثل في الماضي. تأتي “استراتيجية الجسر و المورد” لتعيد توظيف هذه الموارد عبر رؤية شاملة تستهدف بناء جسور اقتصادية داخلية و خارجية. هذه الإستراتيجية تسعى إلى استقطاب الاستثمار المحلي و الدولي، و تحويل التحديات الداخلية إلى فرص تجذب القطاع الخاص و تعزز دوره في الاقتصاد الوطني.
“إستراتيجية الجسر و المورد” تعمل على توفير بيئة استثمارية محفزة تقوم على الابتكار و الاستدامة، مع التركيز على ربط الاقتصاد السوداني بالأسواق الإقليمية و الدولية. إنها تمثل الجسر الذي يصل السودان بالعالم و يجعله شريكًا رئيسيًا في سلسلة التوريد الدولية مما يفتح الباب أمام القطاع الخاص ليكون المحرك الرئيسي في تحقيق هذه الرؤية.
شركة زادنا العالمية – نموذج وطني رائد:
في سياق هذه التحولات، تبرز شركة زادنا العالمية كواحدة من الأمثلة الرائدة التي تجسد فعليًا كيف يمكن للقطاع الخاص أن يكون القوة الدافعة في مشاريع إعادة إعمار السودان. زادنا ليست مجرد شركة وطنية، بل تمثل شريكًا إستراتيجيًا في دفع عجلة التنمية. مشاريعها في قطاعي الزراعة والصناعة تعد خطوة جريئة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي و تطوير البنية التحتية الاقتصادية.
زادنا تبنت استراتيجية قائمة على الابتكار و الاستدامة، حيث عملت على إحياء قطاعات حيوية كانت مهملة لسنوات، و أسهمت في تعزيز الأمن الغذائي و خلق فرص عمل مستدامة. بفضل رؤيتها الإستراتيجية، وضعت السودان في مقدمة الدول الجاذبة للاستثمار من خلال التركيز على الاستدامة الاقتصادية و تطوير الإنتاج المحلي.
القطاع الخاص – المحرك الأساسي للنمو:
اليوم، يُعتبر القطاع الخاص في السودان ليس مجرد لاعب اقتصادي، بل الركيزة الأساسية التي تعتمد عليها الدولة لتحقيق الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي. من خلال شراكات مع القطاع العام وتعاون مع الشركاء الدوليين، يمكن للقطاع الخاص أن يُحدث تحولاً حقيقيًا، حيث يسهم في تحسين مستويات المعيشة و تطوير البنية التحتية و تعزيز البيئة الاستثمارية.
الاستثمار في السودان لم يعد مجرد حلم بعيد المنال، بل هو واقع قابل للتحقيق بفضل “استراتيجية الجسر والمورد”. هذه الاستراتيجية التي تستند إلى استغلال الموارد المحلية ببعد دولي تعزز من قدرة السودان على جذب الاستثمارات و تعظيم الفائدة الاقتصادية بشكل متوازن ومستدام.
إن السودان يقف اليوم على عتبة نهضة اقتصادية غير مسبوقة، مدفوعة بالاستثمارات المحلية والدولية. “استراتيجية الجسر والمورد” ليست مجرد خطة اقتصادية، بل هي الرؤية التي تحول التحديات إلى فرص و تفتح آفاقًا جديدة أمام القطاع الخاص ليكون المحرك الأساسي في إعادة بناء السودان. و كما أظهرت شركة زادنا العالمية، فإن الاستثمارات التي تعتمد على الاستدامة و الشراكات الإستراتيجية يمكن أن تكون مفتاحًا لبناء اقتصاد قوي و مستقر.
أصل القضية يكمن في أن السودان يمتلك الأدوات و الموارد لبناء مستقبل مزدهر، و ما يتطلبه الأمر هو استغلال هذه الموارد بعقلية جديدة، تبني على الشراكة بين القطاع الخاص و الدولة و تجعل من السودان جسرًا للتعاون الاقتصادي مع العالم.