مقالات الرأي
أخر الأخبار

أصل القضية … معركة الكرامة السودانية بين صمود الشعب و خيانة السياسة .. بقلم/ محمد أحمد أبوبكر

في أوقات الأزمات الكبرى، تتكشف القيم الحقيقية للشعوب وتبرز الأمم العظيمة. اليوم، السودان يواجه حرباً ليست فقط بالسلاح، بل حرباً تتعلق بالكرامة، الوحدة، و الهوية. معركة الكرامة التي يخوضها السودان ليست مجرد انتصار عسكري على الأعداء الخارجيين، بل تتعلق بإعادة بناء الوطنية في الداخل، حيث يقف الشعب في الصفوف الأمامية بينما تتهرب بعض القيادات السياسية من المسؤولية.

لكن السؤال الأهم: كيف يمكن للشعب السوداني أن يصبح جيشاً للجيش؟ كيف نستطيع أن نجعل من كل مواطن سوداني جندياً في معركة إعادة بناء السودان؟ و كيف يمكن أن يدعم الجهاز التنفيذي هذا الشعب ليتحقق شعار “جيش واحد.. شعب واحد”؟ سنستعرض في هذا المقال قراءة متعمقة لتحليل الواقع السوداني وفق استراتيجية الجسر و المورد، التي تركز على استغلال الموارد الوطنية وبناء جسور الثقة بين الشعب والدولة، في مواجهة التحديات التي تسعى لتمزيق نسيج الوطن.

رسالة في بريد المواطن السوداني:
حرب الكرامة ليست مجرد معركة في الميدان العسكري، بل معركة من أجل استعادة روح الشعب ووحدته. إنها معركة تتطلب من كل سوداني، في كل مكان، أن يدرك أنه جزء من جيش أكبر، جيش يقوم على الصمود الشعبي والإرادة الوطنية، وليس فقط على الجبهات العسكرية. الشعب السوداني قادر على أن يكون الجيش الذي يحمي وطنه من الداخل، ولكن التحدي الحقيقي يكمن في توحيد هذا الشعب ليصبح قوة لا تُقهر، في وجه التخاذل السياسي و الخيانة.

الصمود الشعبي: سلاح السودان الخفي:
في مواجهة هذه التحديات، ظهر المجتمع السوداني كنموذج للصمود والتعاون. من قروب واتس آب بسيط تمكن أهالي بحري القديمة من تنظيم توزيع غاز الطهي بسعر التكلفة، إلى مبادرات تنسيق العيادات المجانية في ظل تردي الأوضاع الصحية. هذه القصص ليست مجرد أمثلة للتعاون المجتمعي، بل هي انعكاس لروح الشعب السوداني الذي يرفض الانكسار. إنها تجسد معنى “جيش واحد.. شعب واحد”، حيث يتحول كل مواطن إلى جندي، يشارك في الحفاظ على الكرامة الوطنية من خلال أفعاله اليومية.
هذا الصمود الشعبي هو العمود الفقري لمعركة الكرامة. المجتمع السوداني أظهر كيف يمكن للابتكار وروح التعاون أن يكونا أدوات فعالة في مواجهة الأزمات. وفق استراتيجية الجسر والمورد، هذه المبادرات المجتمعية هي “الجسور” التي تربط بين أفراد المجتمع و تجعلهم قادرين على التحدي و المواجهة، مستغلين الموارد المتاحة لخلق حلول محلية فعالة.

الجهاز التنفيذي: أين هو من دعم الصمود؟
ولكن، أين يقف الجهاز التنفيذي من هذا الصمود الشعبي؟ بدلاً من أن يدعم هذه المبادرات ويعزز من قدرات الشعب، نرى التخاذل والتباطؤ. التحدي الأكبر ليس فقط في غياب الدعم، بل في عدم إدراك القيادات السياسية لأهمية هذه اللحظة في تاريخ السودان. في ظل التخلي الواضح عن المسؤولية، بات الشعب هو الذي يملأ الفراغات ويبتكر الحلول.
الجهاز التنفيذي يجب أن يكون الجسر بين طموحات الشعب وإمكانيات الدولة. في إطار استراتيجية الجسر و المورد، من واجب الحكومة أن تدعم هذه الجهود المجتمعية وتحولها إلى منظومة وطنية تسهم في بناء السودان من جديد. دعم الشعب ليس خياراً، بل هو ضرورة لإعادة بناء الثقة وتحقيق شعار “جيش واحد.. شعب واحد” الذي يمكن أن يقود البلاد نحو الاستقرار والازدهار.

التصور غير المتوقع: جيش الكرامة يبدأ من كل فرد:
ما قد لا يتوقعه الكثيرون هو أن الجيش الذي سيحمي السودان ليس فقط الجيش النظامي الذي يحمل السلاح. الجيش الحقيقي هو هذا الشعب الذي يثبت يومًا بعد يوم أنه قادر على الصمود في وجه التحديات الكبرى. معركة الكرامة تبدأ من المبادرات الصغيرة، من مجموعات (الواتس آب) إلى المبادرات المجتمعية، حيث يتحول كل مواطن سوداني إلى جندي يسهم في بناء وطنه بطريقة أو بأخرى.
المفاجأة هنا تكمن في أن معركة الكرامة ليست فقط ضد القوى الخارجية التي تسعى لزعزعة استقرار السودان، بل هي معركة ضد الخيانة الداخلية. خيانة السياسيين الذين يضعون مصالحهم الشخصية فوق مصلحة الوطن هي العدو الحقيقي، و الرد على هذه الخيانة يأتي من الشعب الذي يرفض الخنوع و الفساد.

دور الشعب في تحقيق “جيش واحد.. شعب واحد”:
تحقيق الوحدة الوطنية و الشعار الأسمى “جيش واحد.. شعب واحد” لا يأتي من الخطابات السياسية فقط، بل من المبادرات التي يتبناها الشعب السوداني يومياً. المواطنون هم القوة الحقيقية التي تحرك عجلة التغيير، و هم القادرون على حماية السودان من أي تهديد داخلي أو خارجي. لكن هذا التغيير لا يمكن أن يتم بدون دعم الجهاز التنفيذي الذي يجب أن يكون الجسر الذي يوصل بين الجهود الشعبية و الموارد الوطنية لتحقيق الأهداف الكبرى.
استراتيجية الجسر و المورد تقدم الحل هنا، فهي تدعو لاستغلال الموارد المحلية، سواء كانت بشرية أو اقتصادية، لبناء جسور جديدة من الثقة والتعاون بين الدولة والشعب. الحكومة يجب أن تكون المحفز الذي يطلق العنان لهذه الطاقات الشعبية، لتتحول إلى حركة وطنية شاملة، تضمن أن يكون كل مواطن سوداني جندياً في معركة بناء الوطن.

إثارة الروح الوطنية: الكرامة تولد من الصمود:
حرب الكرامة السودانية ليست معركة سلاح، بل معركة إرادة ووعي. الشعب السوداني، بجهوده وتضحياته، يُظهر للعالم معنى الصمود الوطني. الكرامة ليست شعاراً، بل هي فعل يتجسد يومياً في المبادرات التي يقدمها الشعب، وفي تصميمه على الحفاظ على هويته و كرامته، رغم التحديات الداخلية و الخارجية.
الكرامة السودانية تولد من هذا الصمود الشعبي الذي يرفض الخيانة والتخاذل. و من هنا، يجب أن تكون الروح الوطنية هي الدافع الرئيسي لكل سوداني للمشاركة في معركة بناء الوطن، سواء من خلال المبادرات المجتمعية أو من خلال المشاركة الفعالة في حماية وحدته الوطنية.

أصل القضية: الشعب هو الجيش الذي لا يُهزم
في النهاية، حرب الكرامة ليست مجرد حرب مؤقتة، بل هي صراع طويل يتطلب الوحدة والإصرار. الشعب السوداني، من خلال صموده وتعاونه، يثبت أنه الجيش الحقيقي الذي يحمي السودان من الداخل والخارج. بينما تواجه البلاد التحديات الكبرى، فإن شعار “جيش واحد.. شعب واحد” ليس مجرد شعار، بل هو حقيقة يتجسد فيها إرادة الشعب السوداني في الحفاظ على وطنه و بناء مستقبله.
الجهاز التنفيذي مطالب بأن يكون جزءًا من هذا الجيش الشعبي، من خلال دعم المبادرات المجتمعية وتقديم الحلول الفعالة. الشعب السوداني اليوم، بإرادته وصموده، هو القوة الحقيقية التي تقود البلاد نحو مستقبل أفضل، والكرامة السودانية ستكون النتيجة النهائية لهذا الصمود.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى