مقالات الرأي
أخر الأخبار

أصل القضية … نحن الشعب: سلاح السودان للحفاظ على سيادته .. محمد أحمد أبوبكر

في لحظات كهذه، حين تشتد الأزمات وتتكالب الأطماع على السودان، تبرز الحقيقة الساطعة التي ربما تغيب عن البعض: الشعب السوداني هو القوة الكبرى، القوة التي لا تُقهر، والتي تقف في وجه كل من يسعى لتقسيم البلاد أو إضعافها. لا أحد يفهم قيمة السيادة أكثر من هذا الشعب الذي خبِر الألم و عايش النضال من أجل حريته و استقلاله.
نحن، أبناء هذا الوطن لسنا مجرد متفرجين في لعبة القوى العالمية. نحن المتغير الذي يتوقف عليه مستقبل السودان، الضلع المفقود الذي تتزن به معادلة السيادة و البقاء. في يدنا القرار و في عزيمتنا القدرة على مواجهة كل يد غريبة تسعى لتمزيق نسيجنا الوطني. كل يوم نثبت للعالم أن السودان لا ينحني إلا لعزته و أن الشعب هو الدرع الحصين الذي يواجه به كل المؤامرات.

أعداء الخارج و شعب الداخل:
غدًا، قد تُعلن حكومة منفى، مدعومة برعاية أمريكية و أوروبية، و بمباركة أيدٍ عربية لطختها دماء أبناء السودان. لكنهم لا يعرفون أن شعب السودان هو الذي يصنع قراره، هو الذي يقف بثبات في مواجهة الرياح العاتية. قد يحاولون فرض أجنداتهم، لكنهم لن يدركوا أن المعادلة الحقيقية تعتمد علينا، نحن الشعب، لا على صفقات تُبرم خلف الأبواب المغلقة.
منذ اللحظة الأولى، الجيش السوداني وُلد من رحم الشعب، من عمق صوته و إرادته. تلك العلاقة الفريدة التي تربط الشعب بالجيش هي التي أبقت هذا البلد صامدًا رغم كل التحديات. نحن شعبٌ وجيشٌ واحد، وكل محاولات التفريق بيننا مصيرها الفشل. في كل شارع، في كل قرية، هناك رجل و امرأة من أبناء السودان يعرفون أن هذا الوطن لا يُباع و لا يُشترى.

الأولويات التي تخشاها القوى الخارجية:
ما لا تدركه القوى الخارجية هو أن أولويات الشعب السوداني ليست في التبعية أو الخضوع لإملاءاتهم. الأولوية الحقيقية هي الكرامة و السيادة، و أي شيء آخر لا يساوي شيئًا أمام حرية هذا الشعب. يمكنهم أن يجتمعوا و يدبروا و يخططوا، لكنهم لن يستطيعوا أن ينتزعوا من هذا الشعب إرادته، و لن يقدروا على إخماد شعلة الوطن التي تحترق في قلوب أبنائه.
الشعب السوداني دائمًا ما كان يفاجئ العالم. و في هذه اللحظة أيضًا، سيكون شعب السودان هو المفاجأة الكبرى. بينما يظنون أنهم يسيطرون على الأوضاع، ينهض هذا الشعب كالأسد، يعيد ترتيب الأولويات، يفرض كلمته و يُظهر للعالم أن السودان لا يُحكم من الخارج. الشعب هو الحارس الحقيقي للسيادة، و هو الذي سيحمل هذا الوطن إلى بر الأمان مهما تكالبت عليه الأيدي الخارجية.

أصل القضية: الشعب هو الأصل
و أخيرًا، أصل القضية ليس في حكومات تُفرض علينا من الخارج و لا في خطط تُرسم دون علمنا. أصل القضية هو الشعب السوداني، هذا الشعب الذي عاش في كل منعطف تاريخي ليكون الركن الأهم في صياغة مستقبل البلاد. القضية هي الحفاظ على هويتنا، على سيادتنا و على كرامتنا الوطنية.
إنها ليست قضية مؤقتة، بل قضية أبدية تنبع من عمق انتمائنا لهذا الوطن. نحن الجسر الذي يعبر به السودان من الأزمات، و نحن المورد الذي لا ينضب، و الذي سيعيد بناء السودان من جديد. في كل قلب سوداني يكمن أملٌ جديد، و حلمٌ بحياة أفضل و لن يخذل هذا الشعب وطنه مهما كانت التحديات.
أصل القضية: نحن الشعب… و نحن الحل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى