
تحرير الخرطوم بمثابة استعادة لهيبة الدولة السودانية و السيادة الوطنية فقد أظهر تحرير الخرطوم قدرة الجيش علي حماية الأمن و السيادة الوطنية. وهي رسالة واضحة للداخل و الخارج، أن الجيش السوداني هو الجهة المسؤولة عن حماية الأمن و السيادة الوطنية و أن أي محاولة للتحدي ستُواجه بقوة.
قد أعادت حرب الكرامة الشرعية و الثقة للجيش السوداني، و أظهر قدرته على حماية المواطنين و المؤسسات الوطنية و استعادة الاستقرار و الأمن في البلاد.
فالأمر لم يكن سهلاً، فقد حاربت قوات المسلحة بشراسة و قدمت أرتالا من الشهداء مهرًا لثبات الدولة السودانية من الزوال، و أظهرت هذه الحرب قدرة الجيش على التكيف مع تكتيكات العدو. و تمكن من تحرير مقر القيادة العامة، رمز للسيادة السودانية .فتحرير الخرطوم كان نتيجة لاستراتيجية عسكرية مدروسة من قبل الجيش و التي تميزت بعدة عناصر رئيسية:
التخطيط المتكامل:
اعتمد الجيش على خطة شاملة تتضمن تحديد الأهداف الاستراتيجية، مثل السيطرة على المواقع الحيوية مثل جسر سوبا. هذا التخطيط ساعد في توجيه القوات بشكل فعال نحو النقاط الأكثر أهمية ساعد جيش المدراعات التحرك شمالًا نحو المنطقة الصناعية والرميلة وسك العملة مما مكنه من استلام المواقع الاستراتجية كنقطة محورية فى تأمين ظهر الجيش و التحرك بسهوله نحو المقرن.
العمليات المتعددة المحاور:
قام الجيش بالهجوم من عدة محاور في وقت واحد، مما أربك قوات الدعم السريع و أجبرها على توزيع قواتها بشكل غير فعال. هذا التكتيك ساعد في تحقيق تقدم سريع نحو وسط الخرطوم.
استخدام التكنولوجيا:
استغل الجيش التكنولوجيا الحديثة في جمع المعلومات الاستخباراتية مما مكنه من تحديد مواقع العدو بدقة و توجيه الضربات بشكل فعال.
العمليات الجوية:
استخدم الجيش القوة الجوية لدعم العمليات البرية مما ساعد في تدمير مواقع الدعم السريع و توفير غطاء للقوات البرية أثناء تقدمها.
تكشفت الحقائق لموقف الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، لكثير من المواقف في عدم قبول أي تفاوض يعيد قوات الدعم السريع كطرف متكافئ.
هناك عدة نقاط تدعم هذا الموقف:
رفض التسويات:
البرهان قد صرح كثيراً و بشكل قاطع بأنه لا تفاوض أو صلح مع قوات الدعم السريع، مشيرًا إلى أن الحرب لا تزال مستمرة. هذا يعكس إصرار الجيش على عدم تقديم تنازلات قد تضعف موقفه.
استراتيجيات القوة:
فى ذلك الوقت كان الجيش يسعى إلى تعزيز موقفه العسكري والسياسي، ويعتبر أن أي اعتراف بالدعم السريع كطرف متساوي قد يضعف من قدرته على استعادة السيطرة.
الضغوط الإقليمية:
هناك محاولات من قوى إقليمية لوضع الدعم السريع كطرف متساوي، لكن البرهان يرفض هذه الضغوط، مما يدل على استراتيجيته في الحفاظ على وحدة الجيش و عدم الانجرار وراء تسويات قد تكون غير مفيدة.
الاستقرار الوطني:
من خلال رفض التفاوض مع الدعم السريع، يسعى الجيش إلى تحقيق استقرار وطني بعيدًا عن أي تدخلات قد تؤدي إلى تفاقم الأوضاع. بدورها تكون سببا في زوال الدولة السودانية و تقسيمها كل هذه المواقف تدل علي حنكة و ذكاء قادة القوات المسلحة الذين يسجل لهم التاريخ نضالهم في سبيل الحافظ على الوطن و ترابه.