
أعادها للنشر: مركز الخبراء العرب
في افتتاح تلفزيون الجزيرة فى السبعينات قال (عمر الحاج موسى) -رحمه الله- كلمة كانت حديث الناس و الإعلام فترة من الزمن تنم عن ذكاء و قدرة المرحوم و ومقدرته اللغوية و المعرفية. و كان فى الحضور النميرى و سفير ألمانيا قال:
(أهل مدنى … عيوننا … أرواحنا … أيدينا … سِـرّنا … جهرنا … كلها عشاق أحييكم و أسلم عليكم و أتمنى أن لو كان فمى فى يدى.
الأخوة الزملاء … السيدات و السادة … من مدنى حسناء الجزيرة و غادتها أحييكم ، من مدنى الـسـنـى الراقـدة على شاطىء النيل الأزرق مستحمة من مائه … مستجمة على رماله … مستدفـئة بحبابه … مستـكـنة فى رحابه … متوسـدة تربه و ترابه … حرفه و جرفه … منها … من مدنى أحييكم و يحييكم معى المشاهدون لحفلنا الحافـل الحفيل هذا … إخوانكم و بناتكم و عمّاتكم وبنات عمّاتكم أراهم هناك صامتين مطرقين حامدين شاكرين … هناك بدءاً بحنتوب التى تجلس بجانب مدنى كالهمزة على سطرها وصدرها … جنوبـاً إلى سنار فكوستى … ثم شمالاً لتحتضن المنطقة الرابضة بين ذراعى النيل الخالد … أبيضه وأزرقه … هى الجزيرة … هى المنطقة التى كان وسيظل لها دور الريادة والزيادة .
أنجَـبـتْ ومابَـرحَـتْ … أعـطـَتْ وما إنـفـَكَّـتْ … جَـادتْ ومافـَتِـئـتْ .
أنجبت ومابرحت السُّـراى أهل التـُّـقـَّـابـة والمسيد … محمد ودمدنى … دشين قاضى العدالة … الشيخ الجنيد … الشيخ أبو وداعة … الشيخ الضرير … الشيخ حلاوى … الشيخ عمر … الشيخ أبو قرون … الشيخ أبو شيبه … الجمرى … بطران … شـُمُّـو … القدال … عبد الباقى … عوض السيد … عوض الجـِـيـد … عوج الدرب … المسَـلـَّمى … الكـِشـِّيـف … المشمر … تمساح التـُّرُك … ودعيسى … ود كـنـَّـان … ود مضوى … ود نفيع … ود الترابى … ود الشافعى … ود بساطى … ود ضيف الله … ود عويضة … ود خمجان … ود نور الدايم … ود التـِّكِـيـنـة … فرح ود تكتوك … دفع الله ود أب إدريس … عبد الله ود أم مريوم … برير ود الحسين … هجو ود البتول … قرشى ود الزين … المسَـلـَّمى ود أب ونيسة … الشاذلية … السمانية … القادرية … الهندية … الأنصار … شيوخ الدباسين … اليعقوباب … الحسانية … الركابية … الحلاوين … العركيين … المسلمية … والأعتذار لمن فاتنى ذكرهم فهو العالِم بعدتهم .
أعطت وماإنفكت الشعراء والأدباء … الهادى أحمد يوسف … أبو عركى … ثنائى الجزيرة … الكاشف … أحمد الطيب … حسين الزهراء … الـمـَسـَّـاح … محجوب عثمان … الخير عثمان … محمد الأمين … عوض الجاك … البنـَّا … أحمد يوسف نعمة … البوشى …أحمد طه الفكى … أحمد على طه … جقود … إبراهيم عمر الأمين … رمضان زائد … رمضان حسن … حِمِّيدة أبو عُشر … عمر محمد سمباى … توفيق البكرى … عمران … الطيب بابكر …عشامة … محمد مسكين … محمد الأمين القرشى … حسن عبد اللطيف … محمد عثمان عبد الرحيم … حامد العربى … إبراهيم مدنى … بابكر صديق … بابكر بدرى … أحمد سالم … عبد الحليم على طه والشريفة بت بلال .
ومن شعراء النومسوه : أبو كساوى … ود تميم … القـلـَّـع … ود عبد الملك … الشيخ حياتى وود سعد .
الجمعية الأدبية … المهرجان الثقافى … الدعوة لمؤتمر الخريجين … حنتوب … بخت الرضا … الأبحاث … بركات .
جـادت ومافـتـئـت الثـوّار … الأرباب دفع الله … أحمد وعامر المكاشفى … ود الصليحابى … ود برجوب … المهدى … ود حبوبة … القرشى … المزارعين … العمال والطلاب .
وحضنت أجمل الناس … الشنابلة … الحضور … السناهير … الحلاوين … العوضية … العايداب … الجعافرة … الدباسين وناس ود اللـِّدِر .
وأهلى فى الجزيرة سيدى الرئيس نايرين وزينين … طيبين وسمحين ومتسامحين … حمالين شيل وحلالين شِـبـك وأخوان بنات … يبشرون للثورة ويبشرون بها … ويتحزمون لها … ويغيرون عليها … فهى لهم القوت والعشم والعَـشـا … وهى الرجاء والأمان … هى النجدة والفزعة والنديهة .
لأطفالها : هى اللبن وهى اللبا … هى الحفيظة وهى القلادة … هى الحُجـا وهى الحجاب وهى اللوح والشرافة . .
لزرّاعها وعمّـالها : هى التاتيبه وهى القِـسِّـيـبـه وهى السويبه … هى الرخـا وهى التخـا … هى الدخرى وهى البكرى … هى المطمورة وهى الشونه … هى العـد وهى السرف … هى الجَمَّام وهى المترة … هى التساب وهى أم رويق … هى العبادى وهى الدعاش هى الحمله … هى الشراية هى اللبنه … هى السُّـقـْدة هى الـلـقـدة … هى الشايه وهى التايه … هى القمح وهى القطن … هى المُـقـُد وهى السمسم .
لشبانها وشاباتها : هى النم هى الدوباى هى الشاشاى … هى الشوف وهى الشاف … هى الـحُـق وهى الحَقو … هى العديلة وهى الجَبيرة وهى الحَريرة وهى الضَريرة وهى الوزيرة .
ولشِـيبها : هى العمار وهى العمار … هى الودعة وهى الطية وهى العافية … وأحباؤك هنا فى الجزيرة يكيلون فريك حبهم للثورة بالأردب … وخضرة أملهم بالحواشة … وعِـيـنـة خريف رجائهم بالجبهه والطـَرْفـه والخيرصان … لابُـتـَّاب فى حب حبهم و لا بـُور فى خضار أملهم … ولا رهاب فى حقيقة رجائهم … و هم لخير السودان يحرثون الأرض و يحلبون الضرع و يجمعون الزرع و يفرعون الفـرع و يلملمون الماء فى أب سته و أب عشرين فهو الحبيب القادم عـبـر الوهاد و النهاد و النهود خلاصة دموع عيون المكادة.
والشكر لك ولجمهورية ألمانيا على كل ماقدمت وستقدم ونحن مدينون لها بتلفزيون أم درمان والجزيرة … ونريد أن نكون مدينين لها بتلفزيون كسلا وعطبرة وهم فاعلون .
والشكر لأهل مدنى ولأهل مدنى ولأهل مدنى فقد بردت ظلال ذراهم لنا وإحلولى جنى نعماهم لنا وصفا جمام نداهم لنا و موضع السجده و السندة فى الشكر لك سيدى الرئيس.
رجاؤنا أن تكون المحطة خيراً و بركة على الجزيرة … أن تكون أنسـاً للياليها … مُثـقـِّفـاً لبنيها … مُعلمـاً لعُمالها و مُزارعيها … منبراً لأدبائها … قيثارة لشعرائها .
السادة المدعوون لنفرح بهذا اليوم فهو تجمعت فيه الرجال و النساء و الأطفال … حضنوا الطنبور و دقوا الدنقر ونقروا الشتم و إستافوا طيب المِسك و الجلاد.
يوم يهنىء فيه الصغار الكبار ويهنىء فيه الكبار الصغار ويهنأ فيه الكبار والصغار … وفيه تـُنـاغِـم العذارى العذارى … ويستنفر الشباب الشباب وفيه يخرج البشر بشيشه ويهز العطف عطفه ويذر ذر الفرح عطره وفيه يشدو الصفاء ويصفق الهناء … وترقص البهجة ويبشر البشر وفيه تزغرد السعادة للحاضر الأخضر والغد المعطاء … و دامت الأفــــــــــــــــــــــــــراح .. )
رحم الله عمر الحاج موسى