
تقريرأخباري : مركز الخبراء
حظيت مداولات عديدة أجراها اجتماع لوزراء خارجية دول السعودية و الإمارات و مصر و أمريكا بشأن السودان على هامش الاجتماع الوزاري لدول مجموعة السبع (G7) بمدينة (فيوجي) الإيطالية بنقاش مستفيض وسط قطاعات واسعة من السودانيين على مختلف وسائط التواصل الاجتماعي،و ذلك لأن الحدث نفسه كان جديراً بالمتابعة سيما و أنه قد جاء عقب تصريحات منسوبة لقائد الجيش السوداني الجنرال عبد الفتاح البرهان قطع فيها بعدم وجود تسوية سياسية تعيد مليشيا الدعم السريع الى المشهد من جديد عبر أي تفاوض و أن الفرصة مواتية فقط للأحزاب و القوى السياسية.
و بالنظر إلى مخرجات الاجتماع الرباعي يلاحظ أن ثمة مواقف قد أشار إليها البيان الختامي، حيث دعا الاجتماع الرباعي بشأن السودان أطراف النزاع لتنفيذ الالتزامات الواردة في إعلان جدة بشأن حماية المدنيين، و هو إتجاه قد يلبى طموح الحكومة السودانية لعدة اعتبارات أهمها أن الإعلان المتكرر عن التزامها بمخرجات اتفاق جدة يعبر عن الموقف الرسمي لغاية إحلال السلام و وقف الحرب عبر عدة إجراءات تختص بخروج المليشيا من الأعيان المدنية و تجميع قواتها بمناطق محددة.
و تجئ أهمية اتفاق جدة بمخاطبته مايسمى بـ”الهدنة الإنسانية” التي كانت بمثابة اختبار حقيقي لمصداقية لتنفيذ الاتفاق الذي تنصلت عنه قوات الدعم السريع، الشيء الذي جعل الحكومة السودانية تعلن انسحابها من منبر تفاوض جدة حسب منشور على صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: “بما أن الهدنة كانت للأغراض الإنسانية فقط، و ليس لأجل إحياء التمرد و جعله يرتب صفوفه، حيث يحاول التمرد إلي الرجوع إلي ما قبل الـ 15 من إبريل الماضي، لذلك تمّ تعليق المفاوضات في جدة، و عودة وفد قواتنا المسلحة إلي البلاد”.
و أفادت متابعات”مركز الخبراء” أن الاجتماع الرباعي بشأن السودان قد دعا في بيان له أطراف النزاع لتنفيذ الالتزامات الواردة في إعلان جدة بشأن حماية المدنيين, وأوضح بيان لوزارة الخارجية السعودية أن الاجتماع عقد في روما يوم الاثنين ٢٥( نوفمبر ٢٠٢٤) بمشاركة وزراء خارجية كل من الولايات المتحدة و مصر و الإمارات و المملكة العربية السعودية و ناقش تطورات الأوضاع في السودان.
و أكد البيان على توافق المجتمعين على ضرورة توحيد الجهود من أجل التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار و تعزيز العملية الإنسانية. و شدد المجتمعون على ضرورة دعم عملية سياسية سودانية خالصة تضمن استقرار السودان و الحفاظ على سيادته و وحدته.
و ذكرت تقارير إعلامية أن تشكيلة الاجتماع الرباعي هذه المرة قد حملت دلالات بعينها تمثلت في اجتهاد الوسطاء في إحياء منبر جدة في ثوب جديد و نسخة “منقحة” قد تتجاوز عثرات الماضي، و لكن بالمقابل فإن أكثر من قراءة تفيد أن دخول بريطانيا على “خط الوساطة” عقب تضاؤل دورها سيما بعد الفيتو الروسي الأخير بمجلس الأمن ربما جاء لحفظ ماء الوجه الأوروبي متوازناً مع دور عربي مرتقب في القضية السودانية، و هو ماعبر عنه وزير الخارجية المصري بقوله عقب الاجتماع بتأكيده على دور بلاده و حرصها البالغ على تحقيق الاستقرار في السودان لتمكين الشعب السوداني من بناء وطنه و بلوغ طموحاته.
و شدّد الوزير على ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السودانية و احترام سيادتها و وحدة أراضيها، مشيراً إلى أهمية قيام الدول المانحة بتنفيذ تعهداتها بشأن الاستجابة الإنسانية للسودان و التي تواجه عجزاً يقترب من (75) في المئة من احتياجاتها.
و توقعت مدونات على وسائط التواصل الاجتماعي لعدة ناشطين في الشأن السياسي أن تتبلور اجتماعات الرباعية مع ما يواكب تطورات الميدان على أرض الواقع، سيما بعد التقدم الذي يقوم به الجيش السوداني في مواقع عديدة و إحرازه للعديد من المكاسب التي قد تجعل المليشيا توافق بالذهاب إلى منبر جدة وفق الشروط السابقة و ما تم الاتفاق عليه في جولات خلت.