مقالات الرأي
أخر الأخبار

السودان: جيشٌ و شعبٌ من الصمود يُعيدون رسم المستقبل رغم المحن … بقلم/ محمد أحمد أبوبكر

✍🏽أصل القضية
على مرّ التاريخ، أثبت السودان أنه وطنٌ يعبر من رحم الأزمات و المحن إلى مراحل أكثر صلابة و ازدهار. اليوم، يواجه السودان تحديات جمة على الأصعدة الأمنية، الاقتصادية و السياسية، لكن ما يميزه هو ذلك النسيج القوي الذي يربط بين جيشه و شعبه. هذه العلاقة المتينة لم تنشأ فقط من خلال الروابط الوطنية التقليدية، بل تعمّقت مع مرور الزمن بفعل الصعاب المشتركة التي زادت الجميع عزيمة و إصرارًا على الحفاظ على وحدة البلاد واستقلالها.
الجيش السوداني، أحد أقدم الجيوش في أفريقيا، لم يكن يومًا مجرد مؤسسة عسكرية تنفذ أوامر قيادتها فحسب بل هو جزء من نسيج المجتمع السوداني. أفراده ينحدرون من مختلف القبائل و المدن، و يمثلون كل تنوع الوطن. تلك العلاقة الوثيقة بين الجيش و الشعب تعني أن كل معركة يخوضها الجيش هي ليست معركة لحماية الدولة فقط، بل لحماية الشعب نفسه، كل أسرة و كل قرية.
ما يمر به السودان اليوم من أزمات، سواءً كانت سياسية أو اقتصادية، لم تُثنِ الشعب عن الوقوف خلف جيشه. فكما تعلمنا من التجارب التاريخية، المحن لا تفرق بين أبناء الوطن بل تجمعهم، تصقل إرادتهم و تدفعهم نحو المزيد من الوحدة. السودان شهد على مدار تاريخه العديد من المواقف التي اختبرت قدرته على التحمل و الصمود، و كانت النتيجة دائمًا واحدة: يخرج أقوى.
في الوقت الذي تسعى فيه أطراف خارجية إلى استغلال الأوضاع الداخلية لتحقيق مكاسب على حساب استقرار السودان، نجد أن الجيش و الشعب يصطفان معًا لإرسال رسالة واضحة: لا مجال للتراجع، و لن يسمح لأي قوى بالتدخل في سيادة السودان أو التأثير على مسيرته نحو الاستقرار. هذا التحالف بين الجيش و الشعب هو صمام الأمان الذي سيحافظ على وحدة السودان و استقلاله مهما كانت التحديات.
في هذه المرحلة، يتطلب الأمر من السودانيين جميعًا، بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية أو الاجتماعية، أن يضعوا الوطن أولاً. السودان يحتاج إلى جميع أبنائه للعمل معًا، وليس الانجرار خلف الخلافات أو التشكيك في قوة الجيش أو إرادة الشعب.
أصل القضية: نقولها بثقة: جيش السودان و شعبه لن تزيده المحن إلا صلابة. كل يوم يمر، و كل تحدٍّ يواجهه، هو خطوة نحو تحقيق سودان أكثر قوة واستقرارًا. إن التاريخ يعلمنا أن الأمم التي تتحد في وجه المحن تخرج منها أكثر قوة، و هذه هي قصة السودان اليوم و غدًا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى