مقالات الرأي
أخر الأخبار

اللقاء عند أبواب مكه (2) .. بقلم/ زهيرعبدالله مساعد

“إنها أيام و اللقاء فى الجنة يا أمير المؤمنين” كلمات يواسي بها قائد أعظم جيش مشي علي الأرض يطمئن بها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه مالك أكبر دولة في العالم، عندها قال :كلنا غيرتنا الدنيا إلا أبوعبيدة”، تمضي بنا الأيام تجر ذيولها مثلقة بالابتلاء و عظم المصاب، نقص فى الأنفس و الثمرات و الأموال و الأرض، أيام ثقلها كالجبال لياليها طوال و ظالمة، نهارها فيح جهنم. عظم الابتلاء أن يمكر بك ذوى القربى و بنو جنسك، تتخلي عنك الدنيا ينظرون إلى متخطفك من النثور تتكالب عليك الأمم أهى هي؟ و أقدام حبييك تدمي بالدماء و حجارة صبية الطائف تقع على رأسه و صيحاتهم محمد المجنون و ذات البستان يستظل به ويرفع يده إلى السماء “اللهم إليك أشكو ضعف قوتي و قلة حيلتي و هواني على الناس، يا أرحم الراحمين أنت رب المستضعفين، و أنت ربي إلى من تكلني إلى بعيد يتجهّمني أو إلى عدوٍ ملكته أمري، إن لم يكن بك عليّ غضب فلا أبالي”
فالحجارة تنزل على رؤوسنا، و الدماء تسقي الأرض و جيوش فيها أبوعبيدة و القعقاع و مصعب و خالد تنتظر نصر السماء، كل ذلك والناس ترفع رأسها لرب السماء يوماً بعد يوم، فانتظارك للنصر عبادة ترفع بها إلى ذات الدرجات التى يقولها أبوعبيدة. إنها أيام و المستراح الجنة، و هو ذات اليقين بوعد السماء فإن تأخرت (مدني) أو (الحاج عبدالله) أو الخرطوم أو الفاشر فاليقين صبحٌ تشرق الشمس فيه بصيحات أذان الفجر و صراخ الفرح الممزوج بالدموع و غبار أحذية الجند يفوح عطرها من أجمل عطور الدنيا، فلن نحتفل بالأرقام أملنا فى الله أن ذهبت 2024 و جاءت 2025 فهي أيام الله و ما جعل الله الليل و النهار إلا آية لنعلم عدد السنين و الحساب، فإن وعد السماء لا يكذب ستضيق أبواب مكة عند الدخول عشرة ألف صحابي يتزاحمون خلف الناقة و صيحاتهم: (نصر عبده و أعز جنده و هزم الأحزاب وحده).

يعلو بلال الكعبة بعد أن كان تحت الصخرة فى صحراء مكة، و صيحات أحدٌ أحد يعلوها منزلة لم يبلغها أبو بكر و عمر، فمن القوم من دخل دار أبي سفيان خوفاً، هو هو محمد -صلى الله عليه و سلم- خرج متخبئاً مطروداً مشرداً من داره، و هم ذات القوم تبتلع أنفسهم الحناجر و تزيغ أبصارهم خوفاً ينتظرون حكم محمد -صلى الله عليه و سلم- ماذا تروني فاعل بكم؟ تنكس رؤوسهم “أخٌ كريم و ابن أخٍ كريم” ، “إذهبوا فأنتم الطلقاء”. طلقاء من عبادة الأصنام و أسيادكم، طلقاء أن تنال أيدكم أموال و أعراض الناس، طلقاء ألا تسفك دماء و تُقتل الأنفس إلا بالحق هي هي ذات مكة بنهارها الجديد تزينها جحافل جيش محمديّ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى