المحافظ والصناديق الاستثمارية جزء من الحل الاقتصادي في السودان (رؤية مختصرة) .. بقلم/ احمد حسن الفادني

في ظل التحديات الاقتصادية التي يمر بها السودان ، لا سيما في مرحلة ما بعد الحرب تبرز الحاجة إلى أدوات و مفاهيم مبتكرة و فاعلة لإعادة الإعمار و تحفيز النمو الاقتصادي القومي. و من بين هذه الأدوات و المفاهيم الاقتصادية تأتي المحافظ الاستثمارية كآلية استراتيجية تجمع بين رؤوس الأموال المحلية و الخارجية، و تُدار بكفاءة من قبل الدولة و تنسيق شامل بين المؤسسات، بهدف تمويل مشاريع البنية التحتية و المطارات، و القطاع الزراعي، و الإنتاج الحيواني، و التصنيع الغذائي و الصناعات الأخرى.
مفهوم المحافظ الاستثماريةهو مفهوم اقتصادي ناجح جدا في تعزيز النمو الاقتصادي في البلدان وهو تجميع لمجموعة من الأصول والمشاريع تحت إدارة واحدة، بهدف توزيع المخاطر وتحقيق عوائد مجزية للمستثمرين في هذه الصناديق أو المحافظ . و عندما تنشئ الدولة محافظ استثمارية متخصصة في قطاعات حيوية فإنها لا تخلق فقط فرصًا اقتصادية بل تعيد الثقة في مناخ الاستثمار وتفتح الباب مسرعة لمشاركة القطاع الخاص المحلي و الأجنبي في مسيرة إعادة البناء و تحقيق عائدات مجزية للمستثمرين فتصبح جاذبة لهم مما يجعلهم يتنافسون في إيداع أموالهم أو اصولهم .
كما من الاهمية دور الدولة في إدارة هذه المحافظ او الصناديق الاستثمارية حيث تلعب الدولة دورا محوريا في تصميم المحافظ والصناديق الاستثمارية، بدءا من اختيار القطاعات ذات الأولوية، مثل إعادة تأهيل الطرق والمطارات، وإنشاء السدود والمشاريع الزراعية الكبرى وصولًا إلى دعم الصناعات التحويلية و التصنيع الغذائي الصناعات الأخرى. و تدار هذه المحافظ من خلال شركات عامة أو صناديق سيادية أو شراكات مع بيوت استثمارية خاصة، مع التركيز على الحوكمة و الشفافية لجذب المستثمرين.
وايضا نجد أن أهمية رأس المال المحلي والأجنبي لاتقل اهمية من أهمية و دور الدولة و ذلك من خلال دمج رأس المال المحلي مع الاستثمارات الأجنبية يعزز من متانة المحافظ، و يزيد من تنوع مصادر التمويل و يساهم في نقل التكنولوجيا و الخبرة العالمية إلى الداخل. و في المقابل يستشعر المستثمر المحلي الأمان من خلال وجود الدولة كشريك، بينما يجد الأجنبي بيئة مشجعة و منظمة تحفّزه على الدخول في مشاريع طويلة الأمد.
التسويق الفعال للمحافظ:
لا يكتمل نجاح المحافظ بدون خطة تسويقة استثمارية احترافية، تعتمد على الترويج للمشاريع عبر المؤتمرات، و المنصات الرقمية، والتقارير الفنية، بالإضافة إلى تقديم حوافز استثمارية مدروسة، و تسهيلات مصرفية، و ضمانات قانونية. فالتسويق الجيد يحول الأفكار إلى فرص حقيقية، و يجعل من المحافظ الاستثمارية وجهة مفضلة لرؤوس الأموال. فالمحافظ أو الصناديق تعتبر جزء من الحل الاقتصادي في السودان الذي عانى في فترات طويلة من التذبذب و التدهور .فإن إنشاء محافظ استثمارية متخصصة ليس مجرد خطوة مالية، بل هو رؤية استراتيجية لإعادة بناء الاقتصاد على أسس متينة. فهي توفر التمويل دون إثقال كاهل الدولة بالديون، و أيضًا تخلق فرص عمل، و تعزز الأمن الغذائي، و تعيد الحياة إلى المناطق المتأثرة من ويلات الحرب و الأزمات .
و بذلك، تصبح المحافظ الاستثمارية جزءًا جوهريًا لا يتجزأ من الحل الاقتصادي، و أداة لاحداث نهضة شاملة و لكن بشرط أن تدار بكفاءة و فاعلية، و يسوق لها باحترافية عالية و تفتح الأبواب مشرعة لمشاركة الجميع.