مقالات الرأي
أخر الأخبار

بخيته أمين تكتب من القاهرة: الغربة سترة حال

تصوروا أنهن في (كعابيش يتدخنن)!
خيوط الحزن تلتف حول عنقي و رنين هاتفي لا يتوقف و سلاسل الرجاءات ( عليك الله اكتبي و ما توقفي ) والحاصل شنو؟
نقلوا لي في شارع جدة يرتدون الملابس الخليعة و الشفافة و شباشب (السفنجة).
و في المروة و عند محلات بيع السمك يتعالي صوت الطلبات دون اعتبار لمن سبقوا وقوفاً في صف الانتظار (و معاها عبارات عاوزين دكوه جامده يا باشا)
و في شارع شهاب ( الشحدة) و روشتات الأدوية الكذوبة.
و في شارع جدة بينما صبي في العاشرة من عمره و أمام محلات البطاطس يهم بشراء حاجته إذ بآخرين (يلفحون) ما بيده لكن للأسف كاميرات المراقبة فضحت السارق و هو من (عندياتنا).
ده كله هين
والقصه الأليمة التي يتداولها الناس عنا
و بكل الأسف العميق
أن حياً يطلق عليه ( كعابيش) يقع في قلب مدينه فيصل حيث الأسر السودانيه بما يفوق التعداد تفتحت عبقرية ساذجة لفتح دكان (للدخان) نعم .. (دخان) النساء، و (الدخان) يغطي سماء الحي و الشارع المكتظ بالناس و السكان و الدكاكين و نساء السودان (بالصف) و الساعة بما يعادل (١٢٠ جنيها مصرياً).
نحن في السودان نعشق (الدخان) و نمارسه في (زقاق) خلف البيت أو داخل حجرة أو ركن قصي لأنه أمر (أنثوي)، و لما اشتد عدم احترامنا لغربتنا و عدم إحساسنا بمرارة الانكسار و ذل الغربة و انكسار خاطرنا هل يعقل أن نتناسي مرارة المحنة و (الرماد في خشومنا) و نفكر في (الدخان) وكمان في قارعة الطريق و الشارع ؟؟

يا نساء يا بعض من نساء المكارم خلقت لنا نحن نساء السودان .. نحن أمة مسلوبة الوطن، منزوعة الرئة، نحن أمة سودانية مهما قست علينا الحرب لن نهيل التراب علي تقاليدنا و أعرافنا بسبب غياب بصيرة بعض من رجالنا و هم يرون الذي تمارسه بعض من أسرنا في غربة (بايخة).
(نحن بلد يمتلك أفضل أخلاق،و سيرة سمحة، و سمعة باذخة، و بيوت، و حيشان، و رجال، و نساء و أسماؤنا مدونة علي قمر أربعطاشر).
أيها الرجال..
أيها الاخوان..
أيتها الامهات..
أيتها الأخوات العارفات ..
أرجو أن نقرأ حروف هذا المقال
حتي لا ينفلت منا الزمان
نحن نريد العودة لبلادنا لتزدهي بنا جدائل التاريخ
و تشتعل الأساطير بصمودنا و عزمنا و سماحة مسلكنا
و نعود لأرض الجمال، و عقود (السوميت)، و مسابح الكهرمان، و نفرح بالسودان و نلتقي الأحبة و الجيران.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى