مقالات الرأي
أخر الأخبار

تقرير أخباري: الخرطوم و طهــران .. “ثمرات” الإتجــاه شرقاً !!

تقرير إخباري: مركز الخبراء العرب
بات في شبه المؤكد أن يبدأ وزير الخارجية د.(علي يوسف الشريف) زيارة رسمية للعاصمة الإيرانية طهران غدًا الأحد يلتقي خلالها رصيفه الإيراني (سيد عباس عراقجي) و عدداً من المسؤولين.
و أكدت مصادر دبلوماسية تحدث لـ”مركز الخبراء العرب” أن العلاقات الثنائية بين البلدين و التي شهدت تطورًا ملحوظًا خلال الأشهر السابقة مرشحة لتعاون إستراتيجي يستصحب مجالات عديدة في قادم الأيام سيما في مجالات الصناعة و التجارة و غيرها مما يعزز روابط الشعوب خاصة بعد أن فقدت دوائر رسمية ثقتها في الغرب و أمريكا على وجه الخصوص و فضلّت سياسة الانفتاح شرقًا لما لها من ثمرات إيجابية على الشعب السوداني في مختلف المجالات.
و توقعت المصادر انعقاد اجتماعات اللجنة الوزارية المشتركة في منتصف العام الجاري بطهران و التي يرأسها من الجانب السوداني وزير المالية و من الجانب الإيراني وزير الزراعة، و قد رحب السودان بالاستثمارات الإيرانية و مشاركتها في مرحلة البناء و الإعمار بعد الحرب.
و يتضمن برنامج زيارة وزير الخارجية السوداني للعاصمة طهران لقاءات بعدة مسؤولين يُطلعهم من خلالها على آخر مستجدات الأوضاع في السودان، و سيبحث معهم سبل دفع و تعزيز العلاقات الثنائية و تبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية و الدولية، بالإضافة إلى انعقاد لجنة التشاور السياسي بين وزارتي الخارجية فى البلدين أول اجتماعاتها و هو الأول بعد استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في يونيو 2024.
و من المقرر أن يبحث الجانبان الموضوعات ذات الاهتمام المشترك ثنائياً، و على المستويين الإقليمي و الدولي، و من المنتظر كذلك أن يوقع الوزيران علي مذكرة تفاهم بإنشاء لجنة التشاور السياسي لتأكيد عزمهما على أهمية التنسيق و التفاهم في مختلف الموضوعات عبر آليات العمل الدبلوماسي و السياسي.
جدير بالذكر أن الفترة التي أعقبت عودة العلاقات الدبلوماسية بين الخرطوم و طهران شهدت حراكاً اقتصادياً تمثل في زيارة وزير المالية و التخطيط الاقتصادى الدكتور (جبريل إبراهيم) لطهران في نوفمبر الماضي، كما أنهى مساعد وزير الاقتصاد و المالية الإيراني (أبو الفضل كودي) و وفده زيارة لبورتسودان يوم الخميس الماضي جرى خلالها توقيع مذكرة تفاهم شملت عدداً من المجالات.
و أكد د. جبريل إبراهيم  – خلال لقائه كودي مساعد وزير الاقتصاد و المالية بإيران عقب مراسم التوقيع – اهتمام السودان بمشاركة إيران في دفع جهود الدولة لإعادة الإعمار و التعافي الاقتصادي لفترة مابعد الحرب، مشيراً إلى أهمية الاستثمار المباشر في القطاع الزراعي و الثروة الحيوانية و التصنيع في مجالهما، و تطوير التجارة البينية عبر نظام التبادل السلعي بين البلدين، فيما قدم (كودي) مقترحاً إيرانياً لتكوين لجنة فنية سودانية لإعداد متطلبات التعاون الثنائي في مجال القطاعات الإنتاجية.
و تشير متابعات “مركز الخبراء العرب” إلى أنه قد تم بوزارة المالية و التخطيط الاقتصادي التوقيع على التقرير المشترك بين جمهورية السودان و الجمهورية الإسلامية الإيرانية لتعزيز التعاون الاستراتيجي و تمتين العلاقات الثنائية بين البلدين، وقع عن حكومة السودان د. (محمد بشار) وكيل التخطيط فيما وقع عن الجانب الإيراني أ. (أبو الفضل كودي) رئيس الوفد الزائر للبلاد.
و شمل التقرير كافة أوجه التعاون الاقتصادي التي تم الاتفاق عليها متمثلة في الاستثمار في القطاعات الإنتاجية، و قطاع التعدين بجانب زيادة حجم التبادل التجاري و تعزيز التعاون المصرفي بما يسهم في تسهيل إجراءات التعاون الاقتصادي و الاستثمار المشترك.
و يرى العديد من المراقبين أن استفادة الخرطوم و طهران من ترميم العلاقات و الانطلاق بها نحو آفاق رحيبة في التعاون الثنائي يمكن أن يخلق وصول إيران للسودان كوجهة جديدة للصادرات الإيرانية، و السماح باستغلال الموارد المعدنية مثل الذهب و الأراضي الزراعية. كما يمكن أن يسد هذا التحرك حاجة اقتصادية كبيرة للسودان نتجت من التدمير الواسع لكل القطاعات الاقتصادية في العاصمة السودانية الخرطوم بسبب الحرب الدائرة بين القوات المسلحة و مليشيا الدعم السريع، كما أن الخرطوم تعد الأكثر استفادة من تعهدات ايرانية بإسهام مقدر لإصلاح ما دمرته الحرب خاصة في البنى التحتية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى