مقالات الرأي
أخر الأخبار

تقرير إخباري: مؤتمر القضايا الإنسانية .. فاتورة “الاستهبال” الإماراتي على طاولة الأفارقة !!

تقرير إخباري: مركز الخبراء العرب
أطلق السفير موسي فكي رئيس المفوضية الأفريقية المنتهية فترة رئاسته ضحكة مجلجلة و أغلق هاتفه فور تلقيه نبأ مشاركة السودان في مؤتمر القضايا الإنسانية في أديس أبابا من أحدهم و ذهب يبشّر بعض السفراء الأفارقة في مائدة عشاء، و لكن ما إن بدأ في الاسترسال والسرد حتى فوجئ بانه كان ضحية أكبر “شائعة” فاقمت من امتعاضه سيما عندما صوَبه سفير اخر قائلا :” هذا الاجتماع غير موضوع من لجنة المندوبيين الدائميين للاتحاد الأفريقي و سيقام بقاعة لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية و السودان ليس مشاركًا فيه”.
وكشفت مصادر حكومية رفيعة تحدثت لـ”مركز الخبراء العرب” عن حراك مكثف قامت به بعثة السفارة السودانية بالعاصمة أديس أبابا استبقت به قيام المؤتمر بمقر الاتحاد الأفريقي و محاصرة ما أسمته بـ”المؤامرة” التي رتبت لها دولة الإمارات تحت الغطاء الإنساني لتمرير أجندة تعزز دعمها لمليشيا الدعم السريع على المستوى الإقليمي و الدولي.
و كانت الحكومة السودانية قد وجهت انتقادات لاذعة لقادة الأمم المتحدة و الاتحاد الأفريقي بعد مشاركتهم في مؤتمر القضايا الإنسانية، الذي نظمته الإمارات في إثيوبيا الجمعة و أعلنت عزمها اتخاذ توجيهات جديدة للحفاظ على السيادة الوطنية.
وشارك في مؤتمر أديس، المنعقد على هامش القمة الأفريقية، الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ومفوض الاتحاد الأفريقي المنتهية ولايته موسى فكي، و الرئيس الكيني وليم روتو، و رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد إضافة إلى رئيس تحالف “صمود” عبد الله حمدوك.
و قالت مفوضة العون الإنساني، سلوى آدم بنية، في بيان تحصل عليه “مركز الخبراء العرب” قالت: نأسف لمشاركة الأمين العام لأكبر منظمة دولية في المؤتمر الذي له تداعيات تحتم علينا اتخاذ توجيهات جديدة تحافظ على السيادة الوطنية و القرار المستقل.
و شددت على أن السودان لن “يقبل الخضوع لأجندة الاحتلال الجديد و الاستهبال الإماراتي مقابل المساعدات الإنسانية” مشيرة الى أن مبادئ العمل الإنساني، التي تتمثل في الحياد و عدم الانحياز، و النزاهة، و الاستقلالية، تعد البوصلة التي نتعامل بها مع أي جهود إغاثية في السودان.
و وصفت مشاركة غوتيريش و موسى فكي في المؤتمر، و تورطهما في تبييض صفحة الإمارات و الترويج لها كفاعل إنساني، والتغطية على دورها كشريك في جريمة الحرب، بأنه “موقف فاضح و مخجل”.و أشارت إلى أن هذه المشاركة تُساهم بشكل مباشر في تشجيع الإمارات على الاستمرار في تعميق الكارثة الإنسانية و تسليح قوات الدعم السريع.
وأفادت سلوى بأن الكارثة الإنسانية تعود أسبابها إلى الحرب التي تشنها قوات الدعم السريع، فيما تتحمل الإمارات مسؤولية تأجيجها من خلال تمويلها المستمر و تسليحها المتواصل للدعم السريع.
و في سياق مقارب كان نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، مالك عقار قد اتهم دولة الإمارات بتدبير “تحركات مضرة” تهدف إلى عقد مؤتمر خاص بشأن الأوضاع في البلاد، على هامش قمة الاتحاد الأفريقي مستنكرًا على دول الإمارات فرض أجندتها السياسية من خلال التأكيد على مشاركة الأمين العام للأمم المتحدة و رئيس الوزراء الإثيوبي في المؤتمر المزمع.
و أشار إلى أن الاجتماع يُعقد في صباح نفس اليوم الذي ينعقد فيه اجتماع مجلس السلم و الأمن الأفريقي للرؤساء، و أن “ذلك التوقيت المدبر و بسوء نية لا يتعدى كونه محاولة للعب على المشهد السياسي الإقليمي و صناعة مناقشات بعيداً عن مصلحة السودان الحقيقية و تحويله لبازار سياسي آخر يخدم أغراض العدوان الإماراتي على السودان”.
وكشفت مصادر دبلوماسية لـ”مركز الخبراء العرب” ان الرسالة الخطية التي كان قد بعثها وزير الخارجية السوداني علي يوسف قد شرحت لوزراء خارجية الدول الـ15 في مجلس السلم و الأمن الافريقي ملامح خارطة الطريق التي أعلن عنها الرئيس السودان الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان قد وصلت لكافة الحضور في الاجتماع التنويري و الذي ناقش بندين فقط واحد للسودان و الآخر للكنغو.
و ذكرت معلومات مؤكدة أن رسالة وزير الخارجية إلى وزراء خارجية الدول الأعضاء بمجلس السلم و الأمن الأفريقي، قبيل اجتماع المجلس أبلغ خلالها الاتحاد الأفريقي بأن الجيش و القوات المتحالفة معه «بسطوا سيطرتهم» على ربوع البلاد.
وقالت الرسالة إن القوات المسلحة السودانية والقوات المشتركة التي تمثل الحركات الموقعة على اتفاق جوبا «تصدت لعدوان “مليشيا الدعم السريع” ونجحت في بسط سيطرتها على ربوع البلاد».
و دعت الرسالة مجلس السلم و الأمن الأفريقي إلى إعادة النظر في تقييم الاتحاد الأفريقي للأوضاع بالسودان على ضوء المستجدات الأخيرة، مطالبة بضرورة عودة السودان إلى مكانه الطبيعي في المنظمة القارية و استئناف دوره في العمل الأفريقي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى