خطاب حميدتي : فشل مشروع الإنقلاب و تبني نهج جديد … بقلم د عبدالباقي الشيخ الفادني
خرج علينا المتمرد حميدتي اليوم بخطاب يعلن فيه فشل مشروع إنقلابه بإحتلال السودان بعد الهزائم التي تلقتها المليشيا المتمردة في محاور عدة أهمها العبور نحو الخرطوم و بحري إنطلاقاً من أمدرمان و جبل مويه في سنار.
يشير حميدتي في خطابه إلى تحول كبير في موقفه من الأحداث الجارية في السودان بإعلانه التبرؤ من الاتفاق الإطاري الذي كان سبباً للصراع و هذا يُعتبر بمثابة إعترافه بالهزيمة أو على الأقل بداية لمرحلة جديدة في إستراتيجيته.
فتبرؤه من هذا الإتفاق يعزز أن قوى الحرية و التغيير إستغلوا قوات الدعم السريع لتحقيق أجنداتهم و لكنهم فشلوا في توفير الدعم السياسي الداخلي و الخارجي لمشروعه حسب ما زينوا له و خاصة أن بعض النشطاء الموالين لقوات الدعم السريع مثل عبدالمنعم الربيع و آخرين، إتهموا قوى الحرية والتغيير بإستغلال الدعم السريع لتحقيق أجنداتهم الخاصة.
إتهام حميدتي مصر بإستخدام طيرانها لضرب قواته يعكس توتراً لدى قيادة المليشيا المتمردة، فتوجيه هذه الإتهامات يوحي بأن حميدتي يشير إلى أن التدخل الخارجي أحد الأسباب الرئيسية لخسارته في المعركة أمام الجيش السوداني و قد يكون ذلك محاولة لتبرير الهزائم الأخيرة على الأرض.
كأنما يقول للإمارات أنه رغم دعمكم اللا محدود الذي وفرتموه الدعم السريع إلا أنه لم يكن كافياً فكان لا بد من مُمارسة الضغط على مصر حتى تكف يدها عن السودان.
هذه الإتهامات تُعد خطوة تصعيدية من الناحية الإقليمية، فبها يعزز فكرة أن التدخل الخارجي ، و خاصة من دول الجوار ، قد أثر بشكل كبير في موازين القوى لصالح الجيش السوداني في المعركة.
قد تكون هذه الاتهامات محاولة لتفسير التراجع العسكري لقوات الدعم السريع و ربما تمهيداً لإستراتيجية جديدة في التعامل مع القوى الإقليمية و المحلية.
بناءً على ما تقدم نستنتج الآتي :
أن أسلوب خطاب حميدتي تغير عن مثيلاته السابقات فاللغة المستخدمة تشير أن المطبخ الذي أعد الخطاب قد اختلف تماماً بشخوصه فالخطابات السابقة تشبه لغة القحاتة و التقدميين.
يمكن الرجوع لتغريدة ياسر عرمان التي نشرها في صفحته بمنصة (X) للمقارنة تجد أنه تجاوز المليشيا و بدأ في مغازلة شباب ثورة ديسمبر الذين شارك كثير منهم في الحرب لجانب الجيش ضد المليشيا المتمردة.
السيناريوهات المتوقعة:
1. المرحلة المقبلة قد تكون مفصلية يبدو أن حميدتي يسعى لإعادة تقييم الوضع و تعديل إستراتيجيته بناءً على المتغيرات الجديدة.
2. قد تشهد المرحلة القادمة تحولات جذرية في الحرب سواءً على المستوى الداخلي بزيادة الدعم الشعبي للقوات المسلحة في حربه ضد المليشيا المتمردة و سرعة وتيرة إنهيار المليشيا بعد تلقيها هزائم في كل محاور القتال، أو في علاقات السودان الإقليمية و ذلك بمحاولة بعض الدول الإقليمية و منها جوار السودان و الدولية التي دعمت المليشيا سياسياً و دبلوماسياً و عسكرياً بإعادة تقييم إستراتيجيتها و تبني إستراتيجية جديدة وفقاً للمتغيرات التي فرضتها إنتصارات الشعب السوداني و جيشه.