مقالات الرأي
أخر الأخبار

علاقات الخرطوم و جوبا .. ساعة حوار “مع الصــفوة” !!

تقرير أخباري: مركز الخبراء العرب
دعا باحثون و أكاديميون إلى ضرورة وضع “رؤية مستقبلية” إيجابية للعلاقة بين السودان و دولة جنوب السودان تعتمد على الالتزام بالحوار و حسن الجوار،و التعاون في مجالات التنمية و الأمن، مؤكدين أن هذه الرؤية يتطلب تنفيذها إرادة سياسية قوية و دعمًا شعبيًا يضمن لها المسار الأمثل خدمة لمصلحة الشعوب.
و حظيت ندوة “إسفيرية” عبر تطبيق الواتساب أقامها “مركز الخبراء العرب” بمشاركة واسعة من الأكاديميين و الخبراء الإستراتيجيين و عدد مقدر من الإعلاميين و المهتمين بمشاركات واسعة، حشدت العديد من الآراء ناقشت من خلالها مستقبل علاقات السودان و دولة جنوب السودان في ظل المتعيرات الحالية.
و اتفق معظم المشاركين على أهمية مضاعفة الجهود الرسمية والشعبية لتعبر هذه العلاقات إلى ما يجب أن تكون بعيدًا عن تقاطعات الاجندة الدولية أو ما أسماه بعضهم بـ”الطرف الثالث” الذي أقحم معادلة الحرب الدائرة في عدد من الولايات السودانية و دعم أجندتها بإشراك المورد الجنوبي البشري و تسليحه ليضع بذلك المواطن الجنوبي في موقع “العدو المستهدف” من قبل القوات المسلحة التي تخوض معاركها ضد قوات و مليشيا الدعم السريع.
و رجّح المتحدث السيد محمد حامد الفكي دخول طرف “ثالث” هو من قام بتأجيج المشكلة مشيرًا إلى وجود مواقف إيجابية بعد الأحداث الأخيرة و ما قابلها ، منها تصريحات المفتش العام لشرطة دولة جنوب السودان واهمية ضبط المتفلتين من ما جعل جيش الحركة الشعبية أن يبادر باجراءات قا مت بإجلاء السودانيين بمدينة جوبا إلى مناطق آمنة.
ورأى المتحدث أن السلطة في جنوب السودان حريصة على المصالح المشتركة مع السودان خمت منصات التواصل الاجتماعي بتسليط الضوء على كل يمكن ان يحدث بمنطقة “أبيي” وقضيتها المتنازع عليها، و التي شارك أبناؤها في حرب السودان و هم محسوبون على السودان، و أشار إلى ضعف القوة العسكرية في حماية القبائل السودانية الحدودية الموجودة خاصة مع وجود هشاشة أمنية.
من جانبه أوضح المدير العام لـ”مركز الخبراء العرب” د. محمد حسن فضل الله أن ملامح التوتر بين السودان و جنوب السودان له تأثير كبير على عدة جوانب رئيسية، تشمل الجوانب السياسية، الاقتصادية، التجارية و الأمنية،مبيناً أن تأثيرات الجانب السياسي تشمل تعطيل التعاون الثنائي و التوتر الذي يؤدي إلى تراجع العلاقات الدبلوماسية و تعطيل الاتفاقيات الثنائية، مثل اتفاقيات الحدود أو الترتيبات السياسية المتعلقة بالنفط.
و نبّه من خلال مشاركته الى ضعف الاستقرار الإقليمي و ضيق مفاهيمه حول استقرار دولة جنوب السودان والسودان الذي يمكن أن يؤدي إلى تدخل أطراف خارجية أو دول إقليمية تسعى لاستغلال الخلافات لتحقيق مصالحها و هي تداعيات بالضرورة لها بعد اقتصادي يظهر في تأثر صناعة النفط بين الدولتين السودان و جنوب السودان و هم يعتمدان عليه النفط كمصدر رئيسي للإيرادات، بالإضافة الى تعطيل التجارة الحدودية المشتركة التي تُعتبر شريانًا اقتصاديًا مهمًا للتجارة الرسمية وغير الرسمية مبينًا أن ضعف التعاون الاقتصادي بين الدولتين يمنع إنشاء مناطق تجارة حرة أو مشاريع مشتركة، مما يُفقد الطرفين فرصًا اقتصادية كبيرة.
و أشار فضل الله الى تاثيرات مهمة لنتائج الحرب الدائرة في الخرطوم قد تلقى بظلال سالبة في تصاعد النزاعات الحدودية خاصة في مناطق أبيي و النيل الأزرق و كردفان الكبرى حيث تعد مناطقا المذكورة بؤرًا للنزاع، ما يسبب نزوح السكان وزيادة الاحتياجات الإنسانية. و أضاف:” يمكن أن تنتقل تداعيات التوتر إلى الدول المجاورة من خلال تدفق اللاجئين أو انتشار السلاح و الأنشطة غير القانونية”.
و في السياق عزا الدكتور (أحمد الزبير) ما تمر به العلاقات الثنائية بين السودان ودولة جنوب السودان إلى ما أسماه بـ” المنتج الثانوى ” لصراع مراكز قوة تسعى لخلافة سلفاكير فى حياته أو بعد مماته قبل أن يستدرك قائلا: “هذا الاتجاه لن يدوم طويلا”. و طرح الزبير عدة محاور للحلول للازمة التي تعتري مسار علاقات البلدين قال انها تتمثل في حل مشكلة الوجود الجنوبى بالسودان حلًا جذرياً أن يعاملوا كأجانب بالاضافة الى حل مشكلة ابيى ومعالجتها مبينا أن كل موارد الجنوب بما فيها ابيى سيكون للسودان نصيب منها منها و قال: “أتوقع عودة أو وحدة فى شكل كونفدرالية”.
و خلصت الندوة الى ان التوتر بين السودان و جنوب السودان قد يُنتج دائرة من التأثيرات السلبية التي تؤدي إلى تعميق الأزمات في كلا البلدين، ما يستدعي تدخلات دبلوماسية و إقليمية لتعزيز الحوار و تحقيق الاستقرار.
و أوصى المتحدثون في “ساعة حوار” من النقاش المستمر على أهمية التداول العلمي المبني على آراء قانونية و أكاديمية وبحثية متخصصة يضع الحلول لأزمات البلدين و تأثيرها على المواطن السوداني و الجنوبي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى