قراءة تحليلية في كتاب (اقتصادات جديدة في الصناعة ، الحكومة، التعليم)

د بابكر عبد الله محمد على
قراءة تحليلية في كتاب (اقتصادات جديدة في الصناعة ، الحكومة، التعليم)
ادوارد ديمنج 1900_1993
زبدة الكتاب تدور حول نظرية نظم المعرفة العميقة ..
(Systems of Profound Knowledge )
وتتشكل نظرية ديمنج من أربعة عناصر رئيسة وهي علي النحو التالي:
1/Appreciation of Systems.
2/Appreciation of Variations.
3/Appreciation of Knowledge.
4/Appreciation of Psychology.
وتدعو هذه النظرية الي تعزيز وترسيخ وإتباع النظم والتباين والمعرفة العميقة وعلم النفس في الجوانب الصناعية والتربوية والتعليمية والسياسية …و في كآفة اعمال الحكومة ومن مختلف زواياها ومن كل محور بذاته وبكل أبعاده المختلفة ..ولقد رأيت أن أتناول اليوم عنصر التباين ( Variations ) في الإنسان والنبات . إن دمج تناول هذا المفهوم وبصورة تذهل الإنسان وأدهشتني حقيقة حينما أتناول العنصر البشري في العملية الإنتاجية وتعرض للانسان كإنسان كان ذكرا أو اثني فهو عنده نسيان .طالما خاض الإنسان غمار العمل وتجربة الكد والاجتهاد. كما في كل العوالم من حيوان ونبات وحتي عالم الفيزياء المحسوسات وعالم الأفكار والأشياء والكهرباء ومجالات المغنطيس وتشمل بالكاد كل مافي الكون من مكونات وموجودات…فلا شك في ذلك ابدا .والمتغير الذي نحن بصدده هو عبارة المحايد وبالإنجليزية( Neuter ). لقد دار بخلدي ضرورة تصحيح مفهوم الحياد في منهج البحث العلمي للوصول الي درجة يقينية في البحث العلمي وتحقيق المعرفة العلمية ذات الموثوقية…..
وطالما ان البحث عن الحقيقة شئ متغير ويبحث عن البرهان والدليل للإستدلال علي الحقيقة من خلال التجربة والإختبار فلماذا لاتستبدل بعبارة ( الشك) ((Doubt )) .بدلا عن الحياد Neuter فهي عندي أفضل حالا من الحياد والتي ضدها التحيز. ولعل من خلال مطالعاتي في المعرفة وجدت أدق عبارة قالها فيلسوف انجليزي هو ويليام هازلت ( William Hazlit ) 1778_1830م هي عبارة ” إنني دوما افضل الجهل ” الشك ” علي المعرفة ” اي انه يفضل الشك حتي يصل لليقين وكان هذا الرجل محبا لقراءة الكتب القديمة حيث قال : I always prefer unknown to Knowledge.
فمثلا في القضايا الجنسية نقول هذا ولد سالب وهذا ولد موجب وبنفس المستوي عند النساء ..وفي الكهرباء السالب يسمي نيوترال بمعني سالب او محايد .فهل هذه المتغيرات تستوي نضجا ويقبلها العقل والمنطق …وبالتالي وفي تقديري تفتح لنا هذه الثلاث متغيرات مجال واسع للمعرفة العميقة لان النظم دوما تتمثل فيه بما يعرف بمفهوم التماثلية ( symmetrically ) وفي النباتات وتحديدا في الازهار مثلا هناك زهرة محايدة تسمي Neuter وهي التي اعضاء التأنيث والتذكير غير مثمرة ومتوالدة .اي ليس بمقدورها التوالد.( Unsynergtic or impotent )
(A neuter flower is a flower in which both male and female reproductive organs are absent)
وهي بلا شك متغير يجب أن يتم التعامل بشكل وفهم علمي أوسع واعمق في المعرفة واذا تحدثنا عن انواع النباتات فهي انواع شتي وكل نوع له فصائل شتي ومسميات متباينة …وما زال العلماء يجتهدون للبحث عن اكتشافات شتي في النباتات وفي كافة أوجه العلوم …علما بأنه قد قيل إن هناك علوم لا نعرفها نحن قد اندثرت وعلوم جديدة ومعارف قد انجزت…والقرآن الكريم ملئ بالمعجزات العلمية ..ولكن تحتاج لمن يثبتها .. وورد ذكرها في القران الكريم . فمثلا الخمط ونبات الاثل والسدر القليل والتي وردت في سورة سبا بقوله تعالي – الآية 16 :(فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل وشيء من سدر قليل) والأعراض هو حالنا اليوم تماما في السودان وغيره من دول العالم …ولعل تعريف نبات الأثل كما ورد في بعض المراجع العلمية…… إن
نبات الأثل اسمه العلمي (Tamarix)، وهو شجرة دائمة . و تتميز شجرة الأثل بأنّ لها فروعًا نحيفة وطويلة… و الخمط وردت بمعني تخمط الفحل : هدر …اي بعبارة ربما غضبة ديسمبرية كما حدث لنا في السودان . وتخمط فلان أي غضب وتكبر . ( وأثل ) قال الفراء : هو شبيه بالطرفاء وهي شجرة إلا أنها أعظم منها طولا ; ومنه اتخذ النبي صل الله عليه وسلم اخشابها منبرا وللأثل أصول غليظة يتخذ منه الأبواب ، وورقه كورق الطرفاء ، الواحدة أثلة والجمع أثلات.والنباتات المذكورة في القرآن الكريم كثيرة ومتعددة لا داعي لذكرها الان .وذلك لمعرفة غالبية الناس بها . و لكن لعشب الاثلة لفوائد عديدة ، و يتم استخدامه بتوسع لخواصه الطبية و العلاجية ، لعلاج العديد من الأمراض ، مثل الحمى ، و أمراض اللثة و الأسنان ، كما يستخدم كملين للأمعاء و غيرها من الفوائد …فالمنح من المحن …وذلك علي ذكر الابتلاء والعذاب والخراب والدمار الذي احل ببلادنا ..فلابد ان نعرج سريعا الي الله تعالي بالتوبة النصوح الحقة ونتجه لارساء المعرفة العميقة في حياتنا ….