مقالات الرأي
أخر الأخبار

قراءة وتوصيف .. كبوة الجمارك .. بقلم/ احمد الزبير محجوب

• كل مؤسسات الدولة فى حقيقتها (قوات نظامية تحرس وتحمى الشعب وأملاكه التى أغلاها الوطن) فمؤسسات تدافع عنا بسلاح العلم النظرى ضد الجهل ، وأخرى بسلاح الوقاية والعلاج ضد المرض ، وثالثة بسلاح العلم التطبيقى ضد الجوع ، ومؤسسات كثيرة تتسلح بالخدمات او ما يلزم ضد الفوضى اوضياع الأمن او الحقوق او ضغوط الحاجة او تعطيل او ضياع مصالح ..الخ
• بذلك نجد أن الجمارك (قوة نظامية) تشارك كل تلك المؤسسات فى مهامها المقدسة ، فهى بحق تدفع عنا الأذى ، وتعظم المنافع ، صادراً ووارداً ، وتسهم فى محاربة الفوضى والجهل والمرض والفقر
• لكل عالمٍ هفوة ، ولكل جوادٍ كبوة ، وكبوة الجمارك هى : إصدار قرار عاطفى غير إحترافى !!
• وكما يقول إخواننا فى شمال الوادى (جات التعيسة تفرح ما لقيتش مطرح) جيئنا لنفرح بعد أحزان الحرب بالتخلص من عادات وسلوكيات غير منتجة وتفاخرية أضرت بالاقتصاد العام ، وأعيت كاهل الخاص ، ولكن صدمنا بقرار : إعفاء كامل لكل أثاث ومستلزمات الأسر العائدة !!
• تخيل طبيباً تخلى عن بتر عضو معلول لأمر عاطفى !!
• كل الأسواق محكومة بالعرض والطلب ، وطالما تم إشباع الطلب من الخارج فسنظل مستهلكين ، وبذا تم قطع الطريق على : نمو إنتاجى سريع بكل القطاعات .. وتم إعدام الفرص أمام المنتجات المحلية التى غالبا تمثل بدائل أنسب وأرخص وأجمل لولا تكبرنا على موروثاتنا وصنع ايدينا
• اما بخصوص الأسر العائدة ، فالمؤكد (تاريخاً وسلوكاً) أن أغلبها ستتماهى مع (التجار) سواء عند وقوفهم امام المطارات والموانى وتوزيع البضائع على المسافرين او بقبول تسفير أفراد بأجر محدد
• وبعضهم خرج من السودان الى شقته او عمارته التى إستعمرها فى بلاد الغير ، فلماذا يكافأ على ذلك ، ويقيننا أن مدفوعاته تمت بالدولار الأسود ، فزادتنا رهقاً ، كما أن إستعمار أريافنا وقرانا كان أولى وأجدر مع التمتع بحق السياحة فى الخارج
• والبعض المجرم منهم (وإن كان قليل العدد) فقد أساء الى سمعتنا بالملاهى والمجون
• أما المسكين منهم (لجأ بسبب طلب علاج او علم له او لذويه ، او بسوء تقدير أن الحياة بالخارج أيسر ، او بسوء ظن أن الطامة عامة فى كل ربوع البلد) فيستحق أن تساهم الدولة معه بمساهمة حقيقية تفيده وتفيد البلد : بتقليل رسوم الإنتاج ورسوم الجمارك على مواد البناء والتأثيث ، وأن تضبط اسعار المنتجات بقانون طارئ مؤقت ، مع التشجيع بتمويلات موجهة وسياسات حكيمة وتوطين بدائل محلية تعكس قيمنا وتحرر سلوكنا وتنشر ثقافتنا
• وذلك بدلاً عن إعفاء المساكين من جمارك أثاث (إن كان حقاً لهم) فهو هالك ولا قيمة له (إهلاك الأثاث فى عامين وقد إنقضيا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى