مقالات الرأي
أخر الأخبار

ما حدث خلال أيام و ما قد يعقُبُه من اصطلام .. بقلم/ اللواء (م) مازن محمد اسماعيل

🔥 أمريكا أمهلت أوروبا ثلاث أسابيع للموافقة على الصفقة الأمريكية الروسية ، و أكدت أنه في حال عدم موافقة أوروبا ستقوم الولايات المتحدة بالانسحاب من حلف الناتو ، وسحب كل قواعدها العسكرية (١٣ في ألمانيا ، ٧ في إيطاليا ، ٣ في بلجيكا ، ٢ في تركيا ، ٢ في هولندا ، ٢ في اسبانيا) و تموقعاتها العسكرية الأخرى في بريطانيا و كوسوفو و غيرها، و البالغ تعداد قواتها ما يفوق المائة ألف جندي و ستصبح أوروبا عارية أمام روسيا.

🔥 ماكرون قام بجمع القادة الأوربيين لتشكيل جيش أوربي يدافع عن أوربا في أوكرانيا، فانقسمت الدول الأوربية ، و أعلنت دول على رأسها بولندا، و ألمانيا، و المجر، و إيطاليا، وسلوفاكيا و قبلهم صربيا رفضها للفكرة، و الانشقاقات الأوربية، و  موقف أمريكا من الناتو، و الاتفاق الروسي الأمريكي، و خطاب وزير الدفاع الأمريكي في اجتماع حلف الناتو، و إعلان أمريكا ضم جرينلاند التابعة للدنمارك إلى أراضيها .. يعني حرفياً انهيار حلف الناتو، و تفكك الاتحاد الأوروبي الذي قام على أساس حلف الناتو و كلما تبقى هو الإعلان رسمياً عن ذلك.

🔥 تم تقديم مشروع قانون أمام الكونغريس لانسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الأمم المتحدة، و هو ما سيعني إعلان وفاة الأمم المتحدة التي استنفذت أغراضها كما عُصبة الأمم من قبلها ، وستبقى في حالة موتٍ سريري حتى ينجلي غبار الحرب العالمية المستعرة منذ زمن دون إعلان ، ودون أن يُدرِك الكثيرون أنهم بالفعل يخوضون غمراتها.

🔥 روسيا أعلنت عن إمكانية دور لهم يساعد في حل أزمة البرنامج النووي الإيراني، و بعده بساعات تُعلن إيران أنها ستُدافع عن برنامجها النووي، و هذا يُشير ألى نجاح نتينياهو في تصعيد المواجهة بين أمريكا و إيران و على الأقل تحييد روسيا في الحرب القادمة و أن روسيا تتهيئُ للاستمتاع بعروض الكلوسيوم بعد أن كانت ضحيته.

🔥 رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية (هيرتسي هاليفي) سيتقاعد في مارس القادم، و بالأمس أقال ترمب رئيس هيئة الأركان المشتركة (تشارلس براون) و عدد من قادة الجيش الأمريكي، و قد تم عقد لقاء ١٧-٢٠ فبراير ضم رئيس الأركان الإسرائيلي و قائد المنطقة الوسطى الأمريكي، و غالباً كل ذلك للإعداد و تنسيق ضربة صهيونية للبرنامج النووي الإيراني و النظر في إنفاذ خطط ترمب للشرق الأوسط.

🔥 كما سبق أن تم اقتسام النفوذ في عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية بين الاتحاد السوفياتي و الولايات المتحدة … فإنه تجري اليوم محاولة تطبيق ذات السياسة، و يُمكن قراءة ذلك فيما يجري اليوم في أوكرانيا و أوروبا، و ما سبقه في سوريا، و عدم اعتراض أمريكا على التصريحات الرسمية الخاصة بالقاعدة الروسية في بورتسودان و غير ذلك كثير.

🔥 من الممكن أن تسحب أمريكا كل أو بعض قواتها في أوروبا لتعزز به تمركزها في الشرق الأوسط، وستمضي أمريكا بعيداً في قيادة إسرائيل إلى الهاوية في أشعال الحرب مع إيران (دون تورط مباشر للقوات الأمريكية في عمليات القتال) و استخدام الأموال العربية لتمويل هذه الحرب، و لا يُستَبعد إجبار بعض الجيوش العربية كذلك من حيث أن هذه الحرب ستجري من خلال أجوائهم، و القواعد العسكرية التي على أراضيهم، و ستكون روسيا على الحياد لتوريط أمريكا (كما سبق أن ورطتها في أوكرانيا) و ستكون الصين و كوريا الشمالية سعيدتان بدعم إيران.

🔥 بعد أو أثناء عملية إخضاع إيران و قوات الحوثي في اليمن، سيتم تصفية القضية الفلسطينية بإجبار الجيوش العربية للقضاء على المقاومة، و تهجير السكان و تسليم المنطقة بعد إعمارها بأموال الخليج و الشركات الأمريكية لإسرائيل.

🔥حال فشل إسرائيل (و هو الأرجح) فسيتم عقد صفقة أمريكية مع إيران تكون فيها إسرائيل هي أوكرانيا الشرق الأوسط .. وهذه المقامرة Gambling في حال البدء فيها … غالباً ما ستتضمن ضربة أو ضربات نووية متبادلة، إذ أنها حرفياً ستكون حرباً وجوديةً لأكثر من نظامٍ و شعب وعلى رأس ذلك إيران و إسرائيل و كلاهما نووي.

🇸🇩 على الأرجح أن الزلزال الجيوسياسي سيمتد ليضرب كل بلدٍ في الشرق الأوسط، و لظى الحرب سيُصلي كل مدينةٍ وقريةٍ فيه ، و لن ينجو بيتٌ أو عائلة من دفع ثمن الخنوع الطويل … فالعالم يتغير بسرعة الإفلات، و لا زال سوداننا خاضع لقديم السياسات و الإملاءات، و نمطية تفكيرٍ مُتكلِّسةٍ في غيهب التاريخ و الماضوية، و لا زالت نُخْبته حفنة من المومياوات، و قيادته في مستوى أداءٍ و أشواقٍ أدنى من قدر التحديات ناهيك عن الطموحات، و الله يحكُمُ لا مُعَقِّب لحُكمه، و سُنَنُه تمضي على جميع عباده، و الاستبدال يجري على مستوى الأفراد و النُّخب و الأنظمة و الشعوب، و لا بد للاستبدال من نزع، و إن بطش ربك لشديد و هو سبحانه المُبدِئ و المُعيد.
٢٢ فبراير ٢٠٢٥م

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى