مقالات الرأي
أخر الأخبار

مسارات … الديمقراطية رهان السودان الأوحد .. بقلم/ د.نجلاء حسين المكابرابي

الديمقراطية هي نظام سياسي يعتمد على المشاركة الشعبية في الحكم، حيث يتم انتخاب ممثلي الشعب لاتخاذ القرارات السياسية و التشريعية. و هي تعتبر نظامًا سياسيًا يهدف إلى تحقيق العدالة و المساواة و الحرية للجميع.
و تعتبر الديمقراطية نظامًا يحمي الحقوق الإنسانية و الحريات الفردية و تتيح أيضًا للشعب المشاركة في الحكم عن طريق الانتخابات و التعبير عن آرائهم ،و تعمل على تحقيق العدالة و المساواة بين المواطنين ،و تعزز التنمية الاقتصادية من خلال توزيع الثروة بشكل عادل.
و لها عدة انواع الديمقراطية المباشرة و هي أن يشارك المواطنون بشكل مباشر في اتخاذ القرارات و الديمقراطية غير المباشرة و هي أن يشارك المواطنون عن طريق ممثليهم، و الديمقراطية التمثيلية و هي أن يمثل الممثلون الشعب في اتخاذ القرارات.
و التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية يعتبر من أخطر التحديات التي تقابل السودان في تحقيق الديمقراطية الي جانب الفقر والبطالة و تأثيرهما على الاستقرار السياسي و التمييز العنصري و الديني و تأثيره على العدالة و المساواة.

من خلال ماذكرت تعتبر الديمقراطية هي الرهان الأول للسودان بعد الحرب و تحقيقها يتطلب وجود دستور واضح يعزز الحقوق الإنسانية. و نظام برلماني يمثل الشعب ،و فصل السلطات التنفيذية و التشريعية والقضائية و انتخابات حرة و نزيهة و تعددية حزبية.

و هنالك متطلبات اقتصادية و هي وجود اقتصاد متنوع و مستقر، و توزيع الثروة بشكل عادل، و فرص عمل متاحة للجميع ،و تعزيز التعليم و الصحة و بنية تحتية قوية.

و لعل أهم هذه المتطلبات، المتطلبات الاجتماعية التي تعمل علي تعزيز التسامح والتعايش السلمي ، وحماية حقوق الإنسان و تعزيز التعليم و الوعي، و مشاركة المواطنين في العملية السياسية و تعزيز دور المرأة و الشباب.

وحينما نتحدث عن المتطلبات القانونية يجب ان يكون لدينا قانون يضمن الحقوق الإنسانية ، ونظام قضائي مستقل وحماية حقوق الملكية ، و تعزيز الشفافية و المساءلة و مكافحة الفساد.

و المتطلبات الدولية تعمل علي تعزيز العلاقات الدولية.و انضمام إلى المنظمات الدولية و البحث عن دعم المجتمع الدولي و تعزيز التعاون الاقتصادي و حل النزاعات السلمية.
و المتطلبات الثقافية و هي تعزيز الثقافة الديمقراطية و الحوار الوطني و التسامح و التعايش السلمي و تعزيز دور الإعلام و التعليم المدني.

و هنا يأتي السؤال الهام هل ينجح السودان في تحقيق الديمقراطية بعد الحرب؟؟؟

نعم ينجح و يمكن له ذلك من خلال توفير الآليات المناسبة التي تتحقق تعزيز الوعي السياسي والديمقراطي وتشكيل أحزاب سياسية و حركات مدنية، و تحديد أهداف الديمقراطية و المبادئ الأساسي، و الانتفاضة الشعبية، و تشكيل حكومة انتقالية تمثل مختلف الأطراف ، وصياغة دستور جديد يعزز الحقوق الإنسانية.
و لا يتأتى ذلك الا من خلال تشكيل برلمان يمثل الشعب ،و تأسيس سلطة قضائية مستقلة ،و إنشاء مؤسسات انتخابية نزيهة و تعزيز الإعلام الحر وتطبيق ذلك لابد من إجراء انتخابات حرة و نزيهة أن يكون هنالك توزيع للسلطة بشكل عادل بين المؤسسات، و تعزيز الحقوق الإنسانية و العدالة، و مكافحة الفساد و تعزيز الشفافية.

و لا يتحقق الاستقرار إلا بتعزيز الاستقرار السياسي و المشاركة السياسية للجميع و التعليم و الوعي الديمقراطي و تعزيز العلاقات الدولية و دعم المجتمع الدولي.

و من خلال ما ذكرت لابد من توعية المجتمع السوداني بأهمية الديمقراطية و ضرورة تحقيقها و ما هي؟ و كيفية ممارستها بصورة رشيدة و أهميتها في استقرار البلاد و تغيير المجتمع و هنا يكمن دور الاعلام الرائد بنشر ثقافة الديمقراطية و مفاهيمها الصحيحة و عرض تجارب الدول الناجحة في ذلك، و ستظل الديمقراطية رهان السودان الأوحد بعد الحرب.

و دمتم🌹

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى