مقالات الرأي
أخر الأخبار

مفاوضات جنيف.. ” تجريب المجرب” !!

تحليل اخباري: مركز الخبراء

(احكام الحصار على مدينة سنجة وماحولها وتداعيات الفيتو الروسي بمجلس الأمن قد يجعل حلفاء قوات الدعم السريع ينشطون مجددا في منبر تفاوضي جديد) .. بهذه الجملة وضع احد الخبراء الاستراتيجيين تصورا لشكل ملامح المرحلة المقبلة من الصراع الميداني على مسارح عمليات القتال بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني ،، وماهي الا ايام معدودة حتي ظهرت الدعوة لمنبر تفاوضي قديم ومتجدد جعل من العاصمة السويسرية جينيفا مقرا له.

وقد رشحت انباء مؤكدة دعوة وسطاء السلام إلى جولة مفاوضات اخري ولكن في هذه المرة جنحت الدعوة لمسار سياسي افصحت عنه أحزاب سياسية في تصريح ممهور بتوقيع د. محمد زكريا فرج الله الناطق الرسمي باسم الكتلة الديمقراطية حيث أكد تلقي الكتلة الديمقراطية دعوة من منظمة “بروميديشن” الفرنسية للمشاركة في ورشة عمل تُعقد في سويسرا خلال الفترة من 25 إلى 27 نوفمبر 2024.

وقال زكريا ان الكتلة الديمقراطية تعلن اعتذارها عن تلبية الدعوة، وتؤكد مجددًا دعوتها إلى ضرورة تنسيق الجهود الدولية لتيسير حوار سوداني-سوداني شامل لا يستثني أحداً.

وبالنظر إلى تصريحات الكتلة الديمقراطية يلاحظ انها حملت رفضا صريحا لمبدا الدعوة وذلك لاعتبارات عديدة تتصدرها نظرة ” نضج سياسي” أكسب المشهد نوعا مقدرا باعلاء قيمة وأهمية الحوار الداخلي بين مختلف مكونات القوى السياسية التي التقط بعضها الفكرة منذ وقت ليس بالقريب منذ انهيار اخر جولة تفاوض بجنيفا اعتذرت عن المشاركة فيها القوات المسلحة وحاولت من خلالها قوات الدعم السريع ” تجيير” مخرجاتها لصالح مكاسب دولية محددة الأهداف منها ماهو قريب المدى وماهو بعيد !! ولكن كانت لقطاعات واسعة من مكونات الراي العام السوداني تحفظات على تلك النتائج والمخرجات مما جعل الحوار السوداني السوداني يمكن ان ينطلق من اي مدينة سودانية بعيدا عن التدويل وهو منهج عبر عنه قائد الجيش السودان الجنرال عبد الفتاح البرهان لدي مخاطبته فاتحة المؤتمر الاقتصادي لمواجهة تحديات الحرب بمدينة بورتسودان

حيث قطع بالقول: ( السودان دولة ذات سيادة ولا يقدر عليها ولا يقودها أحد وحلول مشاكلها موجودة بداخلها ولا تفرض من الخارج مشيراً إلى أن الحل النهائي القضاء على المتمردين نهائياً وأرسل الرئيس رسالة للقوى السياسية بأن تتوحد وتأتي لمساندة القوات المسلحة ، وقال لن نقبل بأي عمل سياسي مناوئي يهدد وحدة السودان لأن الذين يحاربون الآن هم سودانيين موحدين دون أي تمييز ).

ويرى مراقبون للشان السياسي ان ثمة متغيرات على الارض من شأنها ان تجعل دعوة انعقاد التفاوض بجنيف عبر المسار السياسي دون استصحاب البعد والعسكري والأمني في النزاع الذي يجري حاليا يجعل من الفكرة نفسها قابعة في بند ( تجريب المجرب) وهو اتجاه او مسار من شأنه إضافة تعقيد غير مرحب على طاولة الحلول التي يمكن ان تبدأ داخليا اذا حدث حولها إجماع سياسي مثمر .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى