{وَلَا یَحِیقُ ٱلۡمَكۡرُ ٱلسَّیِّئُ إِلَّا بِأَهۡلِهِ}… إسرائيل ومتلازمة الوطن البديل … بقلم اللواء (م) مازن محمد اسماعيل

🌴شجرة النخيل تبدء في الإثمار ما بين ٤-٦ سنوات من عمرها ، وشجرة الزيتون تبدء الإثمار ما بين ٤-٥ سنوات من عمرها ، وفيما يمتد عطاء النخلة حتى ٢٠٠ عام ، فإن شجرة الزيتون يمتد عطاؤها إلى ٥٠٠ عام ، وبعض أشجار الزيتون عمرها ١٨٠٠ عام ولا تزال منتجةً إلى اليوم ، والذين زرع أجدادهم هذه الأشجار في السودان وفلسطين ، فظلَّ يأكل منها الأجيال المتعاقبة من أحفادهم ، والذين لايزالون يزرعون هذه الأشجار ليأكل منها القادمون من أحفاد أحفادهم .. هم بلا شك شعوبٌ ذات حضارةٍ راسخةٍ يستحيل اجتثاثهم عن هذه الأرض التي تضرب جذورهم فيها عميقاً وتمتد في باطنها سحيقاً ، وإن عمى البصيرة الصهيومسيحية لم يصدَّهم عن سبيل الله فحسب ، وإنما أضلَّهم كذلك عن المكان المناسب لإنجاح مكرهم ومؤامرات.
🌴في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين كانت هناك عدة أماكن مُقترحة لزرع إسرائيل فيها ، وتراوحت المقترحات من شبه جزيرة القرم شرقاً إلى الأرجنتين غرباً ، ومن جزيرة غراند على نهر نياجارا بالولايات المتحدة الأمريكية شمالاً إلى يوغندا في إفريقيا جنوباً ، ولا يذكر الكثيرون عن أن وزير الخارجية البريطاني والتر غينيس Walter Guinness كان له مقترحٌ بنقل اليهود إلى جزيرة مدغشقر ، وهو ما تبنَّاه الرايخ الثالث بألمانيا في عهد هتلر ، ولا يعرف الكثيرون أن من بين المقترحات لإقامة إسرائيل كانت دولة البحرين ومنطقة الإحساء السعودية ، وهو ما رفضته الحكومة البريطانية آنذاك وفضَّلت بديلاً عنه فلسطين ، وهذا بالإضافة إلى مقترحاتٍ لأماكن أخرى لم تحظى بقدرٍ كبيرٍ من الاهتمام .. وكل ذلك يؤكد ضحالة الأساطير حول الشعب اليهودي الذي لا أرض له ، وقد جاء عِلم الآثار الذي نقَّب عن أي أثر يهودي محتمل في كل سنتيمتر من أرض فلسطين .. فلم يجد شيئاً!!! ، بما يُفنِّد تماماً كل خرافات أرض الميعاد.
🌴مما قبل النكبة وإعلان قيام الكيان الصهيوني في ١٩٤٨م .. برزت عبارة الوطن البديل كمصطلحٍ صهيومسيحي للتعبير عن الأرض التي ينبغي تهجير الفلسطينيين إليها ، ودونما إغراقٍ في التفاصيل وصولاً إلى صفقة القرن التي تقترح ضم الأجزاء المحاذية للحدود الأردنية والخالية من المستوطنات في الضفة الغربية إلى الأردن ، وضم قطاع غزة إلى مصر ، وإجلاء كل الفلسطينيين من الأراضي المحتلة ، وبذلك يكون الكيان الصهيوني قد أخلى الأرض من أهلها ، وفكك دولة فلسطين إلى الأبد محققاً بذلك مقولة: أرضٌ بلا شعب لشعبٍ بلا أرض.
🌴مطابخ الصهيونية التي كانت قد استولدت الكيان الصهيوني في إسرائيل ، وظنُّوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله ، ظلوا يستقرؤن الأحداث والأرقام وتطور الأحوال ، وباتوا منذ زمنٍ على يقينٍ من استحالة بقاء ذلك الكيان على هذه الأرض ، فاسترجعوا أبحاثهم القديمة ، واسترشدوا بتطورات المنطقة لصناعة خُطة بديلةٍ بحثاً عن وطنٍ صهيونيٍّ آخر كبديلٍ يجري إعداده قبل أن يُخرِجَهُم الله من صياصيهم ، ويخِرُّ عليهم سقف الكيان الصهيوني من فوقهم ، ويأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون .. فجرى الإعداد حثيثاً لتكون دولة الإمارات نواةً لوطنٍ بديلٍ للكيان الصهيوني ، والذي ربما سيتمدد (ولو بعد حين) ليشمل البحرين ومنطقة الإحساء التي كانت إحدى البدائل سابقاً ، مع ملاحظة أنه قد بدء بالفعل العمل مؤخراً وبشكلٍ متسارعٍ لتكون جزيرتي مدغشقر وميون أقاليماً تابعةً لهذا الكيان السرطاني ، وبذلك تتجاوز إسرائيل كثيراً من التحديات الديمغرافية والأمنية والجيوسياسية التي كانت مفروضةً عليها في فلسطين ، وتكتسب بتموضعها الجغرافي الجديد مزاياً جيوسياسيةً واقتصاديةً وأمنيةً لا تخفى على أحد ، ولا سيما في سلاسة الانتقال من فلسطين إلى أراضي الميعاد الجديدة التي تمَّ إعدادها وما حولها بعناية لاستقبال هذا السرطان
🌴برزت مؤخراً جداً شبه جزيرة القرم كمقترحٍ بديلٍ لإعادة توطين اليهود ، وكانت نكيتا خرتشوف عندما تولى رئاسة الاتحاد السوفياتي قد وهب شبه جزيرة القرم لأوكرانيا ، ولكن روسيا استعادتها مجدداً في ٢٠١٤م ، وهي منطقةٌ تعادل مساحتها ٢٦ ألف كلم² بينما الكيان الصهيوني ٢٢ ألف كلم² ، فضلاً عن أنها غنيةٌ بالثروات الطبيعية ، وتحيط بها كبرى الجاليات اليهودية التي ينحدر منها معظم مستوطني الكيان الصهيوني ، ناهيك عن أن روسيا ستكتسب نفوذاً دولياً واقتصادياً كبيراً باحتوائها للكيان الذي ستحرم منه الولايات المتحدة وأوربا الغربية ، وما يغري الكيان الصهيوني أكثر هو انه لن تواجهه أي تحديات أمنية كبيرة هناك ، ولا سيما مع اعتبارات أن ما سيتبقى من أكرانيا غالباً سيكون منزوع السلاح أو محدود التسليح على أقصى تقدير.
🌴في هذا العام خرج الكيان الصهيوني من قائمة العشرين دولة الاكثر اجتذاباً لرؤوس الأموال بالهجرة الكثيفة للأثرياء الإسرائيليين وفقاً لتقارير Henley & Partners لهجرة الثروات لعام ٢٠٢٤م بعد أن كانت إسرائيل ضمن العشرة الأوائل في اجتذاب رؤوس الأموال لعدة عقودٍ سابقة ، وهو ذات التقرير الذي أشار إلى احتلال الإمارت المركز الأول لهذا العام ، وبالنظر إلى اتفاقيات التكامل التي تمت بين الإمارات والكيان الصهيوني ، وكثافة الرحلات الجوية اليومية بينهما ، وقوانين منح الجنسية الإماراتية للإسرائيليين ، وما تنشط فيه الإمارات في جزيرتي مدغشقر وميون ، والمعضلة الديمغرافية في الإمارات ودول الخليج ، والتحالف الاستراتيجي بين الهند والكيان الصهيوني ، وإصرار إسرائيل وترمب على ضرورة شن الحرب على إيران المجاورة للإمارات … فإن رأس الحكمة قد تحتوي من الحكمة البالغة قدراً يجعلها موطناً بديلاً للكثير من الإماراتيين الذين قد تضيق عليهم الإمارات التي لا تدخر قيادتها وسعاً في سعادة مواطنيها فابتدعت للسعادة وزارة ، وأعدت للإماراتيين بديلاً أكثر أثاثاً ورِئياً وأقربُ رُحماً.
*🍃تقبل الله أبا العبد فقد كان خليقاً بالقيادة والشهادة ، وهنيئاً لهنية الدرجات العُلا ، ومُباركٌ لأهل الحق اصطفاؤهم وانتصارهم ، ومباركٌ على المطبعين ما يليق بهم من العار والنار🍃*
*أخي إن تغشَّتنا بزهرتها الدُّنا*
*وإن قعدت منا القُوى والعزائمُ*
*ذكرناك ،، فالعهد القديم مُوثَّقٌ*
*وميعادنا أن نلتقي بك قائم*
*وأسيافنا لمَّا تعُد لِغمادها*
*وأقدامنا لم تسترح والقوائم*
*وإخواننا في كل ناحيةٍ لهم*
*دويٌّ إذا ما كَبَّروا كي يهاجموا*
٣١ يوليو ٢٠٢٤م