
– لم أعثر على مصدر قوي لتغريدة أطلقها وزير الإعلام و الاتصالات الناطق الرسمي باسم حكومة جنوب السودان المخضرم (مايكل ماكوي لويث) حول الاحتجاجات و الاعتداء على السودانيين في جوبا ردًا على ما راج في الميديا عن مقتل عدد من المرتزقة الجنوبيين في مدينة ود مدني، و لكن قد حملت التغريدة المنسوبة للوزير الجنوبي سؤالًا جوهريًا ما كان لكل حصيف تجاوزه، التغريدة باللغة الانجليزية:
“You might have seen videos circulating online that SAF killed 29 South Sudanese. What were they doing in Sudan anyway?
We cannot go to war because of 29 men. If you protest in Juba we’ll add you to the list as their number 30. ”
INFORMATION MINISTER
M .MAKUEI LUETH
بالعربية:
“ربما شاهدتم مقاطع فيديو متداولة على الإنترنت تفيد بأن القوات المسلحة السودانية قتلت 29 جنوب سودانيًا. ماذا كانوا يفعلون في السودان على أي حال؟
لا يمكننا خوض الحرب بسبب 29 رجلاً. إذا احتججت في جوبا، فسوف نضيفك إلى القائمة باعتبارك رقم 30.”
وزير الإعلام
مايكل ماكوي لويث”
– محور السؤال المنطقي الذي تم طرحه و نسب للوزير إن كان قد قال أو لم يقل (ماذا كانوا يفعلون) ؟؟. هذا السؤال يكفي جدًا للحصول على إجابة مقنعة خاصة اذا ما تم استعراض (التزاحم) في عدد الفصائل الجنوب سودانية المسلحة التي تقاتل لصالح المليشيا المتمردة كمرتزقة في السودان تحت مسمع و مرأى حكومة بلادهم.
– حوادث الانتقام من التجار الشماليين بجنوب السودان لم تكن الأولى و لا الأخيرة، و هذه هي الثقافة السائدة عند المجتمع الجنوب سوداني في التعامل مع الأحداث البينية في الشمال حتى عندما كان السودان دولة واحدة، ربما لاحظت خلال الأزمة الأخيرة تطورًا سلوكيًا إيجابيًا في تعامل حكومة دولة جنوب السودان مع الأزمة من خلال تمكن سلطات الأمن من توفير سبل الحماية للمواطنين السودانيين في وقت وجيز.
– هذه الإجراءات الأمنية صاحبتها تصريحات من المسؤولين في الدولتين عززت من اتجاه التعامل الدبلوماسي و القانوني مع الأزمة، و لكن يجب ألا تجعل الحكومة السودانية من نفسها الحلقة الأضعف و تطالب بمزيد من الحماية لمواطنيها بالجنوب الذين يتواجدون فيه كلاجئين غير مقاتلين و لا مرتزقة، و أن تكون الحكومة السودانية حاضرة لإثبات أن المرتزقة الجنوبيين قد شاركوا المليشيا المتمردة عيانًا بيانًا، و هذا يحيلنا للإجابة عن التساؤل الذي طرحه وزير الإعلام الجنوب سوداني (ماذا كانوا يفعلون هناك) ؟.