مقالات الرأي
أخر الأخبار

أصل القضية … ما بين طلقة التحرير ومِعول التعمير: وقتُ الشعب يبدأ الآن! .. بقلم/ محمد أحمد أبوبكر .. باحث بمركز الخبراء العرب

● “لا تبرحوا جبل الرماة”… لم تكن مجرد وصية في لحظة حرب، بل شعار لكل لحظة فاصلة بين النصر والانكسار.

● حين شدّت القوات المسلحة السودانية سواعدها، لم تكن تسترد أرضًا فقط، بل كانت تفتح بابًا جديدًا: باب المعركة الثانية، معركة التعمير. فإن كانت البندقية قد حررت الخرطوم من احتلال المليشيا، فإن المجرفة اليوم مطالبة بتحريرها من الخراب.

● إن الذين سقوا الإمارات ومن حالفها كؤوس الهزيمة، هم أنفسهم الذين يحتاجون الآن إلى من يسقي الوطن جرعاتٍ من الأمل، بالزرع والبناء والإنتاج.
● نحن لا نطلب من المواطن أن يكون مقاتلًا، بل أن يكون “جندي تعمير” على جبهة الحياة.

ردم الفجوة: حلول عملية ضمن استراتيجية “الجسر والمورد”
أولًا: على الجهاز التنفيذي أن يتحول إلى غرفة طوارئ إعمارية

١. إعلان خريطة أولويات عاجلة للإعمار:
● ترميم المدارس والمستشفيات بأبسط الوسائل، عبر وحدات هندسية ميدانية.

● إطلاق برنامج “ساعة عمل في اليوم من أجل الوطن”، يحفز الموظفين والمجتمعات على التطوع.

٢. إنشاء “صناديق مجتمعية للنهضة السريعة”:
● بتمويل من رجال أعمال، مصرفيين، ومنظمات وطنية، لإطلاق مشاريع مدرة للدخل فورًا في مناطق العودة.

٣. تخصيص حوافز لمن يؤسس مشروعًا إنتاجيًا خصوصا الاسر العائدة، بضوابط واضحة ومتابعة مجتمعية.

ثانيًا: مبادرات فورية للمواطنين ضمن استراتيجية الجسر والمورد

١. إطلاق مبادرة “أسبوع واحد لعمار بلدي”:
● مبادرات شبابية لإزالة الأنقاض من الاحياء ، طلاء الواجهات، زراعة، تصوير وتوثيق الأعمال كأيقونات وطنية.

٢. منصة رقمية لتسجيل “جنود التعمير”:
● مع نظام نقاط ومكافآت رمزية (تخفيضات – امتيازات – شهادات فخرية).

٣. إعادة توظيف التكايا كمنصات مجتمعية للإيواء والإطعام والإصلاح والتدريب:
● مزج البعد الروحي بالبعد العملي كما تفعل أمم كثيرة خرجت من الحرب.

٤. استراتيجية “قرية نموذجية كل أسبوع”:
● اختيار حي من الاحياء والعمل على إعادة إعماره كاملا من خلال نفير مجتمعي/مؤسسي، وتوثيق ذلك كقصة نجاح وطنية.

أصل القضية : المجد لكل يد تبني
قالوا “المجد للساتك”، فقلنا “المجد للبندقية”، واليوم نقول: المجد لكل يد تمسك معولًا، أو تكنس طريقًا، أو تزرع شجرة، أو تفتتح كُشكًا صغيرًا.
انتهى وقت التحليل البارد والمجالس المترفة… الآن وقت الأكتاف التي تشتغل.
فليكن لكل حيٍّ شعاره، ولكل أسرةٍ مشروعها، ولكل شابٍّ سهمه في بناء السودان الجديد.
السودان لا يُبنى بالتصريحات، بل بالمشاوير القصيرة التي لا تتوقف.
السودان لا يُنهضه الخارج، بل من قال في وجه الركام: لن أمضي قبل أن أُصلح شيئًا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى