أمريكا وإسرائيل مجرد نباح أم متلازمة سُعار؟ .. بقلم/ اللواء (م) مازن محمد اسماعيل

💣في ٢ أبريل عقدت إيران اتفاقاً بشأن برنامجها النووي مع أمريكا (برئاسة أوباما) والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا ، وقد وصفت واشنطن الاتفاق بأنه تاريخي ووصفته إسرائيل بالخطأ التاريخي ، وفي ٨ مايو ٢٠١٨م أعلنت أمريكا (برئاسة ترمب) انسحابها من الاتفاق.
💣في ٥ مارس ٢٠٢٥م ترمب أرسل رسالة إلى إيران عن طريق الإمارات تدعوها للتفاوض ، وفي ٢٦ مارس ٢٠٢٥م إيران ردَّت الرسالة عن طريق سلطنة عمان.
💣مطالب أمريكا محددة في جعل إيران دولة منزوعة السلاح ، وذلك بتفكيك البرنامج النووي الإيران ، وتفكيك قدراتها الصاروخية ، وفك ارتباطها بكل محور المقاومة في الشرق الأوسط ، أو تلقي ضربات عسكرية في حال لم يتم ذلك الاتفاق خلال شهرين.
💣الرد الإيراني تضمن رفض التفاوض تحت التهديد ، ورفض التفاوض المباشر مع أمريكا ، ورفض التفاوض حول أطراف محور المقاومة التي وصفها بأنها تتمتع باستقلالية عن القرار الإيراني ، وحمل الرد الإيراني تهديداً مضاداً حيال أي عمل عسكري ضد إيران بإشعال المنطقة ، واستهداف القواعد العسكرية الأمريكية ، وتغيير إيران لعقيدتها النووية تجاه امتلاك سلاح نووي.
💣أمريكا قامت بأكبر عملية حشد وإعادة انتشار عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط منذ عملية درع الصحراء في ١٩٩٠م ، بالإضافة لمناورات عسكرية مشتركة مع عدد من دول المنطقة وغيرها.
💣بالتزامن مع ذلك نفَّذت إيران مناورات عسكرية مشتركة مع الصين التي تحاصر جزيرة تايوان ، وروسيا التي دخلت مرحلة كسر عظام أوكرانيا.
💣روسيا حذَّرت من استخدام القوة ضد أيران والتي ستؤدي لعواقب لا يمكن معالجتها ، وفي المقابل عرضت تدخلها للوساطة ، ولكن فرنسا تقول بأن الحرب حتمية.
💣القوات الأمريكية بدأت عمليات قصف عسكري كثيف على اليمن بالتزامن مع خرق إسرائيل لاتفاق وقف الحرب على غزة واستئنافها الحرب مع ضربات عسكرية متتالية على لبنان وسوريا.
💣الكونغريس منح ترمب تفويضاً لتوجيه ضربة إلى إيران ، ويمرر قانوناً آخر بتحرير العراق من إيران!
💣البيت الأبيض أعلن أنه يدرس بجدية اقتراح إيران بإجراء مفاوضات غير مباشرة.
💣إسرائيل هي رأس الحربة في ذلك التصعيد الذي لا تريده أن يخمد وتسعى لإشعال فتيله بشتى الطرق لأنها تعتبره تحدياً وجودياً لها ، وهي غير قادرة على إنفاذه منفردةً ودون مشاركة أمريكا بكل ثقلها في الحرب.
💣الدول العربية وعلى رأسها دول الجزيرة العربية هي الخاسر الأكبر من الحرب أو من صفقة أمريكية إيرانية ، ولكن الدول العربية تتمترس في خانة المفعول به التي خنعت فيها منذ أسس الاستعمار أنظمتها ، وصنع نُخبها ، ورسم حدودها ، وسنَّ قوانينها ، وحدَّد دورها ، ودجَّن شعوبها ، وصادر مستقبلها.
💣أمريكا بالفعل تخوض حرباً دستورية وقانونية وسياسية وإعلامية وإجرائية ومعاشية ضد مواطنيها ، وهي كذلك تخوض حرباً عالمية اقتصادية ودبلوماسية وأمنية بدأتها بحلفائها وجيرانها ، وحالياً انخرطت في حربٍ عسكرية مباشرة ضد اليمن وغير مباشرة مع إسرائيل ضد قطاع غزة ولبنان وسوريا.
💣الدين العام الأمريكي يقترب من الأربعين تريليون دولار ، وسياسات ترمب سببت سلسلة انهيارات في أسواق المال الأمريكية ، وانخفاض لقيمة الدولار ، وقد فاقت خسائر تعريفات يوم التحرير وحدها بالأمس قرابة الثلاث تريليونات من الدولارات ، وخسرت الشركات الأمريكية الكبرى مئات المليارات من الدولارات بينها حوالي مائتي مليار دولار خسرها إيلون ماسك.
🤔 للإجابة على سؤال العنوان يجب الإجابة على عددٍ من الأسئلة التي سأتركها لفطنة الأكارم وتقديراتهم:
🎯هل لأمريكا أدنى مصلحة في دخول حرب استنزاف مفتوحة مع إيران ظلت الصين وروسيا تنتظرها بفارغ الصبر؟
🎯أمريكا التي هُزِمت عسكرياً في حروبها من فيتنام إلى لبنان والصومال وأفغانسان والعراق الذي نالت غنيمته إيران باعتراف أمريكا التي قررت اليوم تحريره من إيران .. هل هي قادرة على تحقيق النصر على إيران؟
🎯هل سيتحمل الاقتصاد الأمريكي والداخل الأمريكي حرباً ضد إيران؟
🎯هل تملك أمريكا قرارها السيادي في إعلان الحرب والسلام أم أن قرارها مُصادَرٌ صهيونياً؟
🎯هل يستطيع الاقتصاد الأسرائيلي والداخل الإسرائيلي والجيش الإسرائيلي تحمل حرب مفتوحة على امتداد الشرق الأوسط؟
🎯هل ستدفع أمريكا وإسرائيل فاتورة الحرب أم ستدفعها دول المنطقة كما في تحرير الكويت وغزو العراق؟
🎯هل تملك إسرائيل (نتينياهو) ترف القبول بصفقة أمريكية إيرانية؟
🎯هل الأنشطة الأمريكية الأسرائيلية الإعلامياً والعسكرية ضد إيران مجرد نباح قد ينتهي بنهش أو عَضِّها إيران أم أنه سُعارٌ سيفضي إلى عضِّ المنطقة بأكملها وربما ابتلاعها؟
🎯هل يملك النظام الإيراني فرصة البقاء إذا ما استجاب للمطالب الأمريكية وهو يعلم مصير الدول التي فقدت برامجها النووية مثل ليبيا والعراق وأوكرانيا؟
🎯هل ستبقى الأنظمة العربية ونخبها وشعوبها واقتصادها وأمنها على ما هي عليه ولن تتأثر بمجريات الحرب والسلام وسياسة التهجير الجارية؟
🎯هل ستستمر في السودان حالة الإحساس باقتراب الاستقرار في ظل المتغيرات العالمية والإقليمية والواقع الوطني الممتد من اللا موقف واللا حكومة واللا مؤسسات واللا دولة؟
٤ مارس ٢٠٢٥م