استراتيجيات … الثبات في المواقف قرين بالمتغيرات !! … بقلم د. عصام بطران
– لم يحدث في تاريخ السياسة الخارجية الأمريكية تكرار الاتصالات الهاتفية لوزير الخارجية الأمريكي مع رؤساء الدول والحكومات، ففي خلال أقل من أسبوعين استقبل رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان ثلاثة اتصالات هاتفية من وزير الخارجية الأمريكي (بلينكن) أعلنت عنها أجهزة الإعلام الرسمي في الحكومتين الأمريكية والسودانية.
– لعل اللافت للنظر الثبات في الموقف الحكومي المُعلن للسودان حول مفاوضات جنيف التي دعت لها الولايات المتحدة الأمريكية، وقد ظهر ثبات الموقف السوداني منذ البيان الصحفي الأول لحكومة السودان حول اللقاء التشاوري بجدة حيث لم يجزم البيان بصورة مباشرة عدم مشاركة الحكومة في ملتقى جنيف و إنّما على على نقطتين محوريتين:
١. تمسّك الحكومة السودانية بتنفيذ إعلان جدة.
٢. رفضها لوجود أي مراقبين ومسهلين جُدُد.
– لقد تركت الحكومة السودانية الباب موارباً في إشارة إلى أن تعود إلى جنيف في حال حدوث متغيرات أو تأجيل أو تنازلات من الوسيط الأمريكي حسب المبررات التي ذكرتها الحكومة كنتائج لمشاورات جدة.
– انتهت بالأمس الاجتماعات التقنية لشركاء الوساطة الأمريكية وأعلنوا بياناً على على لسان المبعوث الأمريكي (توم بيريللو) أهم ما ورد فيه الإقرار بأهمية مشاركة الحكومة السودانية في جنيف التي حال عن مشاركتها ثبات الموقف المعلن مع النظر عن (قرب) لنوع وحجم المتغيّرات.
– صباح اليوم تلقّى رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان محادثة هاتفية من وزير الخارجية الأمريكي (بلينكن) وكانت متعلقة بمحادثات جنيف، بنفس ثبات المواقف أوضح رئيس مجلس السيادة أن (الموقف السوداني الثابت) متمثّل في:
١. التمسّك بتنفيذ اتفاق إعلان جدة حسب الرؤية التي تم تقديمها لأطراف منبر جدة.
٢. ليس هنالك مانع للجلوس مع المسهّلِين لمنبر جدة للنقاش معهم حول كيفية التنفيذ.
٣. تأكيد الرفض لتوسعة قائمة المسهلين.
– الثبات في المواقف أمر ليس بالصعوبة التي قد يتخيلها المفكر الاستراتيجي لأن فرقاً طفيفًا بين الثبات على الموقف والثبات على المبدأ، فالموقف قد يتغير من خلال اتضاح الجانب الآخر من الواقع السياسي، أو لدفع الضرر الأصغر مَخافة الضرر الأكبر، والموقف لا يتغير بلا مبررات ولا بدائل لأن الوسيط الأمريكي لا يتوقف في حد الوساطة من زاوية أن الوسيط الامريكي فاعل وصانع لنتائج التفاوض (المفروضة) بشتّى السبل.