
انتقال الحرب إلى الحدود السودانية الليبية المصرية بدخول مليشيا الدعم السريع المتنردة مسنودة من قوات خليفة حفتر الليبية إلى المثلث الحدودي طرح عدة أسئلة عن التداعيات الاقتصادية و الأمنية و العسكرية و السياسية لانتقال الحرب إلى الحدود السودانية الليبية المصرية و مغزى و توقيت هذه النقلة الخطيرة للحرب.
و يرى محللون سياسيون و اقتصاديون أن انتقال الحرب إلى المثلث الحدودي يهدف إلى جر السودان و مصر و ليبيا إلى حرب إقليمية و الضغط علي الحكومة السودانية بالجلوس للتفاوض بدلاً من الحسم العسكري للمعركة.
و يرى خبراء اقتصاديون أن هنالك تداعيات اقتصادية لاشتعال و انتقال الحرب إلى المثلث الحدودي تتمثل في توقف النشاط التجاري في الحدود، و زيادة عمليات التهريب للسلع و السلاح، و انتعاش تجارة البشر و المخدرات و الجريمة العابرة للحدود.
جر السودان و مصر للحرب معًا
و يرى الصحفي و المحلل السياسي الأستاذ محجوب عروة أن انتقال الحرب إلى الحدود السودانية الليبية المصرية عملية مقصود بها جر مصر والسودان معا للحرب و تهدد الأمن القومي للبلدين.
نسف تجارة الحدود
و أضاف عروة: “أما التداعيات الاقتصادية هي أضعاف، بل نسف لتجارة الحدود مع ليبيا حيث كانت مصدرًا للرزق للمواطنين و تحسين أحوالهم الأمر الذي جعل تجارة السلاح هي البديل للاتجار في السلع و ضرورات الحياة اليومية، و قد يتوقف بذلك سوق ليبيا في أمدرمان الذي يوفر مصدر رزق و سوق عمل ضخم و من ثم تدهور التجارة في أفريقيا رغم أنف الاتحاد الأفريقي.”
منطقة غنية بالمعادن
و في السياق يرى الخبير الاقتصادي دكتور هيثم محمد فتحي أن منطقة المثلث الحدودية لا توجد فيها أي شركات و إنما يعمل بها المعدنين الأهليين. مثلث العوينات هو منطقة إدارية تتبع لوادي حلفا في أقصى شمال البلاد و بها وحدة إدارية تشرف على الخدمات الموجودة في المنطقة.
و أضاف د. هيثم: “المنطقة غنية بالمعادن و تقع بين الثلاث دول بالإضافة إلى أنها منطقة سياحية تمتاز بالطبيعة الجبلية يستهدفها سياح من الدول الثلاث لممارسة سياحة تسلق الجبال، مع وجود بعض الخدمات كالوحدات الصحية و أسواق صغيرة لخدمة المعدنين الموجودين بالمنطقة، بالإضافة إلى وجود نقطة جمركية للسيارات التي كانت تعرف بـ(البوكو حرام).”
المثلث غني بالموارد
و نوه دكتور هيثم إلى أن المثلث غني بالموارد الطبيعية خاصة أن هناك مقترحات سابقة بأن تكون المنطقة منطقة تكاملية بين الثلاث دول.
و مضى د. هيثم إلى القول أن عدم الاستقرار الامني يؤثر على النشاط الاقتصادي بالمنطقة و على أي استثمارات موجودة و على النشاط السياحي الموجود بها، فالمنطقة استراتيجية بالنسبة للدول الثلاث لأنها تمتلك شركات استثمارية تعمل بالمنطقة مما سيؤثر عليها سلباً في حالة عدم الاستقرار الأمني.
التاثير علي التعدين
و أكد د. هيثم أن انسحاب الجيش سوف يؤثر على الاستقرار الأمني و يؤثر على النشاط التعديني بالمنطقة وعلى الشركات المستثمرة في الأنشطة الأخرى في المنطقة.
لكن انسحاب الجيش السوداني من المثلث يهدف الي ترتيب أوضاعه و الاستعداد لحماية المناطق المتاخمة للمثلث.
حجم التجارة
و في السياق أوضح دكتور عمر محجوب الحسين أن حجم التجارة بين ليبيا و السودان ليس كبيرًا، حيث كانت ليبيا تصدر إلى السودان مواد بترولية و سلع مستوردة في حدود ٧٥ إلى ٨٠ مليون دولار، بينما يصدر السودان منتجات زراعية لا تتجاوز ٣٠٠ الف دولار أمريكي و هي في تناقص بمعدل ٨٪ منذ عام ٢٠١٨م.
انتعاش التهريب
و أضاف د. عمر: “هذا التبادل التجاري سوف يتوقف كليا إذا اشتعلت المنطقة الحدودية ويفسح المجال للتهريب. بصورة عامة حيث يوثر الصراع في السودان على المناطق الحدودية، وكان الصراع محفزا للأسواق في المنطقة، حيث اتجه المتمردون إلى بناء شبكات تهريب للسلع الأساسية خاصة عند نقطة الحدود السودانية التشادية الليبية، واشتعال المناطق الحدودية عند نقاط تمركز القوات المسلحة السودانية سوف يزيد من حجم السلع المهربة بالإضافة إلى السلاح والذهب الذى تستقبله أسواق دبى في الإمارات بغض النظر عن مصدره، مما يؤدى إلى اتساع اقتصاد الحرب و تزداد قوته، مما يطيل امد الصراع.”
اقتصاد الحرب
و نوه د. عمر. إلى أن اقتصاد الحرب سوف يمكن جماعات قبلية أخرى من تعظيم قدراتها، و بالتالى سوف تحدث اضطرابات على طول المنطقة باتجاه غرب أفريقيا ويتسع عدم الاستقرار في المنطقة.
من جانب آخر سوف يزيد اشتعال المنطقة من الهجرة غير المشروعة .