تحليل اخباري : مركز الخبراء العرب
حظي الخطاب الذي القاه الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان في القمة العربية الصينية المنعقدة بالعاصمة السعودية الرياض.
بمشاهدة عالية من قبل السودانيين في الداخل والخارج لأسباب تتعلق بكنه الدعوة نفسها .. وهي دعوة رسمية ترسل رسالة في غاية الأهمية للمجتمع الدولي حول ( شرعية) رئيس الدولة نفسه وإمكانية ان يقود دفة الحكم في السودان في المرحلة الحالية وربما في المستقبل وذلك لعدة اسباب اهمها أجندة القمة التي تتحدث عن ( مستقبل) اقتصادي يمكن ان يلعب فيه السودان دروا محوريا على المستوي الأفريقي والعربي وربما العالمي .
ومثل هذه القمم والمشاركة فيها تعد فتحا اقتصاديا كبيرا للدول الأعضاء لما تؤسس لها من شراكات تنموية تخاطب إمكانيات الدول وتبحث آفاق التعاون المشترك .
ويبدو ان رئيس مجلس السيادة قد التقط ” الإشارة ” بصورة سريعة ومضى في خطابه مصوبا تجاه هذه الشراكات الاقتصادية التي تخاطب المستقبل وليس الحاضر .
ومن هنا تبرز الملاحظة الاهم اذا كان من المتوقع ان يعدد رئيس مجلس السيادة بعض عثرات الاقتصاد السوداني في فترة وانعكاسات الحرب نفسها على الأوضاع الاقتصادية تمهيدا لاستعراض البعد السياسي كاي أجندة يمكن ان يشملها خطاب رئيس الدولة المشاركة !!
ولكن جاءت المفارقة التي يمكن ان تكون جديرة بالتامل في خطاب البرهان نفسه وهو خطاب خلا من اي شارة للاوضاع الامنية في السودان بل ان الخطاب تجاوز مرحلة الحرب تماما إلى التفكير في ( ما بعد الحرب) وهو اتجاه لاينحو بعيد عن مسار بدأت تخطته الحكومة يتعلق باعمار مادمرته الحرب ممثلا في التذكير بأهمية قيام مشروعات اقتصادية ترتكز على اساس متين في علاقات الخرطوم وبكين باعتبار ان الصين تعد اكبر شريك اقتصادي للسودان .
الخطاب ركز بصورة عملية على اهمية تطوير استراتيجية الأمن الغذائي العربي باعتبار ان السودان يلعب دورا فاعلا في انفاذ هذه الاستراتيجية بالتزامن مع انفاذ خارطة ” الحزام والطريق” التي طرحتها الحكومة الصينية .
ولعل من أبلغ دلالات وابعاد خطاب رئيس مجلس السيادة الانتقالي لسودان مابعد الحرب هو التذكير ايضا باهمية قيام وانشاء المشروع القاري الذي يربط السودان بالسنغال عبر السكة الحديد حتى وان تم الامر عبر ” رعاية صينية” .