الحرب الإعلامية الحديثة .. روشتة مقاومة اسلحة “التجهيل والشائعات”.. !! (3ــــ3)

تحقيق: (مركز الخبراء العرب)
مناخ الحرب في السودان كما اسلفنا في حلقات سابقة أسهم في وضع “بيئة حاضنة” للشائعات وسط المجتمع عززها الاستخدام المكثف لوسائل التواصل الاجتماعي فنشطت على سبيل المثال وليس الحصر انواع متعددة من الشائعات في مسارات سياسية وأمنية واجتماعية في ظل غياب الحقائق الموضوعية وانحسار مواعينها بوسائل الاعلام المرئي والمقروء والمسموع والالكتروني فاصبح مسار القضية الأكثر تعقيدا هو السير نحو “طريق المعالجات” وتقوية الدفاعات السماعية للمواطن عبر التنبيه المستمر لخطورة الظاهرة بمنابر مختلفة مهتمة بقضايا الراي العام .
فجاءت الإفادات التي قام باستخلاصها ” مركز الخبراء العرب للخدمات الصحفية ودراسات الرأي العام” من المختصين محققة لكافة وجهات النظر المطلوبة تجاه القضية وفاتحة الباب على مصراعيه للقراء والمهتمين للادلاء بدلوهم تعميما للفائدة نحو مجتمع خال من الاكاذيب وقريبا من الحقيقة كما يجب أن تكون
“قوانين النشر”
التدمير الممنهج الذي ينتج من تداول الشائعات يجب مكافحة حواضنه بصورة قانونية يتفق حولها الجميع وهذا الراي يدفع به السفير والخبير الاعلامي العبيد أحمد مروح وذلك التأكيد على أهمية محاربة الشائعات بمختلف الوسائل المتاحة للسلطات، لما لها من آثار قد تكون مدمرة أحياناً، سواء بتوفير المعلومات حول القضايا التي تهم الرأي العام، أو برصد وتفنيد الشائعات أولاً بأول، من خلال تفعيل الإجراءات القانونية، مع الأخذ في الاعتبار أننا بحاجة إلى مراجعة جميع القوانين المتعلقة بالنشر الإلكتروني لتواكب التطور التقني.
ويرى مروح في افادته لـ”مركز الخبراء العرب” ان بيئة ومناخ الشائعات في أوضاع الحرب بدأت تاخذ عدة مسارات وأوجه مختلفة ولكن جميعها يصب في خانة “تجهيل المواطن” وتضليله، وممارسة حرب نفسية عليه سيما وأن الكثير من هذه الشائعات تمضي في اتجاه التقليل من انتصارات القوات بمسارح العمليات.
ونبه السفير مروح إلى الضرورة العاجلة لتبني السلطات لآليات رصد وتحليل دقيق تعمل بقرون استشعار عالية للمتابعة و الالتقاط، لتصحيح أي وقائع وتمليك المعلومات الصحيحة للمواطن أولاً باول .
وأضاف :” الملاحظ أن وسائط التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية – على كثرتها – غير مستخدمة لصالح نشر المعلومة الصحيحة خاصة وأن بعضها يمارس على المواطن تضليلاً ممنهجاً خاصة في القطاع الخدمي، لخدمة أهداف محددة وأجندة واضحة قد تكون غير مرئية حاليا ولكنها لها تأثير مستقبلي”.
“عجز السلطات”
التقاعس غير المبرر من السلطات في مكافحة الشائعة عبر قوانين صارمة تضمن عدم التداول للاخبار المفبركة وجهة نظر يتفق معها العميد “م” دكتور عبد العظيم نور الدين استاذ الاعلام بالجامعات السودانية الذي رسم صورة قاتمة لمالات الأوضاع في ظل مناخ يعزز لانتشار الشائعة، وعزا ذلك لغياب تام لنظرية ” حائط الصد” التي تجابه الأكاذيب بابراز الحقائق.
ودلل في مداخلته لـ” مركز الخبراء العرب ” على اصدق مثال لعجز السلطات او المواعين الإعلامية الرسمية في مكافحة الشائعات ممثلا فيما ماحملته بعض الوسائط من معلومات مضللة حول انتشار وباء الكوليرا بالخرطوم مؤخرا “.
وأضاف نور الدين:” صحيح ان الداء موجود وأن البيئة تساعد في وجوده ولكن تم تضخيمه بارقام مفزعة وعندما تحركت وزارة الصحة ونشرت البيانات الحقيقية لم تقم بعض المواقع الإعلامية بالتصويب المطلوب بل مارست “صمت غريب” !! وهي تعلم ان شائعة الكوليرا أدخلت الرعب في كل من يفكر في العودة الطوعية وهي شائعة من الخطورة بمكان لانها تهزم فكرة تطبيع الحياة بالعاصمة بعد خلوها من المليشيا) .
وأشار د. عبد العظيم الى أدوار متعاظمة قال من المرجح جدا ان تلعبها بعض الوسائط الإعلامية في المستقبل القريب ولكنها للاسف ” ادوار سالبة” تساهم بصورة ملاحظة في عملية “تجهيل المواطن” بمعلومات خاطئة في مختلف المجالات. مشددا على أهمية رفع نسبة الوعي للسودانيين بصفة عامة عبر مااسماه بالتحصين الفكري وعدم الميول لتصديق كل ماينشر او يكتب عبر عدة معالجات اهمها الوازع الاخلاقي وتكثيف منابر الإرشاد مع الاخذ بأهمية اصلاح قوانين ” تردع” من يروجون للشائعات التي أصبحت لها عدة انواع يتم تدريس مكافحتها وكيفية طرق معالجتها عبر المراكز البحثية المتخصصة في قضايا الراي العام
“حقوق الانسان”
اخفاء انتصارات المعارك واستبدالها بافكار تشيع روح الهزيمة في المجتمع اصبح هو الاتجاه السائد الذي تعمل عليه الشائعات على ايامنا هذه في السودان وهي نوع من انواع الدعاية والحرب النفسية التي عبر عنها د. أحمد المفتي القانونى متخصص فى مجالات حقوق الانسان الذي يصنّف الشائعات بانها سلاح غير مشروع و هي المعلومات غير الصحيحة ، التي تبث عن قصد ، وخفية ، في توقيت معلوم ، لتحقيق هدف غير مشروع ، ولا تعترف بها ، الجهة التي بثتها .
ويذكر المفتي في تشخيصه لمناخ الشائعات لـ”مركز الخبراء العرب” الى القول ان اهم المجالات التي ، ينشط فيها بث الشائعات حاليا ، هو سير المعارك ، واصبحت من اخطر اسلحته ، لتحقيق هدفين ، الهدف الاول هو تضليل العدو ، سواء بتقليل او تضخيم العدة والعدد ، حسب الحال ، او اخفاء اوقات الهجوم ، او اماكنه ، ولاشك ان الجميع قد لاحظوا ذلك حاليا ، لدرجة انه يصعب علي المواطن ، معرفة حقيقة ما يدور علي ارض المعارك ، الا بعد تمحيص شديد ، والهدف الثاني الذي تحققه الشائعات ، هو رفع الروح المعنوية لمقاتلي من بث الاشاعة ، او احباط مقاتلي الطرف الثاني ، بتضخيم اعداد شهدائهم ، او تقليل خسائر الطرف الاخر.
ويختم مداخلته قائلا :” في مجال حقوق الانسان ، فان ” الشائعات ” ، قد اصبحت مؤخرا ، انتهاكا لحقوق الانسان ، لان ” الحق في معرفة الحقيقة ” ، قد اصبح حقا من حقوق الانسان ومن الناحية الدينية والاخلاقية ، فان الكذب والذي هو الاساس ، الذي تقوم عليه ” الشائعات ” ، فلا توجد شائعة من دون كذب ، فانها خصلة مزمومة في كافة الشرائع السماوية ، وكريم المعتقدات “.
“سدرة المنتهى”
عبر هذه الخلاصات التي حشد من خلالها “مركز الخبراء العرب” افادات جوهرية من الباحثين والقانونيين واهل الاختصاص لقضية الشائعات في السودان باعتبارها من الحروب الاعلامية التي تتنوع اسلحتها مع تطور التكنلوجيا والاستخدام السالب لوسائط التواصل الاجتماعي تشير العديد من مؤشرات قياس الراي العام المبنية على اسس علمية مؤكدة ان من اهم ملامح التغيير الذي يجب ان تحظى به طرق التفكير في ازمات البلاد هو “تعيير المفاهيم” والسعى خلف المعلومة الحقيقة باعتبار ان ليس كل ماتنشره الوسائط هو صحيح مع أهمية الاخذ في الاعتبار الى ضرورة ارتفاع درجة الوعي في التعاطي مع المعلومات يجب ان يكون مسارا تساعد في السلطات وهو جهد تضامني مع المواطن حتي يبتعد الاخير عن محطة “التجهيل” بوضع الحقائق امامه مجردة من “مساحيق الاجندة” وذلك بالاستناد على حقائق تواكب المتغيرات تطور التكنلوجيا في علم الاتصال والفضاء الاسفيري باعتبار ان المعلومات تفسها اصبحت “كائنات ضوئية” لا تصلح معها سياسة التعتيم وتغبيش الوعي