تأتي أهمية محصول السمسم في الاقتصاد القومي الإستراتيجي كقيمة ذات أهمية بالغة، إذ نجد بعد انفصال جنوب السودان (2011) أصبح السمسم أحد الركائز الرئيسية للصادرات الزراعية، حيث شكّل نحو 30% من الصادرات الزراعية بين 2011‑2021 ، عرف السودان فترة ذروة إنتاج تجاوزت 1.3 مليون طن في 2022، ليحتل المرتبة الأولى عالميًا. حيث تتعدد الأصناف و الأنواع للسمسم، حيث يزرع بالدرجة الأولى السمسم الأبيض، ثم الأبيض/الأحمر، و كذلك المزيج، و هي الأصناف المعترف بها للتصدير و توجد أيضًا أصناف محلية مثل “الحيرحير”، و”Promo”.
و تتمركز مناطق الإنتاج الرئيسية في القضارف، و شمال كردفان، و النيل الأزرق و دارفور، و تمثل حوالي 80% من مساحة الزراعة، حيث تنتج القضارف وحدها 30% من إجمالي الإنتاج العام في السودان، و يعتمد الإنتاج على الزراعة المطرية بنسبة عالية، و يتراوح متوسط الانتاج بين (294–295 كجم) للفدان تقريبًا ،حيث تقدر الإنتاجية و الكميات السنوية من خلال أعلى مستوى إنتاج تاريخي عام 2020 (1.525 مليون طن)، ثم (1.231 مليون طن في 2022) حسب بيانات FAOSTAT التي تؤكد (1.231.701 طن عام 2022)، مع ثبات نسبي عن العام 2021.
# القيمة المضافة الصناعية: من المنتجات زيت السمسم، الطحينة، المعجنات، الحلويات و مواد غذائية أخرى. السمسم السوداني سواء كان خام أو صناعيًا يستخلص بضغط بارد بدون عمليات كيميائية، و كثيرًا ما يستخدم في مدخلات التجميل و الطهي، على الرغم من الإمكانيات الإنتاج غالبًا يتم تصديره خام دون استثمار كافٍ في التصنيع المحلي.
#الأسواق العالمية و تحليل العرض و الطلب: من هذه أهم الأسواق (الصين، تركيا، الهند، مصر، السعودية، سوريا و لبنان)، حيث وصلت صادرات (العام 2022) (356,643 طن) (بقيمة 509 مليون دولار)، (مقابل 293,319 طن) (353 مليون دولار) في العام 2021، بالرغم من زيادة الكميات، القيمة انخفضت في العام 2023 إلى (504 مليون دولار) نتيجة تراجع الأسعار و العرض العالمي.
– عالميًا: الطلب على السمسم يرتفع، مع توقعات بأن يصل حجم التجارة إلى 18 مليار دولار قريبًا.
#تحديات حالية:
– الأمن و النزاع: يؤثر النزاع في ولايات دارفور و كردفان على الإنتاج و التسويق.
– ضعف البنية التحتية: أزمة في النقل و الحاويات و تكاليف الوقود و التقلبات النقدية .
– نقص التمويل و البحث العلمي.
– التكاليف المرتفعة و نقص الإرشاد و العمالة الماهرة.
– التنافس العالمي: جهود الهند وباكستان لزيادة إنتاجها تستنزف حصص السودان.
#خطة تطوير استراتيجية قابلة للتنفيذ:
1. قصيرة المدى (0-1 سنة): ضبط الإنتاج و التسويق إعادة تنظيم الأسواق المحلية (القضارف)، تأمين مقاومة النزاع، دعم الحاويات و تمويل صغير للفلاحين.
2. متوسطة المدى (1-3 سنوات): بناء سلسلة قيمة محلية إنشاء وحدات لتصنيع الزيت و الطحينة، إقامة تعاونيات، تدريب مهني و تنفيذ مشاريع تجريبية للميكنة و الري.
3. طويلة المدى (3-7 سنوات): رفع مستوى تنافسية في الأسواق العالمية اعتماد علامات تجارية و عضوية، تحسين البنية التحتية، جذب استثمارات في صناعات غذائية فائقة التحويل و تطوير إجراءات تصدير إلكترونية متكاملة.
و يمكن أن نخلص القول في نهاية هذا المقال و سلسلة المحاصيل النقدية بأن السمسم السوداني يمثل موردًا إستراتيجيًا ذو قيمة عالية للمزارعين و للاقتصاد الوطني، رغم النزاعات و التحديات، فإن لديه إمكانيات نمو ضخمة عبر الاستثمار في التصنيع، بنية تحتية و تسويق عالمي. بتنفيذ هذه الخطة المرحلية، يمكن تحويل السودان من مصدر مواد خام إلى دولة مصدرة لمنتجات ذات قيمة مضافة تدر عوائد أكبر و تعزز الأمن الغذائي.
(التخطيط السليم يؤدي إلى التنفيذ السليم).
