
بين الجزائر و الإمارات ماصنع الحداد و التوتر بينهما قديم، و لم ينتجه البرنامج التليفزيوني الحوارى لإسكاى نيوز الذي عدته الجزائر استهدافا لمكوناتها الهوياتية، و الجزائر التى كانت لها علاقات نموذجية مع الإمارات ،منذ ميلاد الاتحاد إبان فترة رئيسها بومدين مرورًا بفترة عمل فيها بوتفليقة مستشارًا للشيخ زايد، تعتبر الإمارات الآن لاعباً رئيسياً سالباً، و عدواً مؤازراً لخصومها المغرب و فرنسا و إسرائيل، و مهدداً حيوياً لمناطق اهتمامها و مصالحها فى ليبيا و المغرب العربى والساحل الأفريقي، إذ تدعم أبوظبى خليفة حفتر و تمده بالسلاح خاصة و أن الجزائر ترى أوضاع ليبيا كمهدد جواري لأمنها و استقرارها.
و الإمارات تدعم المغرب كما هو معلوم في قضية الصحراء الغربية الحساسة جدًا لدى الجزائريين، بل إن الإمارات أقدمت على خطوة لم يسبقها عليها أحد إذ افتتحت لها قنصلية في مدينة (العيون) الصحراوية تثبيتاً منها لمغربية الصحراء الشى الذي كلف أبوظبي إخراج الجزائر لموانئ دبى من البلاد و إنهاء استثماراتها فى مجالات التبغ، و قد غاب رئيس الإمارات عن حضور القمة العربية التى استضافتها الجزائر، كما تتهمها بالسعى لإفشال فوزها بعضوية مجلس الأمن و عدم التصويت لها.
و كانت الطامة الكبرى قمة البريكس بجنوب أفريقيا عام ٢٠٢٣ التى كانت الجزائر تتطلع فيها الحصول علي عضوية التجمع، إلا أن القمة التي وافقت على ضم دول كإثيوبيا، و مصر، والسعودية و الأمارات لم تضم الجزائر التى أصيبت بخيبة أمل، و اتهمت الإمارات بقيادة مخطط إقصائها بتنسيق مع فيتو من الهند التى كانت حكومة حزب الشعب الهندوسى اليمينية فيها قد سحبت اعتراف الهند بالبوليساريو عام ٢٠٠٠ ،و تتهم الجزائر أبوظبى بدعم سياسات المغرب بمافيها مساندتها لحركة (ماك) التى تؤيد المغرب دعوتها لحق تقرير مصير منطقة القبائل بكل تبعات ذلك على وحدة الأراضي الجزائرية وتعدها الجزائر صنيعة مغربية، و قد أقدمت على قطع العلاقات الدبلوماسية مع الرباط عقب حرائق و انفجارات الجزائر الشهيرة و تتخذ هذه الحركة التى صنفتها الجزائر إرهابية من باريس مقراً لها و أعلنت منها رئيسها (فرحات مهنى) كرئيس لحكومتها المؤقت.
جدل الهوية يطفو على السطح بين حين و آخر في الجزائر، بين مثبت للمكونات التى أكدها الدستور و بين من ينادى بفينيقية الجزائر.. الجزائر ردت بعنف على مخطط التلاعب بفسيفساء البلاد و إتلاف نسيجها الاجتماعي و وصفت الإمارات بانها “دويلة مصطنعة” و وعدت برد الصاع صاعين.