• أدناه بعض الخواطر، لعلها تفيد كل مصلح :
• الإخلاص و التجرد قيمتان لازمتان، و لا تتعارضان مع الرغبة فى طلب المجد، فقد طلب سيدنا إبراهيم الذكر فى الآخِرين و هو مذكور اليوم الى درجة سعى الأبالسة لإستغلال إسمه عنواناً لدين مختلق، لكن عليك أن تتذكر دائماً و أبداً أن سيدنا إبراهيم لم يسأل الناس ذكراً، و لا سعى لإثبات ملكية فكرية أو حق أدبى، و لا تحدث عن نفسه ، فقط داوم على إتخاذ مواقف عظيمة بدايةً من إنكار فساد العقائد.
لا تتحدث عن مواقفك ، بل دعها تتحدث عنك و لو بعد حين.
أنسب كل فضلٍ الى أهله، و إياك إياك أن تقبل بشكرٍ على ما لم تفعل، بمعنى: لا تسرق جهد غيرك.
لا تخاف دركاً و لا تخشى فوتاً، و إياك و الفظاظة و الغلاظة و عليك باللين و الرفق.
• التقدم المادى الذى نتج عن (قيم إيجابية تحررت من أغلال دين محرف) أغرى التقدميين فعملوا على طمس الدين حتى لا يعود و يعيدهم فى تخلفهم القديم، فكان لزاماً عليهم كُفران كل فضيلة تذكرهم بالدين، بذا نتجت (قيم سالبة بلا قيود) ستقودهم من حيث لا يشعرون الى التخلف الذى كانوا منه يهربون. و بدلاً عن إستيراد (القيم الإيجابية) يصر التقدميون ببلاد المسلمين على إستيراد (القيم السالبة) لمحاربة (دين بلا أغلال) بل دين حامل لقيم تغنى عن الإستيراد و لكنهم يستسهلون محاربته بدلاً عن دراسته.
لا سبيل للنهضة ودوامها إلا بالعمل الصالح ( بغض النظر عن الإعتقاد ) فالرزق متاح للمؤمن وللملحد شرط العمل الصالح
بالتحقيق نجد الإيمان داعماً لعوامل النهوض بإستدامة والإلحاد يسبب التخلف ويديمه ، فلا عقل ولا منطق يقران محاربة الدين الإسلامى الحنيف.
كن مؤمناً عاملاً و داعياً الى ثنائية الإيمان و العمل الصالح لنيل خيرى الدنيا و الآخرة.
• بذات القيم المستوردة ألزمونا بمحاربة القبلية، رغم أن نتاج ذلك عندهم: تفكك الأسر و تحويل الناس الى مجرد أوراق ثبوتية.
لا تكفر بنعمة خلقنا كشعوب و قبائل، تمتع بها و ادعُ لها كأوتاد إجتماعية، و كأداة إدارية تيسر الحصر و الإحاطة و التنفيذ و حارب العصبية و حمية الجاهلية و التفاخر.
يجب إلغاء المناصب التى تعلو منصب (شيخ القرية) ، إذ هى التى تعارض مقتضيات الدولة الحديثة (مصر تقصر دور الإدارة الأهلية فى منصب عمدة – بمقام شيخ القرية عندنا – و شيخ غفر كذراع عسكرى).
• كن كالطبيب: فهو يعالج المرض لا العَرَض، و لا يصف المرض و العلاج بمبادأة من عنده، بل يصفهما بعد كشف و استنطاق المريض و الفحص (إذا أقام ندوات و استنطق أطباء الكون بمعزل عن المريض فلن يجنى سوى أوهام و ظنون).
• كن كالمهندس: فهو يصحح و يتمم الرغبات، ثم يصمم أفضل و أجمل ما يمكن فى حدود القدرة المالية لا تطلق العنان للفرضيات و الخيالات.
• كن فخوراً بالعمارة السودانية، فقد أحسن الأجداد التصميم الهندسى الجميل، و اختيار مواد البناء المتوفرة و المناسبة لمناخ كل إقليم فى حالى الاستقرار و الترحال، و المحققة لوظيفة المبنى…علينا أن نضع بصمتنا بإضافة نظام صرف مناسب، و زيادة فاعلية مواد البناء بدهانات و (ايبوكسيات) عازلة للماء و مانعة للحريق.
• كن فخوراً بنظام الغذاء السودانى الأطيب و الأوفر و الأليق بمناخ كل إقليم و الأنسب لكل مجتمع…لا تستبدل الذى هو أدنى بالذى هو خير.
• المرحوم مرسى كان يظن نفسه (أردوغان مصر) و ثبت أنه (مندريس) فلا تبدأ من حيث إنتهى الآخرون، و لا تحرق المراحل، و لا بأس من تقليل زمن و تكلفة كل مرحلة بتدبر و هضم تجارب و معارف الآخرين، بحيث نصل إلى ما وصلوا اليه أسرع و بأقل تكلفة مع التمتع بقدرة و إمكان التغلب و السبق.
• ما لا يُدرك جله، لا يُترك كله، قد نواكب العصر إدارياً و خدمياً، و لكن لماذا نستورد كل حاجاتنا و ما نملكه أكثر مما كان يملكه هتلر؟ لماذا لا نصنع خطوط إنتاج لإنتاج كل حاجاتنا؟ لماذا لا نصنع ناقلات و سيارات و لو بسرعة (20 ك/س) ؟ لماذا لا نصنع خطوط سكك حديدنا الخاص و لو سار بالبخار؟ لماذا لا نعبّد طرقنا بتثبيتها بالجير و بعض المواد العضوية؟ لماذا نزيد من تكاليف الزراعة بالترويج لاستخدام (محاور الرى) بينما هى مجرد طريقة من طرق الرى ميزتها تقليل كمية مياه الرى!! ما عيب الرى بالغمر خاصة إذا توفر نفس الإشراف و العناية التى تتمتع بها الزراعة بالمحاور؟ و إذا تم تبطين الجداول (أو بدلت بمواسير بلاستيك) ؟ لماذا لا نتمتع فى مدننا و قُرانا بالرفاهية التى تمتع بها الأمريكان قبل مائة سنة؟!
• الإصلاح الشامل المتزامن هو الأجدى، و استنهاض الأمة ضرورة، إذ حتى فى حياة الرسل كان على المؤمنين أن يساهموا على الأقل بتغيير ما بأنفسهم.
• تحية و تقدير لكل من سعى و يسعى لإنقاذ السودان و رفعه إلى مقامٍ محمود يليق بأهله و بثرواته المبهرة (تنوعاً وكماً ونوعاً )