الصحيفة الإلكترونيةمقالات الرأي
أ/ احمد الزبير محجوب يكتب: 1 + 1 النصر على طغاة العصر
- نسعى جميعاً للاتصاف بالطيبة ، لكن إياك أن تنال شهادة من مصرى بصيغة: “ده أنت راقل طيب!!” أو من سودانى بصيغة: “إنت زول متفائل!!”
- بما أنى طيب ومتفائل ، دعنى أحسب لك الحيثيات حتى أبعد عن نفسى تهمتى السذاجة والغفلة ..
- أولاً: الإيمانيات
يقينى أن مع العسر يسرا ، يقينٌ وقر فى صدرى أسعى دائماً أن يصدقه عملى وقولى ، فلا يقنط من رحمة الله إلا الكافرون ، وبالتدبر والاعتبار بكتاب الله الكريم ، أجد أن الله قد نصر قوم موسى عليه السلام رغم ضعفهم ، ورغم كونهم فى حال هروب لا فى حال مواجهة ، فقد كانوا بلا أسلحة وبلا نية قتالٍ أو مقاومة !! والأهم أنه لم ينصرهم لشدة إيمانهم ( فقد أرادوا تأليه صنمٍ بمجرد عبور البحر وجثة فرعون تبث عظة بليغة ) بل نصرهم لطغيان فرعون ، فأى الفريقين : إستخف قومه ، وقتل وإغتصب وسرق وإحتل ؟ حدد الطاغية ولن تجد لسنة الله تبديلاً .. - ثانياً: تاريخ الحرب
بدأت الحرب والمليشيا بكامل قواها، وأعلن قادتها بكل ثقة بسط سيطرتهم وقرب إعتقال القادة الهاربين ، بعد يومين فقط تم الإعلان بكل غضبٍ وغيظ أن البرهان المجرم قتل أكثر من أربعة الف مليشى فى ساعةٍ واحدة وتوعده بالإعتقال والمحاكمة، فى اليوم الثالث تم الإعلان أن قائد المليشيا يتوعد من (تحت شجرة) ثم استخف حميدتى قومه فأطاعوه وهلكوا، فتولّت إمارة أبوظبى إدارة الحرب ( تعظيم سلام للجنرال ياسر العطا على تحديده الدقيق للعدو إذ أن بقية الإمارات مغلوبة على أمرها)، فأرسلت أرتالاً من المرتزقة بكامل أسلحتهم وبفريق إداريّ محترف من (فاغنر)، وبمعينات تقنية ذكية وتواطؤ دولى ومنظماتى ومن عجب أن الذى صرخ هو عبد الرحيم : بتحاربنا ليه يا برهان؟!
وكلّما هلكت أمة على أسوار عرائن الأسود لعنت أختها، ثم بعد هذا من أراد أن يصدق أن الجيش لا يحارب! وأنه يدافع عن مواقعه فقط، وأنه بدون مشاة، و به خونة فى طيرانه بل وفى كابينة قيادته…إلخ فهو حُر لكنه (بليد) بالتأكيد إن لم يكن به غرض أو مرض. - ثالثاً حاضر الحرب :
تقلصت الحرب فى ولاية الخرطوم الى تحدى أمنى مع خطورة بعض المناوشات والتدوينات الدعائية ..
إنسحب الجيش من ولايات دارفور فتسلطت المليشيا ولكن أيامها معدودة ( بدليل إعلان الحواضن المفترضة دعمها لقوات الشعب المسلحة ) فكان لزاماً عليها غزو الفاشر إستعداداً لمغادرة الولايات الأخرى ..
إنسحب الجيش من ولاية الجزيرة ، ثم عاد محاصراً لها بطوق حديدى ، وهجوم المليشيا على قرى المدنيين لسلبهم بعد بث الخوف والفوضى لهو دليلٌ على اليأس والعجز والجزع بما يؤدى لفشلهم وقرب زوالهم بإذن الله ، فقد كان الأولى بهم أن يجعلوا الولاية مثالاً لما أقاموا الحرب من أجله : ترسيخ الديمقراطية !!
بمقارنة اليوم بالأسبوع الأول للحرب لا شك أن التناوش من مكان بعيد ( بالمسيرات والهاونات ) بجنود مرتزقة أجانب ، دليل إنهزام لا نصر ..
وإن كنت لا أجزم بسبب ما نظنه تأخيراً من الجيش ، فانى سعدت مراراً وتكراراً بفك أسرى ومعتقلين أبرياء من سجون المليشيا بالمئات ، فكم من دروع بشرية تم إنقاذهم بصبر وتضحية وتجرد ..
رغم حزنى الشديد على ضحايا قرى الجزيرة المسالمين فلن الوم سوى المليشيا وابوظبى ، اما جيشنا فله منى الدعوات الطيبات أن يهبه الله النصر على طغاة العصر ..