مسارات … التغير المناخي و تأثيره علي الاستدامة البيئية .. بقلم/ د.نجلاء حسين المكابرابي

(1)
السودان كغيره من الدول العالمية تأثر بالتغير المناخي الذي يؤثر على النظم البيئية، و الموارد الطبيعية، و التنوع البيولوجي و الزراعة، حيث يتوقع أن يصل تأثيره إلى تدني إنتاج الغذاء، و تدهور جودة المحاصيل و زيادة في الأمراض النباتية. على سبيل المثال، في ولاية القضارف، تناقص إنتاج الذرة بمعدل 25% بين 1981-2008.
و يؤثر على توفر المياه في السودان، حيث يتوقع أن يزيد من تدهور جودة المياه و زيادة في الأمراض المنقولة بالمياه، مثل الكوليرا.
و أيضًا على الصحة العامة في السودان، حيث يتوقع أن يزيد من انتشار الأمراض المنقولة بالمياه و الهواء، مثل حمى الضنك و الملاريا في المناطق المتأثرة بالحرب و المناطق التي تكثر فيها الأمراض.
و يؤثر أيضًا على النظم البيئية حيث يتوقع أن يزيد من تدهور الغطاء النباتي و زيادة في التصحر.
و تأثير التغير المناخي على المناطق المختلفة في السودان
نذكر علي سبيل المثال:
إقليم دارفور: يتوقع أن يزيد التغير المناخي من تدهور الإنتاج الزراعي و الحيواني في إقليم دارفور، حيث شهد شمال دارفور أكثر الأعوام جفافاً منذ عام 1972.
و ولاية البحر الأحمر: يتوقع أن يزيد التغير المناخي من ارتفاع مستوى سطح البحر وتدهور التنوع البيولوجي البحري في ولاية البحر الأحمر.
ولاية القضارف: يتوقع أن يزيد من تدهور إنتاج المحاصيل في ولاية القضارف، حيث تناقص إنتاج الذرة بمعدل 25% بين 1981-2008.
وهنالك الكثير من التداعيات الاقتصادية والاجتماعية مثل تدني الناتج المحلي الإجمالي: يتوقع أن يصل تأثير التغير المناخي إلى تدني الناتج المحلي الإجمالي للسودان بمعدل 20% بحلول عام 2050 و64% بحلول عام 2100.
و زيادة في الفقر و الهجرة: يتوقع أن يزيد التغير المناخي من الفقر و الهجرة في السودان، حيث يزيد من تدهور الأوضاع الاقتصادية و الاجتماعية.
(2)
و الاستدامة البيئية تعني الحفاظ على البيئة و الموارد الطبيعية لضمان استمراريتها للأجيال القادمة. و هي تعني استخدام الموارد الطبيعية بطريقة مستدامة و مسؤولة، و ضمان الحفاظ على البيئة و التنوع البيولوجي.
و تأتي أهمية الاستدامة البيئية من خلال:
أولًا: تخصيص السيد رئيس مجلس الوزراء د.كامل إدريس وزارة خاصة بالبيئة و الاستدامة.
ثانيًا: الاستدامة البيئية تعزز الحفاظ على الموارد الطبيعية، و تحمي البيئة من التلوث و التدهور و تضمن استمرارية النظم البيئية.
و لها العديد من المجالات أهمها الحفاظ على الموارد الطبيعية مثل المياه و التربة و الغابات و ضمان استخدامها بطريقة مستدامة.
و تقليل التلوث في الهواء و الماء و التربة من خلال تطبيق تقنيات و ممارسات صديقة للبيئة.
و تعزيز الاستخدام المستدام للموارد الطبيعية من خلال تطبيق ممارسات زراعية و اقتصادية مستدامة.
و من فوائد الاستدامة البيئية أولًا: الحفاظ على البيئة و التنوع البيولوجي، وتضمن استمرارية النظم البيئية.
و تعزيز الصحة العامة من خلال تقليل التلوث، و تحسين جودة الهواء و الماء و تعزيز التنمية الاقتصادية من خلال توفير فرص عمل و تحفيز الابتكار في مجال البيئة.
و أهم تحديات الاستدامة البيئية هي:
نقص الوعي: قد يكون هناك نقص في الوعي بأهمية الاستدامة البيئية مما يمكن أن يؤدي إلى عدم المشاركة في الجهود الرامية إلى الحفاظ على البيئة.
والضغوط الاقتصادية، حيث يمكن أن تكون التكاليف المرتبطة بالاستدامة البيئية مرتفعة.
و التغير المناخي الذي يمكن أن يؤثر على الاستدامة البيئية من خلال التغيرات في درجات الحرارة و الأمطار و الظواهر الجوية المتطرفة.
و من الأهمية بمكان الوقوف علي الخطوات المستقبلية مثل:
تعزيز الوعي: تعزيز الوعي بأهمية الاستدامة البيئية يمكن أن يساهم في تحفيز المشاركة في الجهود الرامية إلى الحفاظ على البيئة.
و تعزيز التعاون الدولي الذي يمكن أن يساهم في توفير الدعم المالي والفني اللازم لتنفيذ مشاريع الاستدامة البيئية.
و تعزيز الاستثمار في التكنولوجيا الخضراء يمكن أن يساهم في تقليل التلوث وتعزيز الاستخدام المستدام للموارد و تعزيز السياسات والتشريعات البيئية التي يمكن أن تساهم في ضمان الحفاظ على البيئة و التنوع البيولوجي.
و أخيرًا، هي محاولة للوقوف علي أهمية الوزارة المستحدثة من خلال ما ذكرنا لتعمل جاهدة علي معالجة الآثار السالبة و تحويلها إلى فرص إيجابية داعمة للبيئة و محققة للاستدامة.
دمتم بألف خير.