مسارات … التنافس الأمريكي- الروسي على العالم العربي .. بقلم/ د.نجلاء حسين المكابرابي

هي محاولات تحليلية لقراءة التوجهات الروسية – الأمريكية الكبيرة نحو الدول العربية و الأفريقية في هذا التوقيت من العام 2025م، و أصعب التحديات الماثلة لهذه الدول، و ليأتِ الحديث أولًا عن الزيارة الشرق أوسطية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسعودية، و قطر و الإمارات، و رفع الحظر عن سوريا التي بموجبه أعلنت واشنطون عن إبرام عدة صفقات إستراتيجية من بينها إبرام التزام سعودي باستثمار 600 مليار دولار في الولايات المتحدة، و مبيعات أسلحة بقيمة 142 مليار دولار للمملكة فضلاً عن شراكة في مجال الذكاء الاصطناعي مع الامارات.
و يأتي إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عن استضافة روسيا لأول قمة روسية-عربية في 15 تشرين الأول/أكتوبر المقبل، داعياً جميع قادة الدول الأعضاء في الجامعة العربية، بالإضافة إلى أمينها العام، للمشاركة في هذه القمة التاريخية، من أجل تعزيز التعاون و البحث في إيجاد سبل لتحقيق السلام والأمن و الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط و شمال أفريقيا.
و أعرب بوتين في برقية تهنئة بمناسبة افتتاح القمة العربية الرابعة و الثلاثين في بغداد، عن ثقته بأن القمة الروسية-العربية ستسهم في تعزيز التعاون المتعدد الأوجه بين روسيا و الدول العربية، فضلاً عن إيجاد سبل لتحقيق السلام و الأمن و الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط و شمال أفريقيا.
و نقلت وكالة “إنترفاكس” عن بوتين قوله: “أنا واثق من أن هذا الاجتماع سيسهم في تعزيز التعاون متعدد المجالات بين بلداننا، و سيساعد في إيجاد حلول تضمن السلام والاستقرار في المنطقة”. كما أشار بوتين إلى أن تصاعد النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي أدى إلى تفاقم التوترات في الشرق الأوسط، ما يضع مسؤولية إضافية على جامعة الدول العربية بوصفها منصة للحوار و التنسيق بين الدول الأعضاء، موضحاً أن توقيت القمة يأتي في ظل تصاعد النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي، ما يزيد من أهمية دور جامعة الدول العربية كآلية فعالة للحوار و التعاون الإقليمي.
و أوضح بوتين أن موسكو تدعم الجهود السياسية و الدبلوماسية التي تبذلها الدول العربية لتسوية النزاعات الإقليمية، سواء ضمن إطار الجامعة العربية أو في صيغ أخرى. و أكد على ضرورة حل جميع القضايا الخلافية وفقاً للقانون الدولي، مع الاحترام الكامل لسيادة الدول و سلامتها الإقليمية.
تتمحور أجندة القمة الروسية-العربية حول قضايا التعاون الاقتصادي و تعزيز الاستثمار المشترك، مع التركيز على مجالات الطاقة و النفط و الغاز و البنية التحتية. كما تسعى القمة إلى مناقشة الأزمات الإقليمية المستمرة في سوريا، و ليبيا و اليمن، و دور روسيا في دعم الاستقرار الإقليمي و تنسيق الجهود الأمنية.
و في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، يُتوقع أن تتناول القمة سبل دعم الحقوق الفلسطينية و توحيد المواقف العربية في مواجهة التطورات الدولية و الإقليمية. كما ستستعرض القمة فرص التعاون في مجالات التكنولوجيا الحديثة و الطاقة النظيفة بما يشمل استثمارات محتملة في المشاريع المستدامة و التقنيات المتقدمة.
و ما بين هذا و ذاك يأتي السؤال الهام و المحوري: هل هذا التوجه يعني إعادة التوازن في المنطقة العربية؟ أم هو بسط النفوذ على الوطن العربي؟؟
و هل تضع القمة الروسية – العربية أزمة السودان في أولى أجندتها التي أهملتها الولايات المتحدة الأمريكية في زيارتها الشرق أوسطية؟؟
ما يهمنا في هذه القمة أن تطرح القضايا الإقليمية و السياسية للسودان علي طاولة النقاش، و تعزز الوجود الجيوسياسي لروسيا و وجودها في المنطقة العربية الذي حتماً سيؤثر إيجابياً علي علاقات السودان الدولية.
و أبرز الموضوعات المتوقعة هي تعزيز التبادل التجاري و زيادة حجم الاستثمارات بين روسيا و الدول العربية الذي بلغ 18 مليار دولار في2021م و من المتوقع أن يزداد بعد القمة.
و يجب على السودان أن يكون مستعداً بوضع أولويات الملفات الهامة و الخاصة بالأمن و الدفاع، و الاستثمار، و التجارة و تعزيز التعاون بينه و روسيا.
دمتم بألف خير🌹