مقالات الرأي
أخر الأخبار

مسارات … المشروع الوطني لإصلاح و إعمار النسيج الاجتماعي .. بقلم/ د.نجلاء حسين المكابرابي

يُعد الإصلاح و الرؤية الوطنية مفهومين متكاملين و حيويين لتقدم أي أمة و ازدهارها. فالإصلاح هو عملية التغيير و التحسين التي تهدف إلى معالجة أوجه القصور و التحديات القائمة في مختلف القطاعات، بينما توفر الرؤية الوطنية الإطار العام و الاتجاه المستقبلي الذي يوجه هذه الجهود الإصلاحية.
مفهوم الإصلاح يشير إلى مجموعة من التغييرات المخطط لها و المقصودة التي تهدف إلى تحسين الأوضاع القائمة، سواء كانت سياسية، أو اقتصادية، أو اجتماعية أو ثقافية.

قصدنا من هذه التوطئة أن نشير إلى أهمية الإصلاح المجتمعي السوداني لا سيما بعد أصعب التحديات للسودان و هي حرب الكرامة أبريل ٢٠٢٣م، و التي زعزعت كل مكونات المجتمع السوداني بالنزوح و اللجوء و الهروب من الموت و البحث عن طوق النجاة، و القتل، و السحل، والاعتقال، و الاختطاف، و الأسر، و الاغتصاب و السرقة، و كل ذلك تصدي له الجيش السوداني، و القوات النظامية، و المستنفرين، و (البراؤون) و المقاومة الشعبية ببسالة و إقدام، و شجاعة واقتدار، و عقيدة عسكرية قومية صحيحة أدهشت العالم، و هزمت العدو الغاشم و هو الدعم السريع و المرتزقة و أعوانهم.
والآن البلاد تتأهب للإعمار و البناء و الإصلاح، و جاءت المبادرة الكبرى لهيئة علماء السودان و منتدى نهضة السودان و مركز بناء الأمة في زمانها و ميقاتها، و هي المشروع الوطني لإصلاح و إعمار النسيج الاجتماعي برعاية كريمة من النائب الاول لرئيس مجلس السيادة ،السيد مالك عقار إير، و يستمر العمل به زهاء الثلاثة أعوام.

و يعد المشروع الأول في السودان بعد الحرب
من خلال رؤيته و هي بناء نسيج اجتماعي متماسك و متسامح في السودان، قائم علي العدل و المصالحة المجتمعية، و يركز بشكل أساسي على الوحدة الوطنية و التنمية الشاملة، و تصميمه لهدف محوري و هو إصلاح المجتمع، و مكافحة خطاب الكراهية، و تعزيز قيم التسامح و التعايش السلمي و إشراكه في التنفيذ لعدد ألف عالم و عالمة في مجال العلوم الشرعية و الإنسانية و المجتمعية.

و يتطلب ذلك المشروع جهودًا شاملة و متعددة الأوجه عبر الجهات الرسمية و الحكومية، و منظمات المجتمع المدني، و تشجيع المبادرات الطوعية و التعاون بين مختلف مكونات المجتمع السوداني

ويعد المشروع من اهم المشروعات في المعالجة والاعمار عبر اماناته المتخصصة وبرامجه المستهدفه وعلي راسها الاعلام الذي يعتبر هو اقوي مرتكزات الإعمار من خلال التوعية و الإرشاد، و تمكين البرامج الإعلامية، و إطلاق الحملات الوطنية علي رأسها حملة (السودان يسامح ليُبنى)، و مواجهة خطاب الكراهية و العنصرية و القبلية النتنة التي أضعفت من كيان الدولة السودانية.
و ركز المشروع على الفئات المجتمعية ذات الخصوصية و هي الشباب و المرأة و ذوي الاحتياجات الخاصة.

و لعله مشروع هام يستحق من الشعب والحكومة أن تضعه في أولويات الاهتمام و السند، و الوقوف على تحقيقه علي أرض الواقع، و الوصول إلى مجتمع معافى و سليم نفسيًا، ومعنويًا و قويًا بقيمه و مبادئه.

🇸🇩دمتم ذخرًا للوطن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى