بقلم : د.نجلاء حسين المكابرابي
رحلة يحبها الكثيرون ممن يهيؤون الترحال في طرق الرحيل الدنيوي إلي مدن تتعتق أرواحها بالجمال، و تتألق بالطبيعة، و تغني للأرض اليباس خضرة و اخضرار و ينشد المغني:
حلاة بلدي و حلاة ناسا
و حلاة الطيبة و الطيبيين
و تخط المبدعة (إيثار) بريشتها الجميلة ملامح إنسان سوداني أصيل، يرتدي (السديري) و (العراقي) و (القوقنابي) و الطاقية المزركشة بالألوان (التفني و البِنك و الفوشي)، و المركوب النمري و نظرات التحدي في طريق المليون ميل التي انتقصها دينق ولوال وجوزيف لأنهم يحملون حلم وطنهم الجنوب سوداني بعلم يرفرف يحمل ذات الحب لشمال السودان وكلهم حنين للتواصل و شوق.
و فاشر السلطان تنتصر ليس في حرب الجنجويد الأفاعي و لكن في حرب الأخلاق و القيم و البطولة و الاستبسال، و من هناك علي ضفة النيل يغني المبدع (خالد شقوري) و يبشر بالنصر ويقول:
أبشر يا الحسين
بي ضي بلدنا الشارق
و الفاشر .. فشر
لو قال يدنسو سارق
أولادنا التلوب
مافيهم البيدارق
و قبال الرجال
سور الميارم كارق
و لا غرابة حينما تستفيق نهر النيل علي أصوات تكبير مستنفريها و مستنفراتها و جيشها الباسل، و تتأهب للقتال، و تتوعد و تنشد:
كيف بالله
بتخشوها نهر النيل
ما شفنالنه نملة
بهددوبه الفيل
قول لي الداير يهز
قواتنا هز توتيل
يمين تتبلوا زي
بلة أم سجيل
و هي بعض من إرهاصات الخريف الناجع في سماء السودان الملبد بالغيوم و الرعد في زمن الجبهة، واخضرار المكان، و إعلان موسم النصر في بيوتات البلاد المغتصبة، لتعود في فرح تغني له (الحكّامات) و الشاعرات و المغنيات اللاتي يفخرن بالفرسان من بطانة البلاد الحبيبة والنيلين والرهد والهشابة والنخيل، و مع الفارس (الجياشي) نوثق العهد و الوعد في سنبلة الجزيرة الخضراء، و دارفور، و أمدرمان، و سنار و سنجة و غداً نعود لأحضان الخرطوم الصمود من جديد.
دمتم