منشورات د. أحمد المفتي رقم 5570 .. تابع سد النهضة (1119) : في الوقت الذي ينشغل فيه كل العالم بعدوان إسرائيل علي إيران ترامب يعترف بتمويل أمريكا لسد النهضة

١. لا يعلم المتابعون لسد النهضة أن امريكا قد مولته إلا من اعتراف ترامب بذلك مؤخرًا.
٢. و لقد اعترف الرئيس الأمريكي بالأمس ، و في زحمة أحداث العدوان الإسرائيلي علي إيران ، بتمويل أمريكا لسد النهضة ، من دون أي تفاصيل ، أو توضيح ما اذا كان التمويل كليا أو جزئيا ، و ما إذا كان التمويل من الحكومة الأمريكية مباشرة أو من احد الجهات التي تأتمر بأمرها.
٣. و لو كان من قام بالتمويل أي جهة لا علاقة مباشرة لها ، بالمفاوضات بين السودان و مصر و إثيوبيا لما شكل ذلك الاعتراف أهمية تذكر.
٤. و لكن كانت أمريكا من الجهات المعنية و المتابعة عن قرب لتلك المفاوضات.
٥. وعلي وجه التحديد ، فان امريكا هي التي دعت الدول الثلاثة الي واشنطن ، عندما تعثرت المفاوضات بينهم ، بل وتدخلت الي درجة ، انها قد اعدت مسودة للاتفاقية ، وافقت عليها مصر ، واعترضت عليها اثيوبيا .
٦. اضافة الي ذلك فان امريكا قد عينت مبعوثا لها لامور سد النهضة .
٧. وطوال ذلك التواصل اللصيق ، مع الدول الثلاثة ، في مفاوضات سد النهضة ، الا ان امريكا لم تفصح ابدا عن تمويلها لسد النهضة ، مما يرجح انها قد اعترفت بذلك ، في هذا التوقيت بالذات ، لتحقيق اهداف خاصة بها ، وليس لمصلحة اي من الدول المشاطئة الثلاثة .
٨. ومن المعلوم ان الاعتراف ، بذلك التمويل ، منذ البداية ، كان سوف يجعل امريكا ، غيرمؤهلة لان تلعب دور الوسيط ، في مفاوضات سد النهضة ، لذلك فاننا نرجح وجود هدف اخر .
٩. وفي تقديرنا ، ان ذلك الهدف الاخر ، هو كسب ود مصر ، لانه يوجد حليا تباين في وجهات النظر بينهما ، فيما يتعلق بترحيل الفلسطينين الي سيناء ، اضافة الي تخوف اسرائيل ، من وجود الجيش المصري في سيناء ، بخلاف ما تنص عليه الاتفاقيات .
١٠. وما يرجح ذلك الاعتقاد ، هو ان اعتراف ترامب بالتمويل ، قد جاء بلغة الندم علي ذلك التمويل ، والاعتراف بانه يمكن اثيوبيا من احتجاز مياه النيل ، مما يضر بمصر ، كانما اكتشفت امريكا تلك الحقيقة بالامس .