وجه الحقيقة… بين البشير والهادي بشرى، تظل وطنية وعظمة الجيش .. بقلم/ إبراهيم شقلاوي
انتشر بالأمس في السودان مقطع فيديو يظهر الفريق بحري مهندس مستشار إبراهيم جابر،عضو مجلس السيادة، و هو يؤدي التحية لأحد المستقبلين خلال افتتاح مطار دنقلا في الولاية الشمالية بعد إعادة تأهيله، مما أثار العديد من التساؤلات و التكهُّنات بين جمهور الوسائط الإجتماعية، ذهب البعض إلى أنه المشير عمر البشير، رئيس البلاد السابق والقائد العام للقوات المسلحة السودانية، و أخذوا يؤوّلُون الحدث و يعطونه بُعداً جديداً في إشارة لتأكيد عودة النظام السابق التي ظل يرددها البعض لتبرير خيانته للبلاد بغرض المزايدة على الجيش و خدمة أجندة بعض القوى السياسية.
ليتضح لاحقاً أنه الفريق (الهادي بشرى)، والي الشمالية السابق و رئيس جهاز الأمن و المخابرات إبان حكم (الصادق المهدي). ومع ذلك، أعتقد أن الأمر لا يتعلق بالشخص بقدر ما يتعلق بأهمية احترام التراتبية و الأقدمية في الجيش. قام الفريق إبراهيم جابر بإظهار احترامه العميق للفريق (الهادي بشرى) بأداء التحية له و هو ما يعكس التقدير و الاحترام العسكري بين أفراد القوات المسلحة السودانية.
و قد أشار جابر ،عبر منصة المحقق الإلكترونية، إلى أهمية احترام الأقدم وا لأكبر في القوات المسلحة، حيث يُعتبر ذلك تقليداً عسكرياً راسخاً و متوارثاً يجب الحفاظ عليه. و أوضح: “حتى الرئيس البرهان يقول للأقدم ‘سيادتك’. و أكد أن هذا أدب عسكري واحترام للأكبر والأقدم. لذلك، يجب أن ندرك أن الاحترام المتبادل بين القادة والجنود أساسي لتعزيز الانضباط العسكري والروح الجماعية داخل الجيش. بما أن الفريق الهادي بشرى كان قائدًا محترمًا وموثوقًا به، كان احترامه واجبًا، ولا أرى ما يثير حفيظة الناس في ذلك.
لا أرى ما يعيب في أن يكون الرجل هو الرئيس السابق المشير (عمر حسن البشير)، رئيس الجمهورية و القائد العام للجيش، حتى تصمت الحناجر و يكف الناس عن المزايدة البائسة. فلا أرى في ذلك ما يزعج سواء كان البشير أو غيره. قريباً سيأتي اليوم الذي يرى الناس فيه الجيش يحيي البشير، ليس لأنه يمثل عودة للنظام السابق بل لأنه أحد الجنود الأوفياء لهذا البلد و لهذا الجيش. الرجل كما نعلم هو قائد النهضة العسكرية الحديثة للجيش أعاد ترتيب القوات المسلحة السودانية و ساهم في توطين الصناعات العسكرية و الدفاعية.
تلك النهضة جعلت الجيش يصمد بشكل أسطوري في معركة الكرامة التي يخوضها الأن الجيش و الشعب السوداني بكل عزة و كبرياء، حيث ظل الجيش يقاتل وحده دون دعم إلا لبعض الاحتياجات المحدودة. لذا، يجب أن ندرك أن أداء التحية له يعكس ولاء الجندي للقيادة و الانضباط العسكري و الوفاء للقادة الوطنيين.
عليه، فإن وجه الحقيقة يبدو واضحاً في هذا المشهد الذي يعبر عن وطنية و انضباط الجيش و عظمته و وفائه لقياداته. يجب على الجميع أن يدركوا أن الاحترام و التقدير المتبادل هما عنصران أساسيان في بناء جيش قوي و منظم يعمل على تحقيق الأمن و الاستقرار في البلاد.
إن الالتزام بالتقاليد العسكرية و احترام التراتبية يعكس الجدارة و الاحترافية العسكرية التي يتمتع بها الجيش السوداني و كل فرد ينتمي إليه. علينا جميعاً تقدير الجهود و التضحيات التي يقدمها أفراد القوات المسلحة السودانية في سبيل حماية البلاد و الشعب، و تعزيز الروح العسكرية و الاحترام المتبادل، مما يساهم في بناء جيش منظم و فعال يعمل على استعادة الأمن و تحقيق السلام و الاستقرار و حفظ كيان الدولة السودانية من الانهيار.
دمتم بخير وعافية.
الخميس، 7 نوفمبر 2024م. Shglawi55@gmail.com