الصحيفة الإلكترونية
أخر الأخبار

وجه الحقيقة عائلتي تحت تأثير خطاب الإنصرافي !؟ … بقلم/ إبراهيم شقلاوي

لا شك أن وسائل الإعلام الصحف أو الفضائيات أو الإذاعات أو وسائل التواصل الاجتماعي لها دور بارز في تشكيل الرأي العام خاصة خلال الحروب و الصراعات الدولية، فهي ليست فقط وسيلة لنقل الأحداث بل أداة بارزة في إدارة الحرب و رفع مستوى الوعي بالمهددات و المخاطر، بالأمس جلسنا كعائلة لنتحدث عن مجريات الأحوال اليومية في بلادنا عن ضرورة إعلان حكومة حرب لمواجهة تحديات المرحلة و إيقاف ظاهرة الابتزاز السياسي التي يمارسها بعض قيادة الأحزاب السياسية على الجيش.

تفاجأت بتعليق أبنائي الذين وصفوا حديثي بأنه يشبه حديث (الإنصرافي)، الذي أصبح مثلهم الأعلى و مؤسستهم في تصدير القناعات. كنت قد سمعت الكثير عن هذا الشاب السوداني المسمى ب(الإنصرافي) الذي يظهر عبر بث مباشر في فيس بوك. الرجل ترك بصمته في فترة التغيير بعد سقوط حكم البشير في العام (2019م) و التي أعقبتها حالة من الفوضى في البلاد إلى أن اشتعلت الحرب.

لم أكن أدري أن تأثيره سيصل إلى أذهان أولادي و يصبح ملهماً و يثير تساؤلاتهم بخصوص موقفي من قضية الحرب و دعم القوات المسلحة السودانية، ذلك بحكم أنني أدرس الطلاب في الجامعة أهمية الحفاظ على دور الجيش كضامن لوحدة البلاد بعيداً عن الصراعات السياسية لأني أؤمن بأن الجيش الوطني يجب أن يكون بمنأى عن الصراع السياسي بوصفه الضامن لوحدة كيان الدولة و ممسك لنسيجها الإجتماعي لذلك يجب أن يكون خارج الصراعات الداخلية بين الأحزاب التي من شأنها تقويض استقرار البلاد و الدفع بها نحو الخيارات الصفرية، لكن تعليق أبنائي جعلني أشعر بالقلق من أن يكون هذا المفهوم قديماً أو لا يتناسب مع توجهات الشباب الحديثة.

لذلك قررت أن أستمع إلى بعض أحاديث (الإنصرافي) هذا، و أحاول رصد تأثيره على الرأي العام، فعلت ذلك بتدبُّر و انتباه، سرعان ما اكتشفت أن الرجل يمتلك منهجية مميزة في التأثير و صناعة الرأي العام بصورة ذكية يعتمد فيها على كاريزما الصوت و ربما المشاعر التي يحملها الجمهور تجاه أهمية استعادة الأمن و السلام لذلك بدا بارعاً في إدارة المعركة في جانبها الإعلامي.

ظل يتميز بقدرته على كشف مخططات التمرد و داعميه في حكم البلاد دون تفويض انتخابي، بجانب زيادة وعي الناس بالقضايا الوطنية و أهمية مناصرة الجيش، كان يستخدم صوته بتلقائية و كلماته بصورة جذابة فيها جانب من البساطة و ربما السوقية أحيانا لدعم الجيش و حث الناس على المقاومة الشعبية.

بصراحة أعترف و ربما يعترف آخرون أن تأثير (الإنصرافي) على الرأي العام تجاوز كافة التوقعات بعد أن سألت عدد من الأصدقاء و عينات من الناس خارج البيت بل في كل مكان ذهبت له لقضاء الاحتياجات، لقد تمكن الرجل من تحويل ميزان الحرب لصالح الجيش في جانبه الإعلامي من خلال الكشف عن طبيعة المخطط الذي أشعل الحرب و علاقته بالصراعات السياسية و الابتزاز الذي تمارسه بعض الأحزاب و الادعاء أنها تمثل الشعب السوداني .

استطاع (الإنصرافي) أن يحفز السودانين على التمسك بقيمهم و ثوابتهم و الدفاع عن بلادهم ضد الأعداء المتربصين على المستويين الإقليمي والدولي. هذا الشاب أثبت أنه يستحق الإشادة و التقدير، كما أنه ظاهرة تستحق الدراسة و التقييم. يجب أن تستمر جهوده في إلهاب الحماس لإستعادة الأمن و تحقيق السلام كما يجب أن يدفع الناس نحو بناء مستقبل أفضل للسودان.

يجب على الجميع أن يقدروا دور الإعلام بكل وسائله المباشرة و غير المباشرة في الأهمية و التأثير، لا سيما أننا نستقبل شخصية ذات وزن و كاريزما في هذا المجال و هنا أعني الصديق الوزير (خالد الإعيسر) الذي تقلّد أول أمس حقيبة الإعلام عن جدارة و استحقاق، و هو كما نعلم جميعاً يُعتبر من الشخصيات البارزة التي ظلّت تدافع عن بلادنا خلال حرب الكرامة بوعي و اقتدار.

كما ظل يؤكد أنه داعم للجيش لأنه يعلم أن دولة بلا جيش لن يكتب لها الحياة أو الوجود. دعواتنا له بالتوفيق فالشعب السوداني ينتظر منه الكثير في توجيه الآلة الاعلامية نحو التغيير الإيجابي في المجتمع و في نقل خطاب السودان للإقليم و العالم فالرجل متخصص في دبلوماسية الإعلام والاتصال.

أن واجبنا جميعا دعم جيشنا و الأفراد الذين يعملون على تحقيق وحدتنا الوطنية و توجيه الرأي العام نحو البناء و التطور و استعادة الأمن و السلام، لذلك أمثال (الإنصرافي) يجب أن يجدوا مننا التقدير و الاحترام، عليه أدعو جميع أفراد المجتمع السوداني إلى دعم (الإنصرافي)، كما أدعو (الإنصرافي) إلى الالتزام بالخطاب الوطني الذي يجمع الناس و يبني المستقبل و يتجاوز الصراعات الصفرية، فإن وجه الحقيقة يلزمنا أن نستمر في تشجيع بعضنا البعض لبناء مستقبل مشرق للسودان و جعله بلداً آمناً يعيش فيه الناس بطمأنينة و سلام و ازدهار.
دمتم بخير وعافية .
الثلاثاء 5 نوفمبر 2024م. Shglawi55@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى