ود النورة قصة وغصة
ود النورة قصة وغصة بقلم د/ أحمد المبارك محمد الحسن
د/ أحمد المبارك محمد الحسن
ما تحدث البرهان القائد العام للقوات المسلحة إلا إمتلأنا قوة وعزماً وتفاؤلاً، واإن الأمر كل الأمر على نهايته، وأنه لن يبقى من المتمردين أحد وبالفعل يصدق الفعل القول وتبدأ إنتصارات الجيش أمدرمان بحري الفاشر بابا نوسة… ولكن سرعان ما يأتي الخذلان ونخسر الرهان ولا ندري ألسوء تخطيط أم تفوق جنجويد! رغم أننا نثق في جيشنا ومن معه من المستنفرين وقدامى المحاربين. ونعلم أن الحرب كر وفر ورغم كثرة الانتصارات إلا أن فرح واحد للمتمردين يحزننا ويحبطنا ويشقينا. (ود النورة) قصة وغصة؛ فالجزيرة أرض المحنة لا علاقة لها بالحروب ولا لإنسانها بالقتال ولكن فرضت عليه الظروف أن يكون لاعباً في مسرحٍ لم يختر دوره فيه، فكان الضحية فلا حول له ولا قوة، يقف مكتوفاً محبوسا ولم يُـزوّد بسلاح ولا بمعينات، ولم تصله تعيينات ولا تشوينات، وتعددت الانتهاكات، وزاد الألم والآهات والتنهيدات. ليس المطلوب من الجيش أن يكون متواجداً في كل قرية فلا طاقة له بذلك، ولكن فلتكن له قوات متحركة للتدخل السريع لنجدة المنكوب، والتدخل متى كان ذلك مطلوب؛ فنحن نحارب ميلشيا لا أخلاق لها ولا دين، ولا تتوّرع في فعل كل منكرٍ ومشين من قتل وسلب ونهب واعتداء على الأفراد والأعراض، وما ارتكبته اليوم في (ود النورة) يعتبر جُرماً كبيراً وانتهاكاً عظيماً؛ فالإعتداء على مواطنين عُـزّل في قريتهم وهم مطمئنين لاهمّ لهم إلا أعمالهم وتأمين أرزاقهم ورعاية بيوتهم وابناءهم، فأهل (ود النورة) كرماء مضيافين شجعان، وأهل نخوة آمنيين، ولربهم حامدين شاكرين، نِـعم قريةٍ آمنة مطمئنة يأتيها رزقها بفضل ربها -فهاجمها هؤلاء المجرمون الضالون المغضوب عليهم؛ فانقضوا عليها سريعاً ،وعملوا فيها قتلاً وترويعاً وتشريداً، فما كان لهم إلا الصمود وتقديم الشهداء والثبات، فارتقى منهم الكثير لربّهم نسأل الله لهم القبول والشهادة ودخول الجنان؛ أما هؤلاء الأوباش الذين لا يحترمون عهداً، المجرمون الذين لا يُـراعون قُرباً، سفّـاكوا الدماء الذين لا يراعون عهداً -فلن يهدأ لنا بال إلا بإبادتهم ودحرهم وزجرهم وسحلهم فالله أكبر عليهم. أما جيشنا العظيم فإننا له مؤيدون، ولقواته داعمون، ومن خلفه مُصطفّـون. وكل حرب فيها النصر والهزيمة، ولن نكون من المهزومين. وهؤلاء ما يقومون به من حرب للمواطنين وتقتيل العُـزّل بالأسلحة الثقيلة ما هو إلا جبنٌ وتعبيرٌ عن الخسارة والهزيمة، ومحاولة لفرض الحوار في جدة بليّ الذراع ، والفصل بين الشعب وجيشه بصنع الشّـقاق -فلهم الخزيُ والعار والموت والدمار. فتحرك يا برهان و،نحن من خلفك، وسنكسب الرهان.