مصفاة الخرطوم ما بين الماضي والمستقبل
بقلم الدكتور/ محمد وهبي
شركة مصفاة الخرطوم السودانية المحدودة شركة بترولية يتم اختصارها ب (KRC)، تعتبر من أكبر المصافي في السودان مقارنة مع مصفاة بورتسودان و الأبيض و أبو جابرة.
تأسست الشركة في عام (1997م)، وبدأت عملياتها في عام (2000م) بطاقة تصميمية (50) ألف برميل في اليوم، تم إنشاء توسعة في العام من (2003م) حتي (2006م) لتصبح السعة التشغيلية (100) ألف برميل في اليوم. تقع شركة مصفاة على بعد 70 كيلومتراً شمال الخرطوم تُعرف أيضًا باسم مصفاة الجيلي.
بعد تشغيلها تمكنت من تلبية نسبة كبيرة من المنتجات البترولية للسودان من الغاز، والجاز، والبنزين، ووقود الطائرات، والفحم البترولي والفيرنس بنسب متفاوتة تتراوح من (50% إلي 70%) لتغطية حجم الاستهلاك الداخلي من المنتجات ساعد ذلك في تقليل الطلب علي العملة الاجنبية.
يتم نقل النفط الخام إلى المصفاة ومن ثم الي ميناء بشائر على ساحل البحر الأحمر عبر خط أنابيب بطول (1610 كم) مما يجعله أطول خط أنابيب في أفريقيا.
من مميزات المصفاة أنها تقع علي بعد (12,5) كيلو متر، ويمر غربها خط أنابيب الصادر الخام الذي يبعد عنها بحوالي (500) متر فقط.
تبلغ مساحة المصفاة حوالي نصف كيلومتر مربع، لكن تبلغ امتداداتها حتي (8) كيلو مترات كما هنالك مساحة مماثلة لاستخدامات شركات التسويق والمشروعات.
مصفاة الخرطوم عبارة عن شراكة بين جمهورية السودان ممثلة في وزارة الطاقة والتعدين ” شركة سودابت”، والشركة الوطنية الصينية للبترول (CNPC)، حيث أصبحت نسبة كلٌ من الشريكين مؤخراً (90%) للسودان مقابل (10%) للصين من المصفاة قبل التوسعة من المشروع.
تقدر التكلفة المالية في الوقت الراهن لبناء مصفاة جديدة بنفس السعة وعدد الوحدات في حدود مليار و (500) مليون دولار ويمكن استرجاع راس المال في خلال 10 الي 15 عاما. مع العلم بأن بناء المصافي الكبيرة يكلف مليارات الدولارات ويمكن أن يستغرق عدة سنوات حتى تكتمل في المتوسط في (4-5) سنوات.
عليه يستلزم صيانة و إعادة تأهيل المصفاة في القريب العاجل مع زيادة السعة التكريرية بنسبة (100%) في المستقبل وذلك لتغطية السوق المحلي وبعض دول الجوار، لكن يستلزم عمل استكشافات جديد للنفط الخام أو عمل شراكات في مجال النفط مع دولة جنوب السودان للفائدة المزدوجة (win- win) لضمان إمداد النفط للمصفاة.
تتميز مصفاة الخرطوم بمواكبة التكنلوجيا الحديثة في عمليات الإنتاج، و تلعب دوراً مهماً من الإنتاج المحلي كما تتميز بكوادر بشرية مؤهلة في صناعة النفط من المهندسين والفنيين.