🇺🇦 عند اندلاع الحرب الأوكرانية أكدنا أن الغرب سيقاتل روسيا حتى آخر أوكراني ، وأن ألدَّ أعداء أوكرانيا هو رئيسها الصهيوني فولوديمير زيلينسكي الذي يقود بلاده وشعبه إلى الفناء ، وبعد أشهرٍ من ذلك أوضحنا صعوبة الحصول على مشاهد دموية مفجعة لهذه الحرب التي يُراد لها أن تستمر دون اعتراض من الرأي العام الشعبي الغربي ، وكتبنا مؤخراً عن مخططٍ لتهيئة شبه جزيرة القرم وأوكرانيا لتكون وطناً بديلاً لليهود بعد طردهم من فلسطين واستعادةٍ مملكة الخزر اليهودية ، وذكرنا في أكثر من مقالٍ عن الأوضاع الكارثية التي تمر بها دول الاتحاد الأوربي والغرب عموماً وتوقعاتهم بالدخول في حربٍ مباشرةٍ وشيكةٍ مع روسيا ، وأشرنا للمهددات الوجودية لحلف الناتو مطلع ٢٠٢٥م على خلفية ما يجري وما سيجري في الانتخابات الأمريكية المقبلة.
🇺🇦كانت صربيا سبَّاقةً في إعلان حيادها في هذه الحرب ، وقادت المجر لواء معارضة سياسة دول الاتحاد الأوربي الداعمة لأوكرانيا من داخل الاتحاد ، وبدأت دول الاتحاد الأوربي تنكص عن كثيرٍ من وعودها بالدعم لأوكرانيا ، واليوم قد وصلت الدول الأوربية الكبرى إلى لحظة الحقيقة ، وعلى سبيل المثال فقد تجاوزت ألمانيا سقف الديون (تقترب من ٣ تريليون يورو) ودخلت في سياسة تقشف ستحرم بموجبها المساعدات عن أوكرانيا التي لا تريد تصديق ما تسمع لأن ذلك سيعني أنها لن تجد ذخيرةً لأسلحتها الألمانية كما لن تحصل على قطع الغيار للدبابات ومنظومات الدفاع الجوية التي وصلتها كمساعدات ألمانية ، وفي فرنسا أصبحت الفوائد السنوية المطلوب سدادها على ديونها ٥٨ مليار يورو ، وهي أكثر من ميزانيتها للدفاع ، وقد أصبحت الدول الأوربية تتحدث عن تقديم قروض لأوكرانيا على ضمانة أرباح الأرصدة الروسية المجمدة ، وهذه أيضاً سيصعب تنفيذها لأسبابٍ قانونية وأخرى اقتصادية مرتبطة بالأموال الأوربية المجمدة في المصارف الروسية ، فضلاً عن ردة الفعل الروسية التي بدأت فعلاً في إجراء مناورات نووية لاستهداف السواحل الفرنسية والبريطانية.
🇺🇦تعاني القوات الأوكرانية من نقصٍ حاد في القوى البشرية ، وقد فقد الجيش الأوكراني مئات الآلاف من القتلى والجرحى في هذه الحرب ، وبعد أن شحت أعداد المرتزقة الوافدين للقتال إلى جانب القوات الأوكرانية .. لم تجد السلطات سوى شن الهجمات العشوائية على من تبقى من السكان (رجالاً ونساءاً) للتجنيد القسري ودفعهم للخطوط الأمامية بعد جرعة تدريب لا تزيد عن شهرٍ واحد ، وتم إلغاء كل معايير التجنيد المرتبطة بالفئة العمرية أو اللياقة الطبية ، وقد بدأت السلطات الأوكرانية في مطاردة مواطنيها خارج الحدود لتجنيدهم قسرياً ، وبالفعل قامت بولندا بشن حملاتٍ اعتقلت فيها أعداداً كبيرةً من اللاجئين الأوكرانيين الصالحين للخدمة العسكرية وسلمتهم للسلطات الأوكرانية ، وقريباً ستقوم العديد من الدول الأوربية بذات الأمر بعد أن أعياها التمويل المالي لحرب أوكرانيا من جانب ، وأرهقتها المساعدات المالية التي تقدمها من الضمان الاجتماعي للاجئين الأوكران من جانبٍ آخر ، ومقاطع الفيديو في وسائل التواصل الاجتماعي ترصد هذه الانتهاكات التي جلبت احتجاجاتٍ شعبية لا تنقلها وسائل الإعلام المُسيطَر عليها غربياً.
🇺🇦في سبتمبر ٢٠٢٣م صرَّح المحلل السياسي الياباني د. ماسارو ساتو بأن الشعب الأوكراني مهدد بالانقراض والسلطات الأوكرانية تخفي حقائق مروعة من بينها عدد السكان في أوكرانيا ، ففي عام ٢٠٠١م كان عدد سكان أوكرانيا ٥٥ مليون نسمة ، ولكنه انخفض دراماتيكياً إلى ٢٩ مليون نسمة في يونيو ٢٠٢٣م بحسب احصائيات المعهد الأوكراني للمستقبل ، وبالنظر إلى امتداد الحرب وما فرضته من هجرة جماعية قسرية على بقية الشعب الأوكراني في منافي اللجوء الذي شجعته أوربا بحفاوةٍ مبالغةٍ عند اندلاع الحرب ، فضلاً عن الخسائر البشرية الكبيرة وسط العسكريين والمدنيين ، وانضمام ذوي الأصول الروسية من الأوكران لروسيا بأقاليمهم الأربعة في شرق أوكرانيا مع مواطني شبه جزيرة القرم .. وبالنظر إلى استمرار الحرب وأرجحية تمددها لدول أخرى ، فإنه من المؤكد بأن الذي سيتبقي من الأوكران في بلادهم بعد توقف الحرب -إن توقفت- لن يكون كافياً ولا مناسباً كشعبٍ لدولةٍ في حجم أوكرانيا.
🇺🇦فولوديمير زيلينسكي هو ممثل كوميدي متواضع القدرات اشتُهِر بأدواره الخليعة والشنيعة ، وهو يهودي صهيوني داعمٌ لسياسة النازيين الجدد ، ولا شك أنه بذلك قد استوفى كل معايير القيادة المدنية والديمقراطية والحكم الرشيد بحسب معايير الدول والمنظمات الغربية ، والحقيقة أن كبار قادة جيشه وحكومته قد قدَّموا استقالاتهم تباعاً خلال هذه الحرب احتجاجاً على سياساته الخرقاء ، والتي كان آخرها أن زجَّ بكل قوة الاحتياط للجيش الأوكراني في عملية انتحارية بمنطقة كورسك الروسية ، وإن المتأمل لما يفعله زيلينسكي في أوكرانيا ، وما يفعله نتينياهو في فلسطين ، ربما يلهمه ذلك بعضاُ من الفهم عمَّا يجري في بلادنا ، ومن لم تعِظه الحرب فلا واعظ له.
*{وَإِذَاۤ أَرَدۡنَاۤ أَن نُّهۡلِكَ قَرۡیَةً أَمَرۡنَا مُتۡرَفِیهَا فَفَسَقُوا۟ فِیهَا فَحَقَّ عَلَیۡهَا ٱلۡقَوۡلُ فَدَمَّرۡنَـٰهَا تَدۡمِیرࣰا}*