وجه الحقيقية … استسلام كيكل يغير المعادلة ويعجل بنهاية الحرب … بقلم / إبراهيم شقلاوي
في خطوة محورية لتعزيز الأمن و الاستقرار في السودان، رحبت القوات المسلحة السودانية باستسلام المتمرد أبو عاقلة كيكل مع قواته، الذي يعد القائد الأول للتمرد في ولاية الجزيرة حيث تأتي هذه الخطوة في وقت حاسم و ربما تشير إلى اقتراب نهاية الحرب كما أنها تعبر عن إرادة وطنية و إيجابية صادقة لدى بعض المتمردين للعودة إلى صف الوطن، ما من شأنه أن يساهم في دفع عجلة السلام و استعادة الأمن، حيث يرى عدد من المراقبين أن الاستجابة لنداء الوطن و الاستسلام في هذا التوقيت يمثل بادرة إيجابية و شجاعة تحمل آمالاً جديدة و تحمل تأثيرات إيجابية على الوضع الأمني في البلاد ، مما يمكّن القوات المسلحة من مواصلة جهودها لإستعادة النظام و فرض الأمن و تحقيق السلام للسودانيين.
فإن العفو الذي أعلنه بيان الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية و الذي أصدره رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة أعاد التأكيد على تمديد العفو للمتمردين الذين يختارون العودة إلى الوطن، كما أكد على ضرورة توفير بيئة آمنة لجميع الراغبين في الاستسلام دعماً لاستقرار البلاد، يُعد هذا العفو بادرة استراتيجية لتعزيز الثقة بين الجيش و الراغبين من قوات المليشيا المتمردة، كما يعتبر خطوة مهمة نحو تحقيق المصالحة و السلام في السودان في المستقبل القريب، كذلك من الضروري أن يتعاون الجميع في هذه المرحلة الحرجة التي يتطلع فيها السودانيين للأمن و السلام و عودة الاستقرار.
حيث بدا ذلك واضحاً اليوم بعد استسلام كيكل، طرأ انخفاض ملحوظ في أسعار السلع التموينية و الاستهلاكية بالمنطقة مما أتاح لأهالي الجزيرة فرصة للاحتفال، جاء ذلك بعد فترة طويلة من المعاناة تحت وطأة الحرب و التهديدات المتمردة و ظلم المليشيا المتمردة للسكان المحليين بقرى الجزيرة، أرجو أن يكون هذا الاستسلام بادرة خير و إعادة الأمل لتحسين الأوضاع الاقتصادية و الاجتماعية في قرى الجزيرة و في السودان قاطبة، و ينعكس إيجاباً نحو تراجع التهديدات الأمنية في المنطقة، كذلك من المهم أن نشهد تغيير مواقف القوى السياسية نحو السلام بما تتطلب الظروف الراهنة من القوى السياسية تعديل مواقفها لدعم القوات المسلحة في مسعاها لتحقيق الاستقرار. إن الابتعاد عن الأجندات الخارجية و الإلتفاف حول التيار الوطني يعتبر خطوة هامة نحو تعزيز السلام دعم القوى السياسية للقوات المسلحة السودانية سيكون له أثر فعال في الحفاظ على المكاسب الأمنية والإقتصادية التي تم تحقيقها ، وبالتالي يسهم في تعزيز الأمن والسلام في السودان .
يعد استسلام القائد ابوعاقلة كيكل فاتحة بشريات ننتظر إتساعها و هو بلا شك نتيجة لعملية استخباراتية متقدمة و معقدة قامت بها استخبارات الجيش قبل شهور طويلة و ننتظر أن نرى استسلام آخر لعدد من القيادات في أماكن و محاور أخرى استجابة لنداء الوطن و حقناً لدماء السودانيين، كذلك من المهم أن نؤكد أن هذا الاستسلام له آثار قصيرة و طويلة الأمد على الحرب و الصراع في السودان، حيث يعكس قوة الجيش و قدرته على إدارة الأوضاع بفعالية و توجه نحو حسم الحرب و استعادة الأمن و السلام، كما أنه يؤكد على انهيار مليشيا الدعم السريع -على الأقل في محور الجزيرة- ، كذلك يفتح الباب أمام فهم أعمق عن الصراع المستمر في السودان. الساعات القادمة قد تكشف المزيد عن تأثير هذا الانهيار على التوازنات العسكرية و السياسية في البلاد.
أما عن الظهير السياسي للمليشيا تنسيقية القوى المدنية بقيادة عبد الله حمدوك فإننا ندعوهم إلى العودة إلى حضن الوطن قبل أن تفقد فرصتها في مخاطبة وعي الجماهير في هذا التوقيت المهم الذي يتم الرهان فيه على الوطنيين و وحدة الوطن و وحدة القوات المسلحة السودانية و وحدة الشعب أمام انتهاكات المليشيا هذا التطورات فرصة لإعادة النظر في المواقف الداعمة للتمرد تحكيم صوت العقل.
لا شك أن الانتصارات التي تحققها القوات المسلحة السودانية في مواجهة المليشيا تعتبر خطوة هامة نحو تحقيق السلام و الاستقرار في البلاد، و بالتالي يجب على الجميع دعم هذه الجهود و التفاهم لضمان استمرارها على الجانب السياسي، يجب أن تلعب كافة القوى السياسية دوراً فاعلاً في إعادة بناء الوطن و تحقيق التوافق الوطني بما يعزز السلام و الأمن والديمقراطية ويحقق مطالب الشعب السوداني، و يجب عليها تقديم برامج و مقترحات تعزز السلام و تضع حدّاً للصراعات الداخلية و التأكيد على الحوار السوداني السوداني الذي لا يستثني أحداً. نحن بحاجة إلى تضافر جهود الجميع لتحقيق السلام و الاستقرار في السودان بما يضمن حياة كريمة لجميع المواطنين و يعيد الثقة في مستقبل البلاد و إذا استمرت هذه الجهود فإننا نأمل أن نرى عهد جديد من السلام و الازدهار يبزغ على أرض السودان قريباً،
لذلك فإن وجه الحقيقة كما يبدو ظاهراً في هذا التفاؤل الذي عمّ السودانيين في الساعات الماضية بعد استجابة أحد أبرز قيادات المتمردين لصوت العقل لذلك نحن أيضا سنظل متفائلين ملتزمين و داعين للعمل من أجل بناء مستقبل أفضل للسودان، و سنواصل التصدي عبر هذه النافذة لكل المحاولات التي تهدف إلى زعزعة استقرار البلاد و ترويع أبنائها. يجب أن نعمل معاً كشعب واحد لتحقيق الوحدة و السلام في البلاد، و نضع نهاية لكل أشكال الانقسام و الصراعات. إن السودان يستحق أن يعيش أبناؤه في سلام و ازدهار و هذا لن يتحقق إلا من خلال التعاون و التضامن بين جميع القوى السياسية لنجعل من السودان مثالاً يُحتذى به في بناء الديمقراطية و تحقيق السلام الدائم.
دمتم بخير وعافية.
الإحد 20 اكتوبر 2024 م. Shglawi55@gmail.com