تحرير قاعدة (الزرق).. نقطة تحول إستراتيجية في سير العمليات العسكرية … بقلم/ د.عبدالباقي الشيخ الفادني

◾ضجت الوسائط الإجتماعية و الوسائل الإعلامية بخبر مفاده قيام القوات المشتركة للفصائل المسلحة من أبناء دارفور بتحرير قاعدة الزرق العسكرية التي كانت المليشيا المتمردة تتخذها قاعدة إمداد للسلاح و تجميع المرتزقة الذين يتم جلبهم من ليبيا و دول وسط و غرب أفريقيا.
◾إن صحت الأخبار المتداولة عن تحرير قاعدة “الزرق” العسكرية في دارفور التابعة لمليشيا الدعم السريع المتمردة، فيُعد هذا نصراً كبيراً و يعتبر نقطة تحول إستراتيجية في سير العمليات العسكرية في دارفور و باقي المناطق التي تشهد عمليات عسكرية نشطة.
◾التأثيرات المحتملة لهذا الحدث و المآلات يمكن تحليلها على النحو التالي:
1. المآلات المباشرة لتحرير قاعدة الزرق العسكرية:
* التأثير على القوة العسكرية للمليشيا فخسارة القاعدة تعني فقدان نقطة إستراتيجية للإمداد و التنسيق العسكري و انهيار الروح المعنوية للمقاتلين المتمردين خاصة أن القاعدة تمثل رمزاً لقوتهم في دارفور.
* يُعزز من قدرة الجيش على السيطرة الميدانية و يُرسل رسالة بأن المليشيا ليست قوة صلبة و لا يمكن هزيتمها مما قد يُشجع مواطني دارفور المتواجدين في مناطق سيطرة المليشيا المتمردة المُكرهين التعاون مع الجيش و القوات المشتركة.
* السيطرة على الإمدادات فالقاعدة تحتوي على مخازن أسلحة وذخائر مما يوفر ذلك للقوات المشتركة والجيش موارد و عتاد و يَحد من قدرات المليشيا على شن هجوم خاصة على الفاشر.
2. مآلات ذلك على سير المعارك في دارفور:
*استعادة التوازن العسكري في دارفور إذا استغل الجيش و القوات المشتركة هذا الانتصار بعمليات هجومية إستباقية لمناطق تجمعات المليشيا المتمردة في دارفور سيُضعف ذلك المليشيا بشكل كبير في مناطق تجمعاتها و حواضنها الإجتماعية في دارفور، فمن المحتمل أن تلجأ المليشيا إلى عمليات الكر و الفر مما ينعكس سلباً على الخطط العسكرية للقوات المشتركة و الجيش السوداني.
*العمل على إعادة توزيع القوات، فالجيش و القوات المشتركة قد تُركز على تحرير مناطق أخرى ذات تأثير كبير مما يُغير خريطة سيطرة المليشيا لصالحهما تدريجياً فالمليشيا قد تعمل على إعادة إنتشارها في مناطق أخرى لمحاولة التعويض عن خسائرها.
*تشجع الأهالي على دعم الجيش في المقابل قد تلجأ المليشيا إلى تصعيد العنف ضد المدنيين كوسيلة للضغط.
3. تأثير ذلك على المعارك في باقي السودان:
*التأثير المعنوي و السياسي الإيجابي مما ينعكس على الجيش السوداني في استرداد و تحرير مناطق أخرى، و لابد من استخدام الحدث في الدعاية الإعلامية لتعزيز الدعم المحلي و الدولي للشعب السوداني و الحكومة.
*من المحتمل أن تلجأ المليشيا لتحويل بعض قواتها من مناطق أخرى إلى دارفور للدفاع عن مواقعها المتبقية مما يُشكل ضغطاً عليها و يُضعف موقفها في مناطق أخرى.
◾السيناريوهات المتوقعة:
1. إستغلال الجيش و القوات المشتركة الإنتصار و يُكثفان من عملياتهما العسكرية في دارفور و باقي المناطق و ربما تلجأ المليشيا إلى شن هجمات إنتقامية تستهدف مواقع إستراتيجية أو مدنية.
2. إذا استمرت خسائر المليشيا فقد تُجبر على الدخول في مفاوضات لإنهاء الصراع فالمجتمع الدولي يرغب في الوصول لحل سياسي و سيزيد من وتيرة الضغط في ذلك الإتجاه.
3. قد تزيد المليشيا المتمردة من جرائمها و نهجها في حرب العصابات مع إستمرار القتال في المناطق النائية.
4. استمرار التقدم العسكري للجيش و القوات المشتركة سيؤدي إلى إنهيار و تفكك المليشيا.
5. سيُضعف من محاولات الإتجاه نحو تكوين حكومة كانت تعمل المليشيا على تكوينها بمعاونة معاونيها من السياسين من ما يسمى (تقدم).
◾نخلص إلى الآتي:
1. أن تحرير قاعدة (الزرق) يشكل نقطة تحول إستراتيجية إذا ما تم إستثمرها من قبل الحكومة السودانية بحكمة.
2. الإنتصارات و المحافظة عليها تعتمد على مدى قدرة الحكومة السودانية في متابعة سير العمليات و تثبيت الإنتصارات و إستغلاها لمزيد من الدعم الشعبي والتحسب لأي رد فعل إنتقامي من المليشيا المتمردة.
3. السيناريوهات القادمة مرهونة بشكل كبير على تطورات الأحداث في العمليات العسكرية الميدانية و إدارتها سياسياً في الفترة المقبلة.