مقالات الرأي
أخر الأخبار

مسارات … الترابط والتوافق المجتمعي أساس وحدة السودان .. بقلم/ د.نجلاء حسين المكابرابي

الترابط و التوافق المجتمعي هما من أهم العوامل التي تساهم في نهضة السودان.و هنالك كثير من الجوانب التي تؤثر عليه، و منها الجوانب الإيجابية و هي التنوع الثقافي؛ حيث نجد أن السودان بلد متعدد الثقافات و اللهجات و السحنات، و يضم في مكوناته الاجتماعية أكثر من 500 قبيلة و جماعة عرقية مختلفة، و يتسم السودان بالسلام الإجتماعي و يظهر ذلك من خلال التعايش السلمي والتسامح الديني و المحبة، وتسود في مجتمعه القيم الاجتماعية مثل الاحترام و التعاون وتلعب دورًا هامًا في تحقيق الترابط و التوافق المجتمعي.

و من الجوانب الإيجابية دور المرأة الهام في المجتمع السوداني، حيث تسهم في تحقيق الترابط و التوافق المجتمعي.
و نجد أيضاً التعليم المجتمعي الذي يلعب دوراً هاماً في تعزيز القيم الاجتماعية و الثقافية.
و لعلها جوانب مؤثرة في تحقيق الترابط و التوفق المجتمعي في البلاد.
و للحديث عن الجوانب السلبية لا بد من تحليل الواقع المجتمعي من خلال الوقوف علي الصراعات العرقية بين المجموعات المختلفة، و الانقسام السياسي بين الأحزاب الأيدولوجية و الجماعات السياسية المختلفة، و التعددات الحزبية التي أصبحت مهدداً الآن و عملت علي عدم الاستقرار السياسي لأنها تعمل علي تمجيد الذات لا تمجيد الوطن السودان.
و نجد أن الفقر و البطالة يؤثران على الترابط و التوافق المجتمعي، و يؤديان إلى زيادة التوترات الاجتماعية، و البطالة حيث بلغ معدلها في السودان 16.02 بالمئة في المتوسط من عام 1991 حتى عام 2023، حيث وصلت إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 20.80 بالمئة في عام 2023 و أدنى مستوى قياسي عند 13.00 بالمئة في عام 2009.¹

و مع ذلك، وفقًا لتقرير صادر عن صندوق النقد الدولي، بلغ معدل البطالة في السودان 46% في عام 2023، و من المتوقع أن تصل إلى نسبة 58% في نهاية عام 2024 و أن تسجل مستويات مقاربة في العام 2025 و بنسبة تصل إلى 55.7% في حال توقفت الحرب.
و من الجوانب السلبية أيضاً التعصب الديني و الانقلابات السياسية التي تؤثر على الترابط و التوافق المجتمعي و تؤدي إلى زيادة التوترات الاجتماعية.

و من خلال ذلك لا بد من وضع حلول يمكن أن تساهم في معالجة الجوانب السلبية، أولها تعزيز الحوار المجتمعي بين المجموعات المختلفة لتحقيق التفاهم و التوافق، و تعزيز التعليم المجتمعي لتعزيز القيم الاجتماعية و الثقافية، و تفعيل الدور المجتمعي للمرأة وتطوير التنمية الاقتصادية لمحاربة الفقر و البطالة، و تعزيز الاندماج السياسي بين الأحزاب و الجماعات السياسية المختلفة لتحقيق الترابط و التوافق المجتمعي و تعزيز دور الشباب الناهض من خلال التعليم و التدريب و التأهيل.

هذه بعض الجوانب التي تؤثر على الترابط و التوافق المجتمعي في السودان، و هناك العديد من الحلول التي يمكن تطبيقها لتحقيق نهضة السودان.

دمتم🌹

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى