مقالات الرأي
أخر الأخبار

أصل القضية … أجيال بحري بين الغياب و الأمل: من ينقذ مستقبلهم بعد عامين من الانتظار؟ بقلم/ محمدأحمد ابوبكر

السيد/ والي ولاية الخرطوم،،،
تحية السودان، تحية الصمود و الوفاء، و تحايا لا تنضب لوطنٍ يستحق منا كل تضحية،
أكتب إليكم اليوم من قلب بحري، القلب الذي لم يهدأ نبضه حباً للسودان، الوطن الذي نعشق ترابه و نحلم بمستقبل يليق بأبنائه. مضى عامان حسوماً، و أجيالنا في بحري غابت عن فصول العلم، غابت عن ساحات المدارس، عن ذاك النور الذي لا يُبنى المستقبل إلا به. عامان مرت علينا كأنهما دهور، و نحن نترقب بقلوب ملؤها الصبر و الأمل. أملٌ لم يخبُ رغم المحن و ثقةٌ لا تزال راسخة بأن الغد يحمل لنا الخير.
لقد وقفت الخرطوم ،عاصمة السيادة السودانية، شامخة رغم العواصف، و تحت قيادتكم الشجاعة، سارت في وجه التحديات. لن تقعدنا المحن و الأزمات عن النهوض مجدداً. نشهد على عزمكم و إصراركم على تطبيع الحياة و استعادة الاستقرار، و نحن معكم، نجدد عهدنا بالوفاء و التكاتف لإعادة إعمار الخرطوم، عاصمة كل السودانيين، و حلم كل جيل.
يا سيادة الوالي، نحن نعرف أن التحديات جسيمة، و لكننا نعلم أنكم قادرون على مواجهتها بحزم و قوة. اليوم، بعد عامين من الانتظار، حان الوقت لتحويل الأنظار إلى المستقبل، إلى أولئك الذين هم ثروة السودان الحقيقية؛ أطفالنا. إن إعادة أطفال بحري إلى مدارسهم ليست مجرد خطوة، بل هي رسالة للعالم أن السودان، رغم كل الصعاب، لا ينكسر. بحري تحتاج إلى أفعال حقيقية تُعيد إليها الحياة، تُعيد أطفالها إلى مقاعد العلم والمعرفة، وتمنحهم فرصة بناء المستقبل.
نحن نقف خلفكم، كما كنا دائماً. لم يكن صمودنا مجرد انتظار، بل كان ثقة بأنكم تعملون لأجل خير أبنائنا ووطننا. إن نقل مقر الولاية إلى بحري سيكون رمزاً قوياً لانطلاق عهد جديد، عهد إعادة البناء، عهد إحياء الأمل في نفوس أبناءنا الذين طال انتظارهم.
إن كل يوم يمر دون تعليم لأطفالنا هو خسارة لا تُعوَّض، فهؤلاء هم صُنّاع الغد، قادة المستقبل و أمل السودان. نعلم أنكم تدركون هذه الحقيقة، و أنكم تشاركونا الإيمان بأن كل خطوة تُعيد أطفال بحري إلى مدارسهم هي خطوة نحو بناء وطن أقوى و أكثر استقراراً.
يا سيادة الوالي، هذا هو نداء بحري، و نداء كل أب و أم. نناشدكم اليوم أن تجعلوا من إعادة إعمار الخرطوم و إحياء التعليم أولوية قصوى. نثق أنكم قادرون على قيادة هذه المرحلة الحاسمة، و أنكم، كما وقفتم ضد المحن، ستقودوننا نحو مستقبل أفضل. فلنجعل من هذه اللحظة بداية جديدة، نعيد فيها بناء ما تهدم، و نُحيي فيها الأمل في نفوس أجيالنا القادمة.
باسم بحري، و باسم كل سوداني يؤمن بوطنه و مستقبله، نضع بين أيديكم هذه المسؤولية العظيمة، و نجدد العهد معكم على السير معاً، لبناء الخرطوم، عاصمة السيادة، و مهد النهضة السودانية الجديدة.
و السلام عليكم و رحمة الله.
المواطن/ محمد أحمد أبوبكر
أب من بحري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى