
في التاريخ لحظات فاصلة تحدد مصير الشعوب، واليوم يقف السودان على حافة المجد، بين خيارين: أن يكون مجرد رقم في سجل الدول المنهكة، أو أن يكون أسطورة تنهض من رماد الحرب لتصنع مستقبلها بيديها. نحن لا ننتظر معجزة، ولا نراهن على من لا يرى في السودان إلا ساحة صراع. نحن الشعب، ونحن المعجزة.
العدو يخشى عودتنا!
لقد ظنوا أن تهجيرنا سيكسر عزيمتنا، وأن بقاءنا بعيدين سيجعلهم ينتصرون دون طلقة واحدة. لكنهم لم يدركوا أن السودان ليس مجرد أرض تُسكن، بل روح تُعاش، وكرامة تُدافع عنها، وحلم يُورّث للأبناء. إن عودتنا ليست مجرد رجوع إلى المنازل، بل هي ثورة على الخوف، وانتصار على المؤامرات، وبداية لعهد جديد نصنعه نحن، لا هم.
الواجب الشعبي: العودة فعل مقاومة!
أيها السوداني، لا تسأل متى تعود، بل كيف تعود. لا تنتظر أن يُقال لك إن الوقت مناسب، فالوقت المناسب هو اللحظة التي تقرر فيها أن السودان لن يكون دونك. عد، ليس فقط لتسكن بيتك، بل لتزرع أرضك، لتُحيي تجارتك، لتُعيد الحياة إلى الحواري والأسواق. عد لأن العدو يريدك بعيدًا، ويريد السودان مهجورًا.
مسؤولية الحكومة: من التسيير إلى التمكين
الدولة ليست مجرد جهة إدارية، بل شريك في مشروع النهوض. عليها أن تهيئ الأرض، أن تسهّل العودة، أن تضع استراتيجيات مرنة، أن تحمي العائدين، أن تستثمر في البناء لا في انتظار الحلول الجاهزة. الشعب مستعد للتحرك، فهل الحكومة مستعدة للقيام بدورها؟
المقاومة الشعبية والإسناد المدني: التحدي الحقيقي
الفراغ هو أخطر أعدائنا، وهو السلاح الذي يستخدمه العدو لزرع الفوضى. لذلك، لا بد من مقاومة شعبية ذكية، لا تعتمد فقط على القوة، بل على التنظيم، والإبداع، والتكتيكات الجديدة. الإسناد المدني ليس رفاهية، بل هو العمود الفقري لاستعادة السودان. كل صاحب مهنة، كل شاب، كل امرأة، كل مزارع، كل معلم – كل هؤلاء هم جنود هذه المرحلة. لا تنتظر أن يُطلب منك دورك، بل اصنعه بنفسك.
أصل القضية: لا عودة بلا ثورة بناء!
هذه ليست مجرد عودة، إنها خطوة أولى نحو سودان جديد، سودان يُكتب بتضحيات شعبه لا بإملاءات الخارج. لا نريد أن نكون دولة تعيش على المساعدات، بل دولة تنهض بمواطنيها. لا نريد أن نكون رهائن الماضي، بل صناع المستقبل.
عودوا، ابْنوا، لأن السودان يستحق، ولأن التاريخ لن يذكر إلا من صنعوا الفرق!
السودان وطننا، ونحن الذين نقرر مصيره!