مقالات الرأي
أخر الأخبار

أما أنَّ لله صَوْلةٌ هي بالغةٌ غايتَها .. بقلم/اللواء (م) مازن محمد إسماعيل

🏃🏽‍♂️ بعد رحلاتٍ محمومةٍ قام بها رؤساء أجهزة (الشاباك) و الأمن القومي و رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إلى مصر و الأردن خوفاً عليهما و على غيرهما من مصيرٍ مشابهٍ لمن جلب العار على الدِّرباسِ إذ انتسب إليه كذباً … سيلتقي بعد غدٍ في القاهرة كُلاً من الرئيس المصري و الرئيس التركي و الرئيس الإيراني … و يالها من قِمَّةٍ استبقها الطبل (عمرو أديب) بمناحةٍ نعى فيها نظام بلاده السابقة من عاصمة بلاده الحالية!!

🏃🏽‍♂️ الإمارات و السعودية أبدتا قلقهما من الجماعات الإسلامية التي سيطرت على مقاليد الحكم في سوريا، و تخشيان أن يُظهِرَ الإسلاميون في الأرض الفساد، و شعوب العالم العربي بأسره في حالة غليانٍ مما تقوم به الإمارات و أتباعها من عمالقة الأقزام  و قد اكتملت أطوار تمييز الخبيث من الطيب، و اكتملت مرحلة جعل الخبيث بعضه على بعض، و بدأت بالفعل عملية رَكْم الخبيث جميعاً ،فبأي آلاء ربهما يُكذِّبان، و بعض الناس عَمِيَت عليهم الأنباء، و آخرون هم عن الأنباء لا يتساءلون و أكثر الناس لهم عيونٌ لا يبصرون بها.

🏃🏽‍♂️ سابقاً قِيل أن الشرَّ قد اقترب، و قد وُصِّل القولُ أنْ لو سقط كسرى فلا كسرى بعده، و الزمان قد استدار طاوياً مخرجات الحرب العالمية الثانية التي انتهت صلاحية بقائها .. ليس بدءاً من الأمم المتحدة ،و لا انتهاءً بإسرائيل، و سنن الكون بِكنْسِها عائلة الأسد قد استأنفت بالفعل وداع تسعة عائلاتٍ أفسدت في الأرض و ما أصلحت، و ستتبعها عائلاتٌ غيرها في بلادنا لا تقِل عنها فساداً و زُهداً في الصلاح، فالمنطقة بدأت تنفي خَبَثها و تتطهر من كلما صنعه المستعمرون في الشرق الأوسط و ما كانوا يعرِشون.

🏃🏽‍♂️ فيما ينفِر الأُباةُ خِفافاً و ثقالاً لقتال الجنجويد و مرتزقةٍ الإمارات، فإن آخرين -يحلِفون أنهم منكم و ما هم منكم- ما يسمعون باحتمال تفاوضٍ أو صفقةٍ إلا تولَّوا إليها و هم يجمحون، فتارةً يريدون التفاوض مع الجنجويد، و أحياناً لا يمانعون التفاوض مع (قحت/تقدم)، و أخيراً تعلَّقت قلوبهم بمفاوضة الإمارات، و كلما عَظُمَ احتمال الغنيمة كلما ارتفعت أصوات الطبول، و راعي الضأن في بادية (وادي صالح) يعلم بأن هذا الأمر لا يُعالجه إلا السَّيفُ و الفَتْكةُ البِكْرُ ، فأيِّ صفقةٍ -مهما علا قدرُها- من المستحيل أن تجلب سلاماً، و لكنها حتماً ستنقل الحرب إلى فضاءٍ آخر تتغير فيه تموضعات المتقاتلين … و لكنْ لا جَرَم على من عَسُرَ عليه الفهم ،فكلٌ يعمل على شاكلته، غير أنَّ ما كل مرَّة تسلم الجَرَّة و قديماً قالت العرب: من مأمَنِهِ يُؤتَى الحَذِر.

◾ يقول فيدور ديستوفيسكي: المُدرِكُ ليس كالغاضب؛ المُدرِك لا يعودُ .. أبداً لا يعود.

١٧ ديسمبر ٢٠٢٤م

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى